أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
التماثيل
تعد من الشبهات التي تتردد من حين لآخر بين الملاحدة، زعمهم بأن النبي الكريم صلوات الله عليه وسلم، قد أخذ حركات الصلاة من الوثنيين خلال فترة الحضارة السومرية.
والحقيقة أن هذه الشبهة
ليس عليها أي دليل أصلاً ، فالحضارة السومرية لم تكن موجودة وقت النبي محمد بل إن هذه
الحضارة قد انقرضت بالفعل منذ عهد الأمويين والبابليين منذ الألفية الثانية قبل الميلاد؛
أي أنها انقرضت قبل مجيء النبي محمد بأكثر من 2000 سنة، ولم يعد للحضارة السومرية أي
ذكر حينها. والسومريون أنفسهم كانوا قد نسوا تاريخهم ولغتهم وتقنياتهم بل حتى أنهم
نسوا أسماءهم. فلا أحد من المتأخرين كان يعرف بوجود هذه الحضارة أصلاً، وفقا لما
نشرته صفحة نهاية الإلحاد.
وتابعت: قد ظلت أسرار
السومريين مدفونة في صحراء العراق حتى مجيء القرن 19 الميلادي عندما عثر علماء الآثار
الفرنسيون والبريطانيون أخيراً على القطع الأثرية السومرية. وقد تولى علماء مثل: هنري
رولينسون ، وإدوارد هينكس ، وجوليوس أوبيرت ، وبول هاوبت زمام المبادرة في فك رموز
اللغة السومرية والمسمارية، مما زوَّد المؤرخين بأول لمحة عن تاريخ وأدب بلاد ما بين
النهرين الضائعين منذ زمن طويل جداً.
وأشار إلى أن الحضارة
السومرية كانت قد انقرضت بالفعل منذ الألفية الثانية قبل الميلاد؛ أي أنها اختفت بالكلية،
ولم يكن أحد يعرف بوجودها إطلاقاً بل إن الحضارة السومرية كانت قد انقرضت من قبل أن
تنشأ قبيلة قريش بل من قبل أن يستقر العرب في منطقة مكة أصلاً. وبالتالي فإن النبي
محمد لم يكن له علم بها أصلاً ولن يسرق منها شيئاً....، ولذلك يقول الله تعالى: {كَذَلِكَ
أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ
الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ قُلْ هُوَ رَبِّي
لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ*30} (سورة الرعد)
وتابعت: ونحن لو سألنا
أعداء الإسلام عن: كيف حصل النبي محمد على طريقة الصلاة من الحضارة السومرية ، ومتى
حصل عليها كما تزعمون؟!
فإن أعداء الإسلام لن
يجيبوا بدليل واضح صريح بل سيخترعون افتراضات وهمية، ولذلك يقول الله تعالى عنهم: {وَمَا
لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي
مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً*28} (سورة النجم)،ويقول الله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ
مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ
وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ*116} (سورة الأنعام)
فليس من المعقول أن
نترك الحق المبين ونتبع الفرضيات التي يلقيها أعداء الإسلام؛ فالظن لا يغني من الحق
شيئاً
وأوضحت أن التماثيل
السابقة التي ترونها هي أكبر دليل على صحة الإسلام ؛ فالقرآن الكريم يخبرنا أن الله
قد بعث أنبياء ورسلاً إلى كل الأمم السابقة ؛ حيث يقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا
فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم
مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ
فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ*36} (سورة النحل)، منوهة إلى
أن الله بعث رسلاً إلى الأمم السابقة مثل تلك الأمم التي عاشت في بلاد الرافدين، وهناك
أمثلة على بعض الأنبياء الذين عاشوا في بلاد الرافدين ونشروا الدين هناك، مثل: النبي
نوح والنبي إبراهيم والنبي يونس وغيرهم من الأنبياء الآخرين...
ونوهت إلى أنه وفقا
إلى أصح الأقوال التاريخية ، فإن النبي نوح عاش في بلاد الرافدين، وقد أخبرنا القرآن
الكريم بأن سفينة النبي نوح قد استقرت على (الجودي) وأن نوح نزل هناك؛ فقد قال الله
تعالى: ﴿وَقِیلَ یَـٰۤأَرضُ ٱبلَعِی مَاۤءَكِ وَیَـٰسَمَاۤءُ أَقلِعِی وَغِیضَ ٱلمَاۤءُ
وَقُضِیَ ٱلأَمرُ وَٱستَوَت عَلَى ٱلجُودِیِّۖ وَقِیلَ بُعدا لِّلقَومِ
ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [هود ٤٤]، ﴿وَقُل رَّبِّ أَنزِلنِی مُنزَلا مُّبَارَكا وَأَنتَ خَیرُ
ٱلمُنزِلِینَ﴾ [المؤمنون ٢٩]
ولفتت إلى أن جبل الجودي
يوجد في منطقة شمال العراق؛ أي في حيز بلاد الرافدين التي تحتوي على تلك التماثيل التي
رأيتموها، ومن ثم بدأ أبناء وأحفاد النبي نوح يتكاثرون في تلك المنطقة وينتشرون جنوباً
وشرقاً وغرباً؛ وكانوا يُصلّون هناك بنفس كيفية الصلاة التي أوحاها الله إلى أبيهم
النبي نوح، فهذه التماثيل هي دليل على أن الله بعث أنبياء في الأمم السابقة ، وكان
هؤلاء الأنبياء يصلون بنفس صلاتنا اليوم مما أثَّر في طريقة تشكيل تلك التماثيل.
وطرحت سؤالا، كيف كان
النبي نوح يصلي ، وهل كان هناك صلاة في أيامه أصلاً ، وما هو الدليل؟! فأن النبي نوح
عليه السلام، كان يصلي بنفس صلاة النبي محمد وبنفس صلاة المسلمين اليوم؛ فقد ورد حديث
صحيح متصل عن العباس بن محمد المجاشعي قال: حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني قال:
حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس عن النبي محمد أنه قال:
[إنا معاشر الأنبياء، أُمرنا أن نُعجِّل الإفطار، وأن نؤخر السحور، وأن نضرب بأيماننا
على شمائلنا.]، وفي رواية أخرى: (أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة)، وعبارة (نضرب
أيماننا على شمائلنا) ؛ أي نضع اليد اليمنى على اليد اليسرى في الصلاة؛ فالأنبياء جميعهم
كانوا يضعون أيديهم اليمنى على أيديهم اليسرى في الصلاة ، وكذلك فعل النبي نوح وفعل
أبناؤه المؤمنون من بعده.