أمواج البحر والحفاظ على الحياة.. لا مجال للصدفة!

  • أحمد نصار
  • السبت 16 مارس 2024, 2:45 مساءً
  • 124
الأمواج

الأمواج

من الدلائل التي تؤكد أن هذا الكون خلق دقيقا وبشكل مدهش، أن كل ما في الكون له ترابط مع بعضه، ففي قوله تعالى؛  ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ [النور ٤٠]

يشير تفسير الجلالين — المحلّي والسيوطي (٨٦٤، ٩١١ هـ)، إلى أن ﴿كَظُلُماتٍ فِي بَحْر لُجِّيّ﴾ عَمِيق ﴿يَغْشاهُ مَوْج مِن فَوْقه﴾ أيْ المَوْج ﴿مَوْج مِن فَوْقه﴾ أيْ المَوْج الثّانِي ﴿سَحاب﴾ أيْ غَيْم هَذِهِ ﴿ظُلُمات بَعْضها فَوْق بَعْض﴾ ظُلْمَة البَحْر وظُلْمَة المَوْج الأَوَّل وظُلْمَة الثّانِي وظُلْمَة السَّحاب

وكذلك قال الطبري: إن بحر لجِّيّ، ونسب البحر إلى اللجة وصفًا له بأنه عميق كثير الماء، ولجة البحر معظمه ﴿يَغْشَاهُ مَوْجٌ﴾ يقول: يغشى البحر موج ﴿مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ﴾ يقول: من فوق الموج موج آخر يغشاه، ﴿مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ﴾ يقول: من فوق الموج الثاني الذي يغشى الموج الأوّل سحاب، فجعل الظلمات مثلا.

ووفقا لصفحة نهاية الإلحاد فقد قام العلماء مؤخراً (2015) ولأول مرة باستخدام بيانات تجريبية لتقليد الأمواج العميقة الهائلة المتولدة في منطقة مضيق Luzon بين الصين والفلبين، وتبين أن هذه الأمواج تضرب أعماق البحر بارتفاع 500 متراً! وأن هذه الأمواج تسافر لآلاف الكيلومترات ولذلك فهي صعبة الدراسة والتنبؤ. ولذلك تعتبر دراسة الأمواج العميقة من أعقد وأصعب أنواع الدراسة، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بها قبل مجيء العصر الحديث.

ولفتت إلى أن الأمواج العميقة تقوم بخلط مياه البحار وتحافظ على معدلات درجات حرارة متوازنة في أعماق البحار، ولذلك ضرورية للمناخ العالمي والتوازن البيئي. 

 وألمحت إلى أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها وقام بها 42 عالماً من خمس دول بمشاركة 25 جامعة ومعهد بحثي، ونشرت نتائجها في مجلة الطبيعة Nature  بتاريخ 7-5-2015 وبالتالي فإن أي إشارة لهذه الأمواج العميقة في كتاب قديم لا يمكن أن ترد من قبيل الصدفة.

تعليقات