د عبد المنعم فؤاد يكتب: بين أسماء الأمس وأسماء اليوم

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 22 فبراير 2024, 9:27 مساءً
  • 183
د عبد المنعم فؤاد

د عبد المنعم فؤاد

أتدرون من خطيبة النساء والمتحدث الرسمي بأسمائهن؛ إنها اسماء بنت السكن الأنصارية في عهد النبي الكريم -صلوات ربي وسلامه عليه -:لم تكن أسماء خريجة جامعة السوربون،٠ ولا جامعة القاهرة، أو الأزهر، أو آداب عين شمس، ( مع الاحترام للجميع ) ولكن كانت خريجة جامعة الإسلام؛ رئيسها سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام -، منه تعلمت الصدق، والفصاحة، والبيان.

 تعالوا لنرى هذا المشهد الرائع في مجلس رسول الله والذي تقوم ببطولته أسماء الملقبة في كتب التراث بخطيبة النساء لتلقي ببيان أمام سيد الأنام فيه تقرير هام وعاجل:

جاءت أسماء - رضي الله عنها - إلى رسول الله ﷺ، فقالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إنَّ اللهَ بعثك للرجال وللنساء كافة فآمنا بك وبإلهك، وإنَّـا معشر النساء محصوراتٌ، مقصوراتٌ مخدوراتٌ، قواعدُ بيوتكم، وحاملاتُ أولادكم، وإنَّكم معشرَ الرجال فُضِّلتُم علينا بالجُمَع والجماعات، وفُضِّلتُم علينا بشهود الجنائز، وعيادة المرضى، وفُضِّلتم علينا بالحج بعد الحج، وأعظمُ من ذلك الجهادُ في سبيل الله وإنَّ الرجلَ منكم إذا خرج لحجٍ أو عمرةٍ أو جهادٍ، جلسنا في بيوتكم نحفظُ أموالكم، ونربي أولادكم، ونغزلُ ثيابكم، فهل نشاركُكم فيما أعطاكم الله من الخير والأجر؟*

فالتفت ﷺ إلى أصحابه وهم حوله في جلوس وسكينة وقال: هل تعلمون امرأة أحسن سؤالاً عن أمور دينها من هذه المرأة؟

 

 قالوا: يا رسولَ الله، ما ظننا أنَّ امرأةً تسألُ سؤالَها.

فقال النبي ﷺ:

يا أسماءُ، افهمي عني، أخبري من وراءك من النساء أنَّ حُسنَ تبعلِ المرأة لزوجها، وطلبَها لمرضاته، واتباعَها لرغباته يعدِلُ ذلك كله.

 

فأدبرت المرأةُ وهي تُهلِّلُ وتُكبِّرُ وتُردِّدُ:

*يعدل ذلك كله، يعدل ذلك كله.

-الله الله ما احسنه من نشيد وترديد،-

ويفهم من هذا العرض بعد الاستماع أنه يجب على أسماء العصر الحديث أن تلجم مدعيات التنوير والتزوير في إعلامنا، وصحافتنا وصفحاتنا وهن يشعلن النار في البيوت بين الرجل وزوجه، ويحرضن النساء على الرجال باسم الحرية والمساواة وحقوق المرأة!!

 

فرأينا من تدعي أن المرأة لا يصح أن تخدم زوجها، ولا ترعى سكنها، ولا ترضع طفلها، ولا تدخل مطبخ لتعد الطعام لبعلها إلخ!!

 

علينا أن نعرف اسماء اليوم بأسماء الأمس، لتتعلم فن الإلقاء، وجمال العرض والرد، وكيف كانت تنشد طربا أسماء الأمس بكلام الرسول الأكرم -صلوات ربي وسلامه عليه- وتقول وهي تهلل:

يعدل ذلك كله، يعدل ذلك كله

 علينا أن نربي بناتنا على مثل هذه التربية التي ربى النبي -صلى الله عليه وسلم- نساء أمته وعصره.

شوقولوا لخطيبة عصرنا: اتق الله في نسائنا وبناتنا، (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ).

تعليقات