أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
مكونات الأذن
قال الباحث في
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، معتز الراوي، إن هناك أدلة لا
تنتهي، من إثبات وجود خالق عظيم، لافتا إلى قوله تعالى" هَلْ أَتَى عَلَى
الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا
خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ
سَمِيعًا بَصِيرًا } سورة الإِنْسان 1 – 2.
وتابع: ويقول
سبحانه وتعالي جل في علاه : { وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ
وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ } (سورة المؤمنون 78،
منوها إلى أن الأصوات تأتي إلينا بتموجات الهواء، وإن هذه التموجات منها الشديد
ومنها الضعيف، ومنها ما يأتي عموديا، ومنها ما يأتي جانبيا، فخلق الله تعالى
(صيوان الأذن) وجعله غضروفيا بين العظم واللحم، وجعل فيه ليتلقا أمواج الصوت
ويعكسها من طية إلى لية ويوصلها إلى (الصماخ) طيات وليات.
وأردف قائلا:
وعلم سبحانه بأن الرياح التي تحمل الصوت من الممكن أن تكون عنيفة، وقد تحمل معها
مؤذيات مثل غبار وحشرات فجعل سبحانه (الصماخ ) متقوسا نحو الأعلى وجعل في فمه
سياجا من الشعر، وفي باطنه الشمع؛ ليلتقي صدمة الرياح بانحرافه، وبالشعر والشمع
المؤذيات، فلا تصل إلى غشاء الطبلة الرقيق، كما علم ملك الملوك أن بعض الأصوات قد
تكون ضعيفة فجعل من (الصماخ) بشكله الكهفي المملوء بالهواء وسيلة لمضاعفة الصوت
(التصدية) على النحو الذي نسمعه في الحمامات والكهوف من ضجة الصوت الضعيف يرجع
الصدى، وعلم سبحانه أن الغشاء المتوتر كالطبل هو أفضل الأجسام الصلبة في توصيل
الصوت، فخلق (غشاء الطبلة) و(غشاء الكوة البيضية) والأغشية الأخرى في الأذن
الداخلية.
ونوه إلى أنه قد علم الله خالق كل شيء بإتقان، إنه إذا تثبت جسم صلب
صغير في طرف غشاء مشدود متوتر أوصل الاهتزازات الصوتية على وجه أفضل فخلق سلسلة من
ثلاث عظيمات وربطها بين (غشاء الطبلة) وغشاء (الكوة البيضية)، ويعلم الله أن كل
جسم صلب محاط بوسط مختلف عنه في الجوهر يرسل الاهتزازات بجوهره باشد مما يرسلها في
الوسط المحيط به، فجعل العظيمات الثلاث معلقة في الهواء يحيط بها ويفصلها عن عظام
الرأس، وفعل مثل ذلك في (الصفيحة اللولبية ) فأحاطها بسائل مختلف عنها في الجوهر
كي لا تنقل الاهتزازات السارية في العظيمات والصفيحة اللولبية إلى عظام الجمجمة
وتتبدد فيها.
وأضاف: وعلم أن
سلسلة العظيمات قد تصاب بما يعطل عملها في نقل الصوت من غشاء الطبلة إلى غشاء
الكوة البيضية؛ فخلق (الكوة المستديرة) وغطاها بغشاء يساعد على إيصال الصوت الى
الأذن الداخلية، وجعل لكل كوة من الكوتين طريقا في داخل (القوقعة)، فضلا عن علمه
سبحانه أن الشكل الحلزوني اللولبي هو الشكل الأصلح لانتشار الألياف العصبية
السمعية على مساحة متسعة ضمن جسم صغير في حيز ضيق فخلق (القوقعة)، وجعل فيها
القنات اللولبية سلمين مستطرقين يصعد أحدهما الدهليزي من (الكوة البيضية) وينزل
الآخر الطبلي إلى (الكوة المستديرة)، وجعل في (القنات اللولبية) (الصفيحة اللولبية
العظمية الغشائية) التي تفرز سائل اللمفا.
وأكمل: وعلم
الله أن بعض الأصوات تأتي من الجمجمة؛ فخلق (القنوات الهلالية) لتساعد على جمع
التموجات الصوتية الآتية من الجمجمة، وتوجه سير الأصوات حسب اتجاه تجاويفها
المنحنية وتوصلها إلى أعصاب السمع المنتشرة في سوائلها وسوائل القوقعة، وخلق
الزقين الغشائيين المملوئين باللمفا، وجعل في أحدهما الحجرين الاذنيين المتباورين
ليزيدا بصداهما شدة الهزات الصوتية.
وختم كلامه
قائلا: إنه علم سبحانه جل في علاه أن للهواء ضغطا خارجيا قويا يؤذي غشاء الطبلة إن
لم يقابل من داخل الأذن الوسطى بهواء يعادله ويقاومه ويحفظ الموازنة في ضغط الهواء
وحرارته فإذا حصل زفير أو شهيق طويل وكان الأنف والفم مسدودين فيتوتر الغشاء
الطبلي ويتحدب نحو الخارج عند الزفير، ونحو الباطن عند الشهيق، فيتشوش السمع، فخلق
سبحانه بوق (اوستاكيوس) وأدخل منه الهواء إلى الأذن الوسطى، وجعل من هذا البوق في
الوقت نفسه موضحا للأصوات كما توضح ثقوب الآلة الموسيقية أصواتها، وجعله منفذا
للمخاط الذي يفرز من باطن الطبلة.
فسبحان الله
الحكيم العليم القدير الذي خلق كل هذه الأسرار والطبائع والنواميس التي لم يعرفها
العلماء إلى بعد آلاف السنين من خلق الإنسان.