أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
سورة العنكبوت
قال المفكر الإسلامي الكبير، الدكتور فاضل السامرائي، إن آيات سورة العنكبوت المكية، تدور حول الفتن وسنّة الابتلاء في هذه الحياة الدنيا، لافتا إلى أنها نزلت في وقت كان المسلمون يتعرضون في مكة لأقسى أنواع المحنة والشدة. كون الإنسان معرض لأن يفتن في كثير من الأمور كفتنة المال والبنين والدنيا والسلطة والشهوات والصحة والأهل وهذا من تدبير الله تعالى ليبلوا الناس أيهم أحسن عملا وليعلم صدق العباد وليختبرهم في إيمانهم وصدقهم.
وتابع: أن سورة العنكبوت تبدأ بالحديث
بشكل صريح ومباشر عن فريق من الناس يحسبون الإيمان كلمة تقال باللسان فإذا نزلت بهم
محنة انتكسوا إلى جحيم الضلال وارتدوا عن الإسلام تخاصاً من عذاب الدنيا وكأن عذاب
الآخرة أهون. (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا
يُفْتَنُونَ) آية 2 وكذلك تأتي الآية الأخيرة في السورة (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) آية 69، تتحدث
عن الفتن وكأن في ذلك إشارة إلى أن الفتن مستمرة في حياة الناس
وأكمل: أن عرض الفتن التي قد يمتحن الله
تعالى بها الخلق وذكر كيفية مجاهدتها، فقد استعرضت قصص الأنبياء وكيف واجهوا الفتن
وجاهدوها ابتداء من فتنة سيدنا نوح في قومه وقد ذكرت الآيات مدة لبث نوح في أهله لتأكيد
استمرار الفتن على مرً العصور، ثم تتحدث الآيات عن فتنة سيدنا إبراهيم ثم لوط
وشعيب وتحدثت الآيات عن بعض الأمم الطغاة المتجبرين كعاد وثمود وقارون وهامان وغيرهم
مع ذكر ما حلّ بهم من الهلاك والدمار. وفي هذه القصص كلها دروس من المحن والابتلاء
تتمثل في ضخامة الجهد الذي يبذله الأنبياء وضآلة الحصيلة فما آمن مع نوح إلا قليل.
وأردف قائلا: تختم السورة (وَالَّذِينَ
جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ
) آية 69 ببيان جزاء الذين صبروا أمام المحن وجاهدوا بأنواع الجهاد النفسي والمالي
ووقفوا في وجه المحنة والابتلاء.
ولفت إلى أن سبب تسمية السورة بـ (العنكبوت)؟:
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ
اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ) الآية 41 ضرب الله تعالى لنا هذا المثل ليدلنا على أن مثلما تتشابك وتتعدد
خيوط العنكبوت التي ينسجها كذلك هي الفتن في هذه الحياة متعددة ومتشابكة لكن إذا استعان
العبد بالله فإن هذه الفتن كلها تصبح واهية كبيت العنكبوت تماماً، كيف؟ لأن الدراسات
العلمية أثبتت مؤخراً حقيقة علمية أن ذكر العنكبوت ما إن يلقّح الأنثى حتى تقضي عليه
وتقطعه ثم إذا كبر صغار العنكبوت يقتلون أمهم فهو بحقّ من أوهن البيوت اجتماعياً. فسبحان
الذي يضرب الأمثال وهو العليم الحكيم. ومثل العنكبوت هنا على عكس الأمثلة التي ضربها
تعالى في النمل والنحل. فالنمل عبارة عن أمّة منظمة دقيقة رمز التفوق الحضاري، أما
النحل فضربه الله تعالى لنا مثلاً أنها لما أطاعت خالقها أخرج من بطونها العسل، سبحانه
ما أعظم خلقه وما أحكم تدبيره.