أحمد بدر نصار يكتب: إشكالية الملحد وحكمة الخالق

  • أحمد نصار
  • الأحد 25 فبراير 2024, 11:45 صباحا
  • 1220
أحمد بدر نصار

أحمد بدر نصار

تتجسد إشكالية الملحد العربي، في أنه يريد أن تكون الحياة كما هو يريد، لا كما يريد الله أن تكون، دائما لديه مشكلة في  لماذا لا يتدخل الله لو كان موجودا في حل مشكلات المجاعة في العالم، والأمراض المنتشرة، والتي تتسبب في موت الملايين من البشر يوميا؟!

 

فالملحد يريد حياة عبارة عن جنة ليس فيها أي معاناة، لكن بالنسبة لماذا لا يتدخل الله لحل كل مشكلات العالم من انتشار الفقر والمجاعة والحروب، فهذا سؤال أحمق لأن الذي تسبب في كوارث العالم ليس الله ولكن الإنسان، فماذا عن أوروبا التي يتشدق بحضارتها الملحد، ويعتبرها نموذجا فريدا، التي دخلت سرقت ونهبت ثروات أفريقيا على مدار 500سنة، وتركتها بعدما أعادت تقسم الدول وفقا لرؤيتها وتركت الدول الأفريقية تتنازع حول عودة ملكيتهم من جديد لأرضهم، فقامت الحروب الأهلية والعنصرية بينهم حتى قتل منهم الملايين بسبب خطة أوروبا صاحب الحضارة والإنسانية!

 

هل يعقل دولة مثل السنغال لديها عشرات من مناجم الذهب، ولا تدخل ضمن الدول الغنية بالذهب في حين أن دول أوربيا لا تمتلك جراما واحدا من الذهب في بواطن أرضها تصنف كونها من أغني دولتين في الاحتياطي من الذهب.

 

عندما تعرض مثل هذه الأمور على الملحد العربي، لا يقتنع هو يرى مصائب العالم العربي، بل مصائب العالم كله في الدين، لا بسبب أطماع الغرب التي مازالت قائمة حتى الآن، ورغبتهم المتوحشة في السيطرة على موارد الدول الضعيفة الغنية بالموارد، فالملحد يريد أن يتهم الله بكل هذه الكوارث التي صنعتها أوروبا في البشرية.

 

فهل منطقي كل ظالم يظلم إنسانا يرسل الله ملائكة تأتي بحق المظلوم فوري، إن سوف يزيد تجبر الظالمين، لأنهم لم يجوا أي غضاضة من ظلمهم للعباد مادام الله يرسل ملائكة يعوضون المظلوم، الحقيقة هذه فكرة سخيفة، الله خلقنا في الأرض ليختبرنا اختبارات متعددة، ليعلم الصداق الحقيقي من الصادق المزيف، فالملحد العربي، يريد حياة ليس بها أي معاناة ودائما لديه اعتراض من حكمة الخالق في إدارة شؤون خلقه، فراح الملحد يهرب من تعليمات الخالق ، بفكرة الإلحاد لكي يصنع ما يشاء ولكن هو لا يعلم أنه لا توجد حرية مطلقة، لأنها سوف تؤدي بالإنسان إلى الهلاك الحتمي، لأبد أن تكون الحرية مسئولة .

 

والخلاصة أن إشكالية الملحد، تتمثل في كونه لا يريد الاستسلام بحكمة الخالق والرضا بالقضاء والقدر، فراح يعلن عن اعتراضه فهو يريد كون يسير وفقا لعقله الضعيف.

 

 

تعليقات