أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
الروح
يقول
رب العزة في كتابه الكريم "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ
أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً " [الإسراء:
85].وهذا دليل بأن الروح سر من أسرار الخالق العظيم .
تقول
الباحثة في الكيمياء الحيوية الدكتورة نور باقادر، الأستاذة بجامعة الملك عبد العزيز
آل سعود، إنه في ظل الدراسات الحديثة القائمة اليوم والتي يعكف العلماء عليها للتوصل حول حقيقة الكائن
البشري وماهية التركيب الجزيئي له معلقين شتى
الآمال حول علاج الأمراض المستعصية التي أرقت عصرنا فقد استجدت علوم جديدة اختلفت الآراء
حول موقف التشريعات الإلهية والدينية منها راجعا إلى السبب إلى الخوف من خلط الأنساب
فما أن استحدث علم الجينات والمورثات وما أن ظهرت الشفرات الوراثية، بدأ العلماء يخضون
تجاربهم حول إمكانية استخلاص خلايا جديدة لربما
تكون مستقبلا بدائل وحلولا للخلايا المعطوبة.
وتابعت: و لعل من أكبر الأحداث التي أثارت ضجة في العالم
هي ظاهرة الاستنساخ “النعجة دولي ” وكيف أن الخوف قد
علا على الساحات العلمية والاجتماعية وفي هذا المقال أحب أن أسلط الضوء عن تكوين الخلايا
البشرية وأصلاها وكيف أن الروح هي سر الإبداع الإلهي لإحياء هذه الخلايا التي لا تعد من أن تكون مواد أوليه.
وأردفت
قائلة: إن الخلية هي وحدة التركيب والوظيفة في الكائن الحي ويعنى بالكائن الحي هنا إشارة إلى وجود الروح فلو رجعنا لمنشأ الخلية الحية من أول خلقها لبدأنا رحلتنا حيث نرجع إلى أصغر جزء من المادة
ألا وهي ذرات العناصر المكونة للمواد الحية
ألا وهي ذرات الكربون والهيدروجين والأوكسجين والنتروجين والمعادن الأخرى مثل الحديد
والفسفور وهي أيضا المكونات الأساسية للتربة لقوله تعالى:{ومن آياته أن خلقكم من تراب
ثم إذا أنتم تنتشرون} الروم (20 ) وتعبر الذرات
في هذه الحالة مفرده في الصورة الغير عضوية
وما أن تتحد مع بعضها البعض بنسب مختلفة
وأضاف:
تصبح مواد عضوية جديدة “نظرا لوجود ذرات الكربون” لا تقل أهميه عن تلك العناصر التي
أتت منها مفرده فلو تخلينا أننا استطعنا تجميع
الذرات مع بعضها البعض باستخدام أحدث التقنيات الحديثة مثل تقينة الناتو المتناهية
الصغر وكونا السكريات الخماسية الغير مؤكسده ومن ثم قمنا بتجميعها بكميات كبيره لنحصل
على جزيء واحد من الدي إن إيه DNA وضعفناه حتى نصل إلى الكروموسوم الواحد ولله المثل
الأعلى فهذا لا يعني بالمفهوم العلمي أننا استطعنا تخليقه لأنه يبقى حتى الآن مجرد جزيء معقد التركيب مهما
استطاعنا الحصول علية مخبريا وحيث الكروموسومات توجد بداخل أنويه الخلايا والتي تتحد
مع بعضها البعض مكونة الأنسجة التي ما تلبث
أن تتخصص إلى الأعضاء مكونة الكائن الحي الكامل
فإنه ينقصها مفتاح الحياة ألا وهو الروح
لقولة تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً } [الإسراء: 85].
وأوضحت
أنه حتى علم الاستنساخ وعلم الخلايا الجذعية
كلها لا يمكن نجاحها بدون وجود الروح الموكله
بأمر الله تعالى وحده ولا تستطيع اليد البشرية
مهما بلغ علمها التدخل في ذلك والدليل الواضح على ذلك وهو أن الجنين في رحم أمه
عند بدأ خلقه يكون مجرد نطفة ثم علقه ثم مضغة إلى أن تبدأ مرحله تشكيل الجنين وهنا يبعث الله بأمره ملك موكلا بهذه الروح فتدب الحياة في الجنين بعد120
يوما من تكوينه أي خلال الشهر الثالث يقول تعالى : {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من
طين * ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة * فخلقنا العلقة مضغة *
فخلقنا المضغة عظاما * فكسونا العظام لحما * ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن
الخالقين}المؤمنون (12- 14)
وأشارت
إلى أنه في كلا العلمين المستحدثين يحتاج علم الاستنساخ إلى وجود البيئة الروحية التي ينموبها وهي بداخل رحم
الأم المضيفة وفي علم الخلايا الجذعية يحتاج
إما إلى خلايا الإنسان البالغ من نخاع العظم عادة
أو الحبل السري فور ولادة الجنين وحفظها في بنوك خاصة. ومهما استطاع العلماء
تخصيص هذه الخلايا إلى أعضاء هامة مثل القلب أو الكلى فهي تبقى مجرد أعضاء بلا روح
لا تدب بها الحياة إلا بداخل كائن حي يملك روحا يقول الدكتور حسين اللبيدي مدير مستشفى
وعضو هيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة وعضو جمعية الإعجاز العلمي بالقاهرة وجنوب الوادي
في موقع الإعجاز العلمي للقرآن والسنة “وباختصار العملية ما هي إلا وضع نطفة أمشاج
مخلوقة لله وجاهزة مسبقاً في رحم مجهز لذلك ليتم بعدها تخليق الجنين بإذن الله خلقاً
من بعد خلق، وكل أفعال العلماء -وهم عباد الله – تدور حول منطقة النطفة لا تتعداها
وكل أفعالهم ما هي إلا عملية تؤدي إلى تصيير نطفة أمشاج في رحم مجهز لاستقبالها فهي
عملية نقل أو تحويل لا خلق فيها وتدخل تحت مسمى (الجعل) “ دلالة على ضرورة وجود الروح
ومهما أنُكرت حقيقة الوجود ونسبت العلوم إلى الطبيعة تبقى الذات الألهية لله الواحد القهار ولا تملك
النفس البشرية منها أي شيء مهما بلغت من تقدم وتطور.
وختمت
قائلة: وأخيرا يبقى علماء العلوم المختلفة
وخاصة الكيمياء الحيوية منهم مهما وصلوا
من تقدم هائلا لا ليس بيدهم إلا أن يقفوا أمام
عظمة الخالق في نفخ الروح وبعثها تاركين وراء ظهورهم مجال الشك بعيدين كل البعد في
التدخل في مسألة الخلق التي هي من اختصاص الله وحده فتبارك الله أحسن الخالقين.