كيف صنع المسلمون قوة عظمى بعد فتح مكة؟

  • أحمد نصار
  • الأربعاء 14 فبراير 2024, 05:51 صباحا
  • 209
فتح مكة

فتح مكة

قال الباحث في ملف الإلحاد، الدكتور، محمد سليم مصاروه، إن فتح مكة الذي حدث في رمضان 8 هجري الموافق يناير 630 م كان سبب قيام قريش بانتهاك صُلح الحُديبية بعد أقل من سنتين منذ الاتفاق عليه حيث أعانت قريش حليفتها قبيلة بني بكر على الإغارة على بني خزاعة المتحالفة مع المسلمين ومطاردة رجالها وقتلهم داخل الحرم.

وقد أدركت قريش فداحة تهورّها فخرج زعيمها أبو سفيان إلى مكة محاولًا طلب تمديد هدنة الحديبة لكن ﷺ لم يتكلم معه وأعرض عنه ورفض الصحابة التشفُّع لأبي سفيان لدى رسول الله ﷺ، فعاد إلى مكة منكسرًا.

 

فيما تلا ذلك قيام ﷺ بتجهيز جيش المسلمين في المدينة بسرية تامة وأرسل ﷺ إلى القبائل التي أسلمت حديثًا والتي كانت نفسها من جيش الأحزاب الذي غزا المدينة قبل 3 سنوات (بنو سليم، غطفان وفزارة) طالبًا منهم أن يتلقوا مع المسلمين في مرَّ الظهران (22 كلم شمال مكة، يعرف اليوم بوادي فاطمة).

 

وأردف قائلا: إن الرسول ﷺ، قد خرج من المدينة المنورة في العاشر من رمضان، بجيش مقداره 10 آلاف مقاتل واتجه إلى مرّ الظهران في طريقة إلى مكة المكرمة. في مرّ الظهران عَرفَت قريش بخبر جيش المسلمين الضخم من آبي سفيان، الذي خرج يتحسس أخبار المسلمين، وهناك قابل ﷺ واعتنق الإسلام.

 

وتابع: حين يتمكن طرف من عدوه، في أي حضارة غير الإسلام، فانه يرتكب المجازر، النهب الاغتصاب وإجبار الناس قسرًا على معتقده او ثقافته. كانت قريش عدوة للمسلمين لأكثر من 20 عامًا، فقد قتلتهم، اضطهدتهم، حاصرتهم ولاحقتهم بما في ذلك سعيها لقتل ﷺ، لكن عظمة الإسلام وسماحة رسوله جعلتا ﷺ يبحث عن السِلم والسعي لحقن دماء أهل مكة بالرغم من كلما اقترفوه في حقه وحق المسلمين، فتعمَّد ﷺ أن يُظهر لأبي سفيان ضخامة جيش المسلمين كي يرتاع فيعود ويقنع قريش بعدم جدوى القتال،

 

وأضاف : أعلمَ ﷺ أهل مكة بأنَّ كُل من يدخل بيته أو يلجأ إلى الكعبة أو يدخل بيت أبي سفيان فهو آمن. كذلك أمَر ﷺ جيش المسلمين والذي دخل مكة من أربع جهات، بعدم القتال إلا إذا تعرضوا إلى تَصَدّي أو هجوم، وأعطى ﷺ الأمان لأهل مكة عدا بضعة أنفار كانوا متورطين بعمليات غدر وقتل، ردّة، طعن وهجاء في شخص الرسول ﷺ.

 

وختم قائلا: لمَّا نزل ﷺ بمكة واطمأنَّ الناسُ، جاءَ الكعبة فطاف بها وحطّم الأصنام. كان فتح مكة من أعظم الأحداث بالنسبة للرسول ﷺ وصحابته رضوان الله عليهم، كان فتح مكة بمثابة اللحظة التي مسحت آثار المعاناة والألم، والشيء الذي انتظره المسلمون لأكثر من عشرين سنة، وقد مهّد دخول قريش الإسلام الطريق لانضمام قبائل أخرى، وبهذا تزايدت أعداد المسلمين وصار المسلمون قوة عظمى في شبة جزيرة العرب.


تعليقات