حسام خطاب يكتب: كيف تشارك في تدمير هوية طفلك

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 28 فبراير 2024, 7:30 مساءً
  • 422

"عن بعض التصرفات الخاطئة التي قد يفعلها الآباء -عن غير عمد- والتي قد تشارك في تدمير هوية أطفالهم"

عليك أن تتفانى في رفع مستوى الرفاهية لدى طفلك، بحيث لا يتمنى شيئًا إلا ويكون من الواجب عليك أن تلبيه. عليك أن تتذكر دوماً أنه لابد ألا يظهر أبدًا دون أقرانه ليس في مأكله وملبسه ومشربه، بل وفي ألعابه وهواتفه وأدوات رفاهه.. عليك أن تلهب بساط الإحساس عنده وتقتل فيه مبادرات القدرة على التحمل.

اغمره بالحب والعطف والحنان المفرط، وعلمه أن يكون كذلك رحيما عطوفًا مع الحيوانات وكل الأشياء، وفي الوقت ذاته غض الطرف عن مفاهيم الرجولة والقوة والصلابة والاعتماد على النفس، فتلك مفاهيم عفا عليها الزمان.

أيتها الأم.. لا تخرجي طفلك أحضانك، وإياكِ من بين و فطامه بعد عامين، فإنك بذلك تعرضينه لأخطار الحياة الطبيعية .. شديه أكثر إلى صدرك، فهنا سيكون بأمان.

 لتسعدي بتصرفات ولدك الصبيانية، أو هي في الحقيقة لیست صبيانية، سيكون من المضحك أو المسلي أن تشاهدي صغيرك وهو يقف أمام المرآة يضع حجابك على رأسه، أو يزين وجهه بالمساحيق النسائية، ويضع شيئًا منها على شفتيه الدقيقتين .. كوني فخورة بذلك، إنه يحاكي أمه الجميلة.

هل من بأس أن يلعب بألعاب أخته فيلبس العرائس ويصفف شعورها، ويغني لها ويرقصها؟ لا بأس، إنه مجرد طفل .. دعيه يلعب.

هنا ملحوظة علينا أن نفرق بين الهوس بمقتنيات النساء والبنات، ومجرد التجربة والاستكشاف والتجربة فلا شك أن هناك قدرًا مقبولا من ذلك. 🔹

دافعي عنه دومًا أمام أقرانه، أو حضيه على الانسحاب من أرض المعركة، فإن ذلك أسلم له وأفضل، وإذا أردت أخذ حقه، فلتأخذيه بنفسك من زملائه الصغار..

تسلطي أكثر أيتها الأم لتتملكي طفلك.. إنه ملك لكِ وحدك .. ترى هل سيكون بأمان حين يطلب منك والده أن يأخذه معه إلى المسجد أو لشراء بعض الحاجيات من الخارج؟ بالطبع عليك أن ترفضي فالجو بارد أو ربما يكون مشغولاً بالمذاكرة.

وأنت أيها الأب المكافح.. عليك أن تَجِدَّ أكثر في العمل حتى لو اقتضى ذلك منك التغيب طوال اليوم. المهم أن تخلق لطفلك البنك الأمن الذي يلبي كل حاجياته المادية، واعلم أنه لا يحتاج منك أكثر من ذلك.

ما الداعي من أن تحتضن ابنك ؟ هل لهذا الاتصال البدني أي قيمة؟ إن أقبل عليك ولدك، فرحب به في سلام فاتر.. وتأكد أنه لن يبحث عن ذلك الاتصال الجسدي في مكان آخر.

أريد أن أحييك على رجولتك، وقوة شخصيتك التي ظهرت في تجاهلك العاطفي لابنك طيلة ذلك الوقت، لقد كانت أفضل طريقة لتنتقم من أمه التي قصرت ساعة في حقك. ثم لا يقل أحد ما ذنب ذلك الطفل؟ ذنبه من ذنب أمه!

 وبالمثل عليك أن تتجاهلي فتاتك الملولة إذا أردت الانتقام من زوجك اتركيها تصرخ في وجهه.

تعليقات