رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

تأملات في سورة العنكبوت!

  • أحمد نصار
  • السبت 16 مارس 2024, 2:20 مساءً
  • 208
العنكبوت

العنكبوت

من يتأمل قوله تعالى في سورة العنكبوت؛﴿مَثَلُ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا مِن دُونِ ٱللَّهِ أَولِیَاۤءَ كَمَثَلِ ٱلعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَت بَیتا وَإِنَّ أَوهَنَ ٱلبُیُوتِ لَبَیتُ ٱلعَنكَبُوتِۚ لَو كَانُوا یَعلَمُونَ﴾ أن قوله اتخذت بيتاً إشارة واضحة إلى أن الذي يقوم ببناء البيت أساساً هو أنثى العنكبوت، فهذه تعد مهمة الأنثى هو بناء بيت العنكبوت، كونها تحمل في جسدها غدد إفراز المادة الحريرية التي ينسج منها بيت العنكبوت، وإن اشترك الذكر أحياناً بالمساعدة أو الترميم إلا أن العملية أنثوية بحتة، ومن هنا كان الإعجاز العلمي في قول الحق تعالى اتخذت بيتا ) حسب صفحة نهاية الإلحاد.

وأشارت إلى أن المعجزة في الآية"أوهن البيوت" ولم يقل أوهن الخيوط، ويبقى بيت العنكبوت هو أوهن البيوت وأضعفها على الإطلاق، على الرغم من شدة خيوطه، وهذا من الناحية المادية، أما من الناحية المعنوية فهو أوهن بيت على الإطلاق لأنه بيت لا توجد فيه معاني المودة والرحمة، وذلك لأن الأنثى في بعض الأحيان تقضي على ذكرها بمجرد إتمام عملية الإخصاب، وذلك بقتله وافتراسه، لأنها أكبر حجماً، وأكثر شراسة منه،

وتابعت: أنه في بعض الحالات تلتهم الأنثى صغارها، وأحياناً يقتتل الصغار الأشقاء من أجل الطعام، أو المكان، ومن ينجو يكرر المأساة نفسها التي تجعل من بيت العنكبوت أكثر البيوت شراسة ووحشية، ومن هنا ضرب الله تعالى به المثل في الوهن لافتقاره إلى أبسط معاني التراحم، موضحة أن هذه الحقائق لم تكن معروفة لأحد من الخلق في زمن الوحي، ولا خلال قرون طويلة من بعده، حيث لم تكتشف إلا بعد دراسات مكثفة في علم سلوك حيوان العنكبوت استغرقت عشرات السنين، وقام بها مئات العلماء حتى تبلورت في العقود الأخيرة من القرن العشرين، ولذلك ختم ربنا سبحانه الآية الكريمة بقوله [لو كانوا يعلمون].

 

تعليقات