أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
القرآن
يقول
الداعية الإسلامي الشهير الدكتور عمر عبد الكافي، إن قوله تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى
لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا
(60)الكهف)،تبعث لنا برسائل طيبة، أبرزها أن من يخطيء علينا أن نعلمه برفق ورحمة، لافتا إلى أن هذه الآية الكريمة وما تلاها من آيات في سورة الكهف كما جاءت في صحيح
البخاري حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا
سفيان قال حدثنا عمرو قال أخبرني سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس إن نوفًا البكالي
يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل إنما هو موسى آخر فقال كذب عدو الله حدثنا أبي
بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : قام موسى النبي خطيبًا في بني إسرائيل
فسئل أي الناس أعلم فقال أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه.
وأكمل: فأوحى
الله إليه أن لي عبدا بمجمع البحرين وهو أعلم منك . قال موسى : يا رب، فكيف لي به؟
قال : تأخذ معك حوتا تجعله في مكتل، فحيثما فقدت الحوت فهو ثم . فأخذ حوتا فجعله في
مكتل، ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رءوسهما فناما،
فاضطرب الحوت في المكتل فخرج منه فسقط في البحر، فاتخذ سبيله في البحر سربا ، وأمسك
الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت،
فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، حتى إذا كان من الغد، قال موسى لفتاه : آتنا غداءنا
لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا . قال : ولم يجد موسى النصب، حتى جاوز المكان الذي أمره
الله به، فقال له فتاه : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا
الشيطان أن أذكره [ ص: 577 ] واتخذ سبيله في البحر عجبا .
وتابع: قال : فكان للحوت سربا، ولموسى ولفتاه عجبا
. فقال موسى : ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا . قال سفيان : يزعم ناس أن تلك
الصخرة عندها عين الحياة، لا يصيب ماؤها ميتا إلا عاش . قال : وكان الحوت قد أكل منه،
فلما قطر عليه الماء عاش، قال : فرجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة، فإذا رجل
مسجى بثوب، فسلم عليه موسى، فقال الخضر : وأنى بأرضك السلام! قال : أنا موسى . قال
: موسى بني إسرائيل؟ قال : نعم، أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا، قال إنك لن تستطيع معي
صبرا . يا موسى، إني على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم من علم
الله علمك الله لا أعلمه . فقال موسى : ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا
. فقال له الخضر : فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا . فانطلقا يمشيان
على ساحل البحر، فمرت بهما سفينة، فكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول،
فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم، فقال
له موسى : قوم حملونا بغير نول، عمدت إلى سفينتهم، فخرقتها لتغرق أهلها؟! لقد جئت شيئا
إمرا . قال : ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال : لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني
من أمري عسرا " .
وختم
قائلا: إنه بعد عرض هذه القصة الرائعة والتي أمدنا الله الكريم فيها بالكثير من الدروس
والعبر ونلاحظ فيها عدم صبر سيدنا موسى عليه السلام بعد أن تعهد وقال سَتَجِدُنِى إِنْ
شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا ، وَلاَ أَعْصِى لَكَ أَمْرًا ،كذلك عدم صبر سيدنا الخضر على
سيدنا موسى بعد أن أخذ منه العهود والمواثيق بعدم السؤال فما لبث أن قال له بعد أن
سأله سيدنا موسى عليه السلام عن تفسير أعماله ثلاثة مرات : هَذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ
والآن بعد أن أخذ عليك الله الكثير من العهود والمواثيق وتفضل عليك بالكثير الكثير
من النعم و تعصاه و تعصاه بعد ذلك بعد أن قلت مراراً و تكراراً وَلاَ أَعْصِى لَكَ
أَمْرًا ثم تتوب إليه فهل في أي مرة من مرات عصيانك لله وعدم التزامك شرعه و أوامره
قال الله لك : هَذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ لم يحدث أبدا سبحانك ربنا ما أرحمك
بنا و صبرك علينا مع تقصيرنا.