ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
في هذه الظروف التي تمر على الأمة الإسلامية خصوصًا من التنكيل بأهل غزة، واجتماع هذه الآلة والترسانة من الأسلحة من مختلف الدول بشتى أنواع الأسلحة المختلفة، والغطرسة والهيمنة الإسرائيلية؛ يحتاج الإنسان منا إلى أن يتسلى بآيات الله، وأن يتسلى ويتسلح بأسماء الله تبارك وتعالى-، وإلا إذا لم يقرأ الإنسانُ القرآن وتمعن في أسماء الله - سبحانه وتعالى-، وفي سنن الله الكونية، وما جعله الله -تبارك وتعالى- هو مثال يُحتذى فيه من القرآن ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن قصص الصالحين؛ يكاد أن يطيش عقل الإنسان، ويثور ولا يمتلك نفسه!
تحتاج نفس الإنسان أن يكون لها زمام حين تسأل ما الذي يحدث ؟ لماذا
يتأخر هذا النصر؟ وماذا يريد الله -تبارك وتعالى - بنا في مثل هذه الأيام؟ نحتاج
أن نتسلح بآيات الله وبأسمائه وصفاته.
ومن أسماء الله
-تبارك وتعالى- الحسنى وصفاته العلى التي تتجلى في مثل هذه الظروف، ولا بد أن تكون
في وعي كل شخص مسلم؛ اسمي الله -تبارك وتعالى- نعم المولى ونعم النصير.
- قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿وَإِن
تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ
النَّصِيرُ﴾ [الأنفال: ٤٠).
- قال الله تبارك وتعالى-:
﴿وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ
النَّصِيرُ ﴾ [الحج: ۷۸].
سورة
الأنفال هي سورة تحكي لنا الموقف الذي حدث للمسلمين في غزوة بدر ، وأن هذا هو أول
انتصار حقيقي للمسلمين على الكافرين؛ انتصار بالعدة والسلاح.
أما انتصار
الحجة والبيان فكان واضحًا بالنسبة للقرشيين والمنافقين أن هذا نبي، وأن هذا الذي
يقوله ليس من عند نفسه، بل هو من عند أحد آخر ، وكما كانوا يقولون: ليس هو بقول
بشر، ولا بكلام سحر ولا بكلام دجل ولا ... ولا ... وكانوا يقولون في النهاية وإن
له لحلاوة وإن عليه لطلاوة.
الآيات في سورة
الأنفال، قال الله تبارك وتعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ
عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ﴾ [الأنفال: ٣٦). 🔹
أريدك
أن تسمع هذه الآيات بعين قلبك، وتخيل ما يُجمع لهذه الفئة القليلة جدًا من أهل
غزة، هذه الفئة القليلة؛ عدد قليل جدا في مكان صغير؛ مكان لا يتجاوز بضعة كيلو
مترات وأنت تسمع تذكر ما يحدث ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ
لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَها انتبه ! المتكلم هو الله
-سبحانه وتعالى-. فانتبه فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً
ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ * لِيَمِيزَ
اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ
فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ *
قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن
يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا
تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ
اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ
مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الأنفال: ٤٠:٣٦] .
وَإِن
تَوَلَّوْا المعنى: وإن استمروا في غيّهم، وإن استمروا في طغيانهم، وإن استمروا في
هذه الغطرسة (وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ
الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ هذه كانت آيات سورة الأنفال.
أما آيات سورة
الحج، الآية من أولها قال الله - عز وجل - فها: ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ
جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ
مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ أَي أن
الله هو الذي سماكم المسلمين. وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا
عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا
الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى
وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الحج: 78 ]
تجد أن سياق
الآيات أنها تتكلم عن القتال، وعن الجهاد، والبذل والتضحية لدين الله بالنفس، وأن
هذا الأمر فيه مشقة شديدة على النفس، وأن هذا الأمر يحتاج إلى الصبر ويحتاج إلى
حسن الاستعانة بالله والتوكل عليه -تبارك وتعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ
مَوْلَاكُمْ . وتجد أن الآيات سواء في سورة الأنفال أو في سورة الحج تنتهي بـ
نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ).