أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
تعبيرية
قال الباحث الإسلامي الطبيب عدنان نجم،
إن الله جل في علاخ قد بعث النبي صلى الله عليه وسلم برسالة كاملة لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حيمد، لافتا إلى إن من أعظم وأكبر خصائص هذه
الرسالة الكونية العظيمة أنها تتضمن آلاف الإرشادات الدقيقة المذهلة في زمن خلت من
تجارب المختبرات واكتشافات العلماء ودقائق صور المجهرات، ومن عظيم نعم الله تعالى ووضوح
نبوة النبي صلى الله عليه وسلم هو إثبات أكثر تلك الإرشادات النبوية بطرق علمية قاطعة
لتكون هذه الاكتشافات حجة أخرى من الله تعالى على خلقه ودلائل أخرى على صحة نبوة محمد
صلى الله عليه وسلم.
وتابع: وما لم يكتشف بعد لم يستطع العلم ولا خصوم
ديننا من تكذيبه ولله الحمد بل نحن المسلمون نؤمن به ونوقن أن ما يسمى بالعلم لا يستطيع
تكذيبه، وسنتكلم في مقالنا هذا عن أحد المعجزات النبوية في تحديد نجاسة وطهارة بعض
سوائل أجسامنا ونبين وجه المعجزة فيه، وبالله التوفيق.
وأكمل: أنه أولا، لا خلاف أن البول نجس
شرعا وعقلاً وعلماً، وثانيا: القول الراجح في (سائل المني) هو
الطهارة، أي أن مني الرجل طاهر ولا يتنجس به شيء، والدليل ما روى مسلم (288) عن عَائِشَةَ
رضي الله عنها قالت: (وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرْكًا فَيُصَلِّي فِيهِ) والفرك لا يكفي لإزالة
النجاسة ولو كان نجسا لوجب الغسل، وثالثا: المذي نجس على القول الراجح وإن كانت نجاسة
مخففة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لسهل بن حنيف: "يكفيك أن تأخذ كفًّا من
ماء، فتنضح به ثوبك، حيث ترى أنه قد أصاب منه" (رواه أبو داود والترمذي وصححه).
وأوضح: لقد ثبت علميا أن البول نجس ويتكون
من البقايا الضارة للجسم فلا بد من إخراجه حفاظا على الصحة، وأن المذي وإن كان طاهرا
في البداية -حسب الاكتشافات- ولكنه يختلط ببقايا البول في المجرى فيتنجس فيأخذ حكم
النجاسة، ويخرج من المجرى قبل قذف المني، منوها في الوقت نفسه إلى أن أحد العضلات في نهاية المثانة والتي تسمى بـ(Internal Urethral Sphincter) تنقبض
عند قذف المني وتمنع البول من الخروج إلى المجرى كي لا يختلط بالمني، ولكن هذا لا يعني
عدم بقاء شيء من البول السابق في المجرى، فيتم التخلص من تلك البقايا عن طريق إفراز
المذي وإن كان وظيفة المذي هي تهيئة بيئة مناسبة للحيوانات المنوية ومعادلة الحموضة
في المجرى ولكن مع ذلك ينظف المجرى من بقايا البول فيتم تهيئة المجرى لقذف المني، ثم
بعد هذه التهيئة وبعد إغلاق فتحة المثانة عن طريق انقباض العضلة يتم قذف المني بتدفق.
وأضاف: أن العلم الحديث اكتشف أن المذي
ليس نجسا في الأصل ولكن عندما يدخل مجرى البول يختلط ببقايا البول، وهو يحتوي على مخاط
وبروتينات وإنزيمات يعمل على تحطيم البول المتبقي في المجرى ويخفض الدرجة الحموضية
التي ترتفع بسبب وجود البول كما يعبد الطريق للمني كي يخرج من القضيب بسلامة دون تعرضه
للنجاسات أو البيئة التي لا يمكن للحيوانات المنوية العيش فيها، فيحصل بذلك اختلاط
المذي بالبول فيتنجس المذي بذلك، موضحا في الوقت نفسه أن المذي أيضاً يوفر حاجزا محايداً
للحيوانات المنوية كي لا تختلط بالبول وتخرج بسلام، وهذا يعني أننا لو افترضنا اختلاط
المني بالمذي فقد اختلط بالجزء الطاهر منه الذي يوفر حاجزا للحيوانات المنوية ولم تختلط
بالجزء النجس من المذي الذي اختلط بالبول وعمل على تحطيم بقاياه، فحصل بذلك سلامة المني
من كل النجاسات وتم تهيئة بيئة مناسبة لبقاء الحيوانات على قيد الحياة وخروجهم بسلامة،
وتم الفصل بين المني والبول بواسطة المذي.
وأردف قائلا: وها هنا نوجه السؤال المقصود:
كيف علم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وكيف عرف كل هذا التفاصيل الدقيق فيحكم على المني
بالطهارة وعلى المذي بالنجاسة؟ هل كان لديه مختبرات ومايكروسكوبات؟ أو هل كان النبي
صلى الله عليه وسلم عالم بيولوجي أو كيميائي حتى يستنتج هذه الأحكام الدقيقة الصائبة؟!
وكيف علم أن المني يخرج بسلامة دون تعرضه لأي نجاسات؟ وعلى أي أساس فرق بين طهارة المني
والمذي رغم التشابه الكبير بينهما ورغم خروجهما من نفس المجرى(المجرى البولي)؟!
وأشار إلى أن كل ما ذكرناه وكل ما تعلمه
أنت عن فيسيولوجيا جسم الإنسان ودقائق وظائفه وحركاته إنما هو نتاج البحوث الطويلة
استخدمت فيه الآلات التقنية المتطورة التي لم تكن موجودة في عهد النبي صلى الله عليه
وسلم الذي كان أميا لا يقرأ ولا يكتب وكان يعيش في بيئة شبه منعزلة عن العالم ناهيك
عن زمن سبقنا بما يقارب 1500 سنة، والتي خلت من وجود هذه العلوم والاكتشافات حتى عند
أكبر الامبراطوريات فما بالك بجزيرة نائية صحراوية.
ونوه إلى أنه لم يبق إلا أن نقول: لقد تلقى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأحكام الدقيقة -التي أعطت في جانب آخر نتائج علمية مذهلة- من الله تعالى الذي أرسله بالهدى ودين الحق، وإلا لو قلت لك أن هناك رجل أمي يرعى الغنم ويعيش في صحراء منعزل ولكنه يعلم أدق الاكتشافات ويوافق كلامه أرقى التقدمات لحسبتني أحمقا ولم تصدق كلامي ولو ركبتُ أمواج البحر، وحاشا النبي صلى الله عليه وسلم وخُلُقه الكريم أن يدعي ذلك كله من تلقاء نفسه بل {وما ينطق عن الهوى - إن هو إلا وحي يوحى} والحمد لله رب العالمين.