أفلا تبصرون ... الغشاء الخلوي وتعرف الخلايا بعضها البعض !

  • أحمد نصار
  • الخميس 21 مارس 2024, 8:43 مساءً
  • 66
الغشاء الخلوي

الغشاء الخلوي

يصف الباحث الإسلامي، الدكتور منصور العبادي أبو شريعة، أستاذ هندسة الاتصالات-جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، الغشاء الخلوي (cell membrane) معجزة كبرى من معجزات الخالق سبحانه وتعالى فهو ليس مجرد وعاء لحفظ مكونات الخلية المختلفة في حيز واحد بل يقوم بوظائف بالغة الأهمية تقوم عليها حياة الخلية وحياة الكائن الحي. إن غشاء الخلية الذي لا يتجاوز سمكه سبعة نانومترات يولد بين سطحيه جهدا كهربائيا يولد مجالا كهربائيا تصل شدته إلى عشرة ملايين فولت لكل متر دون أن ينهار لأنه مصنوع من المواد الدهنية التي هي أكثر المواد تحملا للجهود الكهربائية.

وتابع: أن هذا الجهد الكهربائي الغشائي يستخدم لأغراض كثيرة فهو يعمل كبطارية تمد بعض مكونات الخلية بالطاقة الكهربائية لتشغيلها ويقوم بتوليد النبضات الكهربائية التي تحتاجها بعض انظمة الجسم كالنظام العصبي والعضلي. ويحتوي الغشاء على الآف المكونات التي لا تتجاوز أبعادها النانومتر الواحد تعمل إما كبوابات (gates) أو مضخات (pumps) أو حساسات (sensors) أو معرفات (markers).

وأردف قائلا: إنه من مهام الغشاء الخلوي هو تعرف خلايا الجسم على بعضها البعض ، وكذلك على الخلايا والأجسام الغريبة وذلك من خلال دمغ كل خلية من خلايا الجسم بعلامة مميزة تسمى علامة سطح الخلية (Cell surface marker) والتي تحدد أن هذه الخلية تنتمي لهذا الجسم فقط. وهذه العلامة هي عبارة عن جزيء بروتيني يطلق عليه اسم جزيء النسيج المتوافق الأكبر (MHC molecules) يتم إنتاجه من قبل شيفرة جينية (genetic code) يتم توليدها من الاتحاد العشوائي لمجموعة من الجينات (genes) موجودة في الكروموسوم السادس من الشريط الوراثي. ومن النادر أن يمتلك جسمان بشريان نفس العلامة أو الدمغة إلا إذا كانا توأمين وبهذا فإنه يمكن التعرف على هوية أي إنسان من خلال هذه العلامة.

وختم قائلا: إنه على هذا الجزيء التعريفي يعتمد بالكامل عمل الجهاز المناعي فبدونه لا يمكن لخلايا هذا الجهاز التمييز بين خلايا الجسم وخلايا الميكروبات. ويقوم هذا الجزيء في الخلايا السليمة بعرض جزيء من الببتايد (peptide) على سطح الخلية يحمل هوية الجسم وهو الببتيد الذاتي (self peptides) أو ما يسمى المستضد الذاتي (self antigen) تتعرف عليه الخلايا المناعية التي تحمل نفس الهوية ولا تتفاعل معها. أما إذا أصيبت إحدى الخلايا بالميكروبات فإن جزيء (MHC) يقوم على الفور باستبدال الببتيد الذاتي بالببتيد الخاص بالميكروب (foreign or nonself peptide) أو المستضد الغريب (nonself antigen) مما يمكن الخلايا المناعية من الاتحاد به فتقوم بقتل الخلية المصابة بما فيها من ميكروبات. وإذا ما أصاب الجهاز المناعي أي خلل في نظام التعرف هذا فإن الجسم يصاب بما يسمى مرض المناعة الذاتية (autoimmune disease) وفيه تهاجم الخلايا المناعية خلايا الجسم السليمة وتقوم بقتلها وبالتالي موت الكائن.

تعليقات