أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
القيرواني
ما أكثر الأطباء المسلمين الذين
برعوا في الطب، ويأتي في مقدمتهم الطبيب أبو جعفر أحمد بن إبراهيم أبي خالد القيرواني
المعروف بابن الجزار القيرواني وهو أول طبيب مسلم يكتب في التخصصات الطبية المختلفة
مثل طب الأطفال وطب المسنين.
ويعد القيرواني الذي ولد في مدينة القيروان
بالبلاد التونسية في حدود سنة 285 هـ/898 م لأسرة اشتهر أفرادها بالطب وتوفي فيها عام
369 هـ/979 م، من أهل الحفظ والتطلع والدراسة للطب وسائر العلوم. وقد تتلمذ على يد
إسحاق بن سليمان الإسرائيلي ، وبلغت شهرته الأندلس والحوض الشمالي للبحر الأبيض المتوسط.
وكان طلاب الأندلس يتوافدون إلى القيروان لتحصيل الطب من عنده. ترجم له كل من صاعد
الأندلسي وابن أبي أصيبعة نقلت أعماله إلى جامعات ساليرنو ومونبيلييه.
وقد نجح ابن الجزار في تعديل القوانين الطبية العامة وضبط أسماء النباتات بثلاث
لغات هي العربية واليونانية والبربرية كما أنّه كان يؤكد على قاعدة ما زالت سارية المفعول:
«يتداوى كل عليل بأدوية أرضه لأن الطبيعة تفزع إلى أهلها، ولذلك يعد كتاب زاد المسافر
وقوت الحاضر» لابن الجزار، كتابا ذا قيمة طبية هائلة مازالت الكليات والجامعات تستفيد
إلى حد الآن من أرائه.
وكانت علوم ابن الجزار تعتمد في الشرق العربي ويناقشها الكثير من ممارسي مهنة الطب، وكانت أيضا تنفذ إلى الأندلس، والملاحظ أن تلك الآراء الطبية الجريئة قد اقتحمت أوروبا في القرن العاشر الميلادي وذلك على اثر نقل قسطنطين الإفريقي لكتب ابن الجزار، كما أن نابليون بونابرت كان يحمل معه كتاب ابن الجزار (زاد المسافر وقوت الحاضر) وذلك أثناء الحملة الفرنسية على مصر.
كان ابن الجزار هادئاً يحضر الجنائز
والأفراح لكن لا يأكل فيها. وكان له احترام كبير لنفسه وقيل أنه لم يعرف عنه زلة قط
بين الناس. كان يتجنب التسوية لذا لم يكن يحضر المحاكم ولم يكن من أعضاء نظام الحكم
لذلك كان يتخذ الفقهاء قدوة في ذلك العصر.
ومن أبرز مؤلفاته في ميدان الطب، صفحة
من مخطوط «زاد المسافر وقوت الحاضر»، وزاد المسافر وقوت الحاضر (وقدترجمه إلى اللاتينية
قسطنطين الإفريقي)، والاعتماد في الأدوية المفردة، والبغية في الأدوية المركبة، وطب
الفقراء والمساكين، وكتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها، وزاد المسافر في علاج الأمراض،
وطب المشايخ والمسنين، وكتاب سياسة الصبيان و تدبيرهم -مرجع في طب الأطفال-.