حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
قدم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية تعريفا بسيرة فضيلة المقرئ الشيخ أحمد عبد العزيز الزيَّات، أحد أهمّ أعلام فنّ القراءات من ذوي الهمم القادرين باختلاف، في ذكرى وفاته التي توافق السادس عشر من شعبان، وذلك في إطار مشروع "قدوة".
مولده ونشأته
وُلد الشيخ أحمد عبد العزيز الزيَّات عام 1325هـ - 1907م، بمحافظة القاهرة.
نشأ الشيخ محبًّا للقرآن الكريم وللعلم الشرعي، فحفظ القرآن الكريم، والتحق
بالأزهر الشريف، ونَهَل من علومه الشرعية والعربية.
كان الشيخ ضعيف البصر منذ صغره، وكفّ بصره بالكُلّية في سن الأربعين؛
بَيْدَ أنَّ ذلك لم يكن عائقًا لطلبه العلم وتعليمه الناس، وبذل الوُسع في خدمة
دينه وكتاب ربه سبحانه، فأنعم الله تعالى عليه بنور العلم والقُرآن.
حياته العلمية والدعوية
درس الشيخ مختلف العلوم والفنون في الأزهر الشريف، وظهر نبوغه منذ حداثة
سِنّه، ثم تبحَّر في علوم القرآن؛ فأخذ القراءات العشر الصغرى من طريقي الشاطبية
والدُّرة، والعشر الكبرى من طريق طيبة النشر، حتى صار إمامًا في هذا العِلم
الشريف، ومن أهم شيوخ فنّه في عصره.
أخذ الشيخ الزيات القرآن الكريم والقراءات العشر الصغرى والكبرى على كبار
العلماء والمقرئين المجيزين أمثال: الشيخ خليل غنيم الجنايني، والشيخ عبد الفتاح
هنيدي.
بلغ الشيخ مكانة كبيرة في علم الإقراء حتى صار اسمه في طبقة أعلام الإقراء
المشهورين بعلو إسناد إجازات القراءات في مصر والعالم، وأبرزهم: فضيلة الشيخ محمد
علي خلف الحسيني الحداد شيخ عموم المقارئ المصرية في وقته، والعلامة الشيخ علي
محمد الضباع الذي تولى مشيخة المقارئ بالديار المصرية أيضًا، والمحقق الكبير الشيخ
على بن عبد الرحمن سبيع.
كما تلقى الحديث الشريف عن الشيخ محمد بن إبراهيم السمالوطي، وكان مما
تلقاه عنه: صحيح مسلم، وجامع الترمذي، وبعض صحيح البخاري.
مسيرته وإسهاماته
جلس الشيخ للإقراء في بيته بجوار الجامع الأزهر الشريف بالقاهرة، وتوافد
عليه طلاب العلم وحفظة القرآن من ربوع مصر ودول العالم المختلفة؛ ليجيزهم بسنده
المتصل إلى سيدنا رسول الله ﷺ في قراءة وإقراء القرآن الكريم.
اختيرَ الشيخ مُدرِّسًا للقراءات، بقسم تخصص القراءات التابع لكلية اللغة
العربية بالأزهر الشريف.
وفي عام 1985م اشتغل بالتدريس في التخصص ذاته، بالجامعة الإسلامية بالمدينة
المنورة في المملكة العربية السعودية.
ثم عُين مستشارًا علميّّا بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة
المنوّرة خلال فترة إقامته بالمملكة، وحتى عودته إلى مصر عام 2001م.
كان الشيخ حريصًا على نفع طلاب العلم، حليمًا، سليم الصدر، متواضعًا،
كريمًا رحمه الله رحمة واسعة.
أهم ملامح القدوة في مسيرته
بالإصرار والعزيمة الصادقة يتجاوز الإنسان التحديات والعقبات.
طلب العون من الله والسعي الجاد نحو الأهداف من أهم أسباب التميز والتفرد.
الإخلاص في طلب العلم سبيل التفوق فيه.
حسن الخلق والخشية من الله سبحانه من ثمرات الاشتغال بعلوم القرآن العظيم.