هيثم طلعت: التنويريون والنسويات جعلوا المرأة مرحاضا مجانيًا لشهوة الرجل!
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان.. واحدة من أهم الأيام الواجب اغتنامها، حيث تبدأ من مغرب يوم السبت 14 شعبان 1445هـ الموافق 24-2-2024م وتنتهي فجر الأحد 15 شعبان 1445هـ الموافق 25-2-2024م، وفيها كرم اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وآله وسلم بأن طَيَّب خاطرَه بتحويل القبلة والاستجابة لرغبته؛ وقد قال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}.
دعاء ليلة النصف
من شعبان مكتوب
ومع حلول الليلة
المباركة، يبحث الجميع عن أفضل الأدعية فيها، وهو ما كشفت عنه دار الإفتاء
المصرية، حيث يفضل التوجه إلى الله بهذا الدعاء: "اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ
وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ.
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ
الْخَائِفِينَ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ
شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ،
فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي،
وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ،
فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ
الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾،
إِلهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ،
الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ
الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ
الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ".
كيف تستغل شهر
شعبان والليلة المباركة؟
ومن الأعمال المستحبة
في شهر شعبان التعاون على فعل الخيرات، وإظهار المودة والتآلف بين المسلمين، ونشر روح
البهجة والفرح بقرب قدوم رمضان المبارك؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول مهنِّئًا
أصحابَه ومبشِّرًا أمَّتَه في آخر أيام من شعبان: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ».
وفي ليلة النصف
من شعبان يفضل الإكثار من الدعاء، فقد كان
علي بن أبي طالب رضي الله عنه يخرج ليلة النصف من شعبان، ويكثر الخروج فيها وهو ينظر
إلى السماء ويقول: "اللهم ربَّ داود، اغفر لمن دعاك في هذه الليلة ولمن استغفرك
فيها".
إحياء ليلة النصف
من شعبان
وحول طريقة
إحياء ليلة النصف من شعبان، فإن هذه الليلة وإن كان يُندب إحياؤها إلا أنه لا توجد
صفة محددة لإحيائها؛ بحسب ما ورد عن العلماء، وذلك لأن النصوص الخاصة بإحيائها جاءت
مطلقة غير مقيدة بدعاء دون دعاء، ولا بحال دون حال، ولا بوقت دون وقت، فلا يجوز تقييدها
وقصرها على بعض الأدعية دون بعض، أو بعض الأحوال دون بعض.
وشددت دار الإفتاء المصرية، على أنه يتم إحياؤها بأنواع العبادات
التي يجد فيها الإنسان راحته القلبية وطمأنينته النفسية.
ليلة النصف من
شعبان.. الرد على المشككين
وردت دار
الإفتاء المصرية، على بعض المتنطعين والمشككين في فضل ليلية النصف من شعبان، مشيرة
إلى أنه" ورد في فضلها أحاديث وآثار، والطعن بتضعيف كل ما ورد في فضل هذه الليلة
غيرُ مُسَلَّم؛ فإن كان في بعض أسانيدها ضعفٌ، فقد صحَّح الحفاظ بعضها الآخر، ولو سلمنا
بضعف بعض ما ورد في فضلها، فالقاعدة الحديثية أن الأحاديث الضعيفة الإسناد تتقوى بالمجموع،
وإن لم تتقوَّ بمجموع الوارد وبتعدد الطرق؛ فإنَّ جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل
هو قول جماهير العلماء سلفًا وخلفًا، ولذا فلا يجوز إنكار فضل هذه الليلة، ولا يُؤخَذْ
بقول هؤلاء المشككين".
فضل ليلة النصف من
شعبان
وقد اهتمَّ علماء
الأمة ببيان فضل ليلة النصف من شعبان؛ فأوردوا في فضلها الكثير من الأحاديث النبوية
الشريفة؛ وقال الشيخ تقي الدين بن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم"
(2/ 136، ط. دار عالم الكتب-بيروت): [وليلة النصف من شعبان قد رُوِي في فضلِهَا من
الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها مُفَضَّلة، وأنَّ من السلف من كان يخصّها
بالصلاة فيها، وصومُ شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة] اهـ.
حكم الاحتفال بـ
ليلة النصف من شعبان
وفي هذا الإطار
فإن الاحتفالُ بِلَيْلَةِ النصف مِن شهر شعبان المبارك مشروعٌ على جهة الاستحباب، وقد
رغَّبَ الشرع الشريف في إحيائها، واغتنام نفحاتها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا
لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات، وقد دَرَجَ على إحياء
هذه الليلة والاحتفال بها المسلمون سلفًا وخلفًا عبر القرون من غير نكير.
الصيام في شعبان
وبشكل عام فيستحب
الإكثار من الصيام في شعبان، فهو شهر تُرفع
فيه أعمال العباد إلى ربهم، وَرَفْعُها حال صَوم العبد أَرْجَى لقبولها؛ فعن أُسَامَةُ
بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ
الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ
بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ
الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». [أخرجه النسائي].
صيام النصف من
شعبان
وعن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا
لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ
إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلا
مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا...؟
حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ»
أما بشأن صيام
ليلية النصف من شعبان وحدها، فقد حسمت دار الإفتاء المصرية، هذا الأمر، وذكرت أن
صوم الليلة المباركة منفردة، لا حرج فيه ولا مشكلة، كما يجوز صيامها مع الأيام
البيض لمن أراد.