رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

وقفة مدهشة مع قوله تعالى "وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى" !

  • أحمد نصار
  • الإثنين 25 مارس 2024, 07:11 صباحا
  • 223
الشعرى

الشعرى

قال الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ علوم الفلك في الجامعات المصرية، أن قوله تعالى في سورة النجم" وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى" محتاج منا وقفة لكي ندرك أكثر عن عظمة آيات هذا القرآن العظيم.

وتابع: أن الشِّعْرَى اليَمَانِيَّة هى أسطع النجوم في السماء ليلاً (أي أكثرها لمعانًا وبريقًا)، يبلغ بريقها 25 ضعف بريق الشمس، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الشعرى هو نجم الشعرى اليمانية (سيروسSirius) وهو النجم الوحيد الذي ورد اسمه صريحاً في القرآن الكريم بخلاف الشمس، وهو واحد من أقرب وألمع النجوم إلينا، مؤكدا أن الدراسات الفلكية الحديثة أثبتت بأن هذا النجم كان معروفاً في فترة العصر الحجري المتأخر لعديد من سكان الأرض، وأنه كانت له قدسية خاصة عندهم.

وأردف قائلا: إن سكان نبته القدماء في المنطقة الواقعة في منتصف ما بين أبو سمبل وشرق العوينات في جنوب غرب مصر كانوا قد أقاموا صف من الأحجار على هيئة أعمدة على خط مستقيم للاتجاه الذي سيشرق منه نجم الشعرى يوم الانقلاب الصيفي، وهو بداية الصيف وهبوط الرياح الموسمية الصيفية المحملة بالأمطار؛ لتحيل الصحارى الجافة لمراعي خصبة يملؤها العشب والكلأ للبقر، وتملئ الأحواض الجافة وتصير برك ومستنقعات … كانت هذه المنطقة منطقة سافانا في عصر الهولوسين المطير… وكان لبداية الصيف قدسيته وللشعرى قدسيته الكبرى في ذلك اليوم وغيره وذلك منذ 4800 عام قبل الميلاد.

وأضاف: أن الزراعة في مصر كانت معتمدة على الري من النيل، ولذلك فإن التنبؤ بميعاد فيضان النيل كان هو أهم ما يجب عمله؛ اتقاء لشره إذا كان فيضاناً عارماً، وذلك بترميم الجسور وتحسباً له إذا جاء الفيضان خفيفاً غير وافي؛ لأن ذلك معناه المجاعة بكل أبعادها المخيفة، ولقد لاحظ قدماء المصريين بأن بداية فيضان النيل مرتبطة بشروق الشمس من اتجاه النجم سيروس (الشعرى اليمانية) وهو مايسمى فلكياً بظاهرة الاحتراق الشروقي للنجم سيروس وكان هذا يحدث في صيف كل عام.

وختم قائلا : إن للنجم سيروس كان له قداسته عند قدماء المصريين؛ لارتباطه بفيضان النيل، لذلك أسموه ‘نجم إيزيس’ لارتباط دموع إيزيس زوجة أوزيريس بفيضان النيل عندما حزنت عليه بعد مقتله على أخيه ست حسب الأسطورة المصرية القديمة. وكان هذا النجم هو قرين للملكات في مصر القديمة في السماء لذلك فإن ما يسمى بفتحة التهوية في الهرم الأكبر الممتد من حجرة الملكة إلى اتجاه الجنوب ما هو إلا فتحة لكي تطل منها الملكة في مرقدها على قرينها في السماء سيروس عند مروره على دائرة الزوال، لذلك فإن هذه ليست فتحات تهوية بل هي مناظير مزوالية ثابتة متجهة لنجوم معينة في السماء حسب علم الفلك الحديث. ونظراً للمكانة الكبيرة لنجم الشعرى اليمانية (سيروس) وقدسيته عند الشعوب القديمة جاء قول الله تعالى ليؤكد { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى } (سورة النجم 49) ولا سجود لغيره … سبحانه وتعالى الواحد الأحد … لا شريك له في الملك ولا ند ولا ولد.

 

تعليقات