هيثم طلعت: التنويريون والنسويات جعلوا المرأة مرحاضا مجانيًا لشهوة الرجل!
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الآية الكريمة
يقول الباحث في ملف الإعجاز العلمي في القرآن
الكريم، والأستاذ في كلية طب المنصورة، الدكتور محمود نجا، إن القوانين الوضعية في أغلب البلدان غير الإسلامية تخبطت وأخطأت في تعاملها
مع قضية صيانة الأعراض، فمن ناحية تفرض قوانين صارمة لمعاقبة الذين يتحرشون جنسيا قد
تصل إلي السجن المؤبد أو الإعدام، ومن ناحية أخرى لا توجد عقوبات للزناة طالما أن فعل
الزنا قد تم برضا الطرفين، ولا توجد عقوبات لمن يشيعون الفاحشة في المجتمع من خلال
نشرهم للخلاعة والمجون والعري بكافة الأشكال وفي كل أنواع الإعلام المرئي والمقروء
والمسموع، حتى تسممت أفكار الناس وامتلأت قلوبهم وعقولهم بنار الشهوة التي دفعت أصحابها
إلى عدم الإكتراث بهذه القوانين.
وتابع: أن في الغرب نجد أن أهم طرق مكافحة التحرش
الجنسي تتمثل في سن القوانين والعقوبات، وإلغاء الفروق بين الجنسين، وإنشاء برامج التوعية
التي تعمل علي تعديل أنماط السلوك الاجتماعية والثقافية للرجل والمرأة، كما هو منشور
على موقع (Stop violence against women) وفي الموسوعة القانونية لموقع نولو(Nolo)،
في مقال بعنوان منع التحرشات الجنسية في العمل (Preventing
Sexual Harassment in the Workplace).
وأشار إلى أن المجتمعات الإسلامية العربية، راحت
تتبع المجتمعات الغربية في طريقة تعاملها مع قضية التحرش الجنسي، فصدق فيها حديث النبي
صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا
جحر ضب تبعتموهم، قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟) رواه البخاري.
وأردف قائلا: إن لشبكة العربية لمعلومات
حقوق الإنسان، قد نشرت في وقت سابق إعلان بشأن
القضاء على العنف ضد المرأة، جاء فيه ما ملخصه: (للمرأة الحق في التمتع، على قدم المساواة
مع الرجل، بكل حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وفي حماية هذه الحقوق والحريات، ينبغي
للدول أن تدين العنف ضد المرأة، وأن تدرج في القوانين المحلية جزاءات جنائية أومدنية
أوجزاءات عمل إدارية بحق من يصيبون من النساء بالأضرار بإيقاع العنف عليهن، وأن تتخذ
جميع التدابير المناسبة لتعديل أنماط السلوك الاجتماعية والثقافية للرجل والمرأة، ولإزالة
التحيز والممارسات التقليدية وكل الممارسات الأخرى المستندة إلى دونية أي من الجنسين
أو تفوقه أو إلى القوالب الجامدة فيما يتعلق بدور الرجل والمرأة).
واضح طبعا في الإعلان السابق أنه لا توجد
إشارة من قريب أومن بعيد توجه سلوكيات وملابس المرأة التي غالبا ما تكون سبب فتنة الرجال
ودفعه إلي التحرش بها، كما لا توجد إشارة إلي دور الالتزام بالسلوك الإسلامي المانع
للاختلاط في منع التحرش الجنسي، بالإضافة إلي طلب إزالة الفوارق بين الرجل والمرأة
ثقافيا، وبذلك تضمن هذه الجمعيات الانفلات الجنسي بالرضا في ظل حماية القانون الذي
يعاقب التحرش دون علاج لأسبابه.
وأكمل أنه كلما علت الأصوات في المجتمعات
الإسلامية مطالبة بتطبيق الحدود الإسلامية لمحاربة انتشار الفساد، ظهرت العديد من الأصوات
المعارضة التي تتهم الحدود الإسلامية بالتخلف والرجعية والبعد عن روح الحضارة الغربية،
ولكن عندما خرج قانون التحرش الجنسي الجديد في مصر إلى النور تعالت هذه الأصوات التي
تعارض تطبيق الحدود بقبول هذا القانون الجديد بالتحية والترحيب، ليس نصرة للإسلام
(والله أعلم بحال القلوب) ولكن لأن الفاحشة التي يريدون لها أن تشيع بين الناس سوف
تكون في حماية القانون، فللمرأة الآن الحق في أن تلبس ما تشاء أولا تلبس، وللشباب والفتيات
الحق في الخلاعة في الشوارع كيف يشاءون وهم آمنون أن لا أحد سوف يتحرش بهم جنسيا وبقوة
القانون، وبدلا من أن تنتهك الأعراض بالقوة سوف تنتهك تحت مسمى القبول والرضا بين الطرفين،
كما يحدث في المجتمعات الغربية التي تحارب التحرش الجنسي وتبارك كافة أنواع العلاقات
الجنسية طالما قامت على الرضا.
وأكد أنه ليس ضد هذا القانون بل أنا معه
قلبا وقالبا، لأنه قبل أن يعود بالنفع على غيري فسوف أنتفع به قبل غيري، وهذا هو ما
تهدف إليه الحدود الإسلامية من حفظ الفرد والجماعة من طمع الطامعين وإجرام المجرمين،
فالذي لا يعلمه الذين صفقوا لهذا القانون، موضحا في الوقت أن هناك مقال نشرته النيويورك
تايمز بعنوان فصل البنين عن البنات في التدريس (Teaching
Boys and Girls Separately) للكاتبة إليزابيث ويل، ناقشت فكرة الفصل بين الجنسين
في التعليم لوجود فروق بيولوجية بين الجنسين، وكيف أدى هذا الفصل إلي تحسن أداء الجنسين،
وبالرغم من أن هذه الفكرة مازالت تلقي معارضة شديدة إلا أن الواقع يثبت أنها سوف تتغلب
وتنجح برغم المعارضة، فقد أصدرت شعبة التعليم الاتحادية في أمريكا نُظماَ سهلت للولايات
والمناطق فتح مدارسها وفصولها الغير مختلطة الخاصة، وبعد أن كان عدد المدارس أحادية
الجنس اثنتان فقط في كل الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1995، فقد قفز العدد إلى
أكثر من ثلاثمائة وستين مدرسة منتشرة في طول البلاد وعرضها، ويتوقع الخبراء أن يزيد
هذا العدد خلال العام 2008 – 2009 .
ويبدوأن هذا التوقع كان سليما بنسبة
100 %، ففي مقال بعنوان الفصل الفعال بين الجنسين (Gender
Segregation: Separate But Effective)، تم نشره في عام 2010، يقول بأن عدد المدارس التي
تفصل بين الجنسين في الولايات المتحدة الأمريكية قد وصل إلي 550 مدرسة، وليس هذا فقط
بل وأشار إلى أن هذا الفصل بين الجنسين في التعليم قد انتشر أيضا في الأرجنتين وكندا
وغيرها الكثير، وإن كان هذا الانتشار مازال مصحوبا بالجدل حول أهميته وفاعليته، بين
مؤيد ومعارض. وجاءت نتائج اجتماع المنظمة الدولية للتعليم العام الغير مختلط (NASSPE)
في المؤتمر الدولي السابع بولاية فلوريدا في عام 2011، ليؤكد على أن هذا الفصل بين
الجنسين في العملية التعليمية يؤدي إلى تحسن ملموس في أداء كلا الجنسين بشرط تحسن أداء
المعلم وقدرته على التعامل مع هذا الفصل بطريقة جيدة.
وأضاف: أن هناك تقرير بعنوان (Teen Pregnancy Statistics) عن نسب الحمل في سن ما دون العشرين في الولايات
المتحدة الأمريكية، يقول التقرير أن حوالي 34 % من البنات يحدث لهن الحمل على الأقل
مرة واحدة دون سن العشرين، وأن حوالي 79 % منهن غير متزوجات، أي أن حملهن جاء من سفاح،
إما بالزنا أو نتيجة للتحرشات الجنسية المنتشرة في المدارس والجامعات. وفي تقرير آخر
أحدث من السابق في عام 2010 بعنوان (Facts on American
Teens’ Sources of Information About Sex)، يقول بأن نسب الحمل قبل سن العشرين بدأت تزداد
بقوة من بعد العام 2009، وأن حوالي 7 من كل 10 من كلا الجنسين يمارسون الجنس قبل سن
19 سنة (وتزداد النسب في المدارس العليا عن المدارس المتوسطة) .
ولفت إلى أنه في دراسة علمية أجراها جيمس روني من
جامعة شيكاجو بعنوان تأثير النظر إلى الجنس الآخر (Effects
of Visual Exposure to the Opposite Sex)، أظهرت هذه الدراسة أن نظر الرجل إلي المرأة يؤدي
إلي تغيرات كبيرة في التصرف والمزاج والشخصية مما يدفع بالرجل إلي مزيد من الاقتراب
من المرأة لإقامة علاقة، وأوضحت الدراسة أن هذا التصرف ربما تم دون وعي من صاحبه.
وعليه فهذه الأبحاث تكشف صدق ديننا الداعي
إلى غض البصر والبعد عن الاختلاط، كما تكشف كذب وافتراء من يدعون إلى الاختلاط الجنسي
بدعوى التحرر والصداقة، والقدرة على التحكم في شهواتهم، حيث أن ميل أحد الجنسين إلى
الآخر هو من الأمور الجبلية التي زرعها الله في الإنسان للحفاظ على الجنس الإنساني
من خلال التكاثر.
وأكد أن الإسلام دين كل زمان ومكان لأنه من الله العليم الخبير الذي يعرف النفس
البشرية حق المعرفة لأنه خالقها وبالتالي يعرف ما يصلحها {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ
وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [الملك 14]، فالقانون الرباني ينظر للمشكلة بنظرة شاملة،
فكان له مع حماية الأعراض شأن آخر يقوم على فهم طبيعة واحتياجات النفس البشرية، قال
تعالى {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ
الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ
وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}
[آل عمران14]، والشهوة في ذاتها ليست خطأ بل هي جبلة في الإنسان، ولكن حب الشهوة وتزيينها
للعقل هو الخطأ، وليس أعظم في تزيينها وتأجيجها
في النفوس من الاختلاط الذي يحرك الشهوات الكامنة. نجد أن الإسلام تعامل مع هذه المشكلة
بالترهيب من العقوبة المشددة، وبالوقاية من خلال التربية الإسلامية الصحيحة التي تقنن
الشهوة ولا تكبتها، فتشجع على الزواج وتمنع العلاقات الجنسية غير المشروعة وما يؤدي
إليها .
وتوه إلى أن الإسلام بدأ بفرض العقوبات
المشددة لمنع الزنا والتحرشات الجنسية، فمن اللافت للنظر أن سورة النور في حربها على
الفاحشة لم تبدأ ببيان فضل العفاف وذكر محاسنه والتنفير من ضده، بل ولم تخوف الزاني
بعقاب الآخرة، ولكن بدأت ببيان عقوبات الزناة وخوض الألسنة في أعراض المحصنات والذين
يحبون إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، فقال تعالى في عقوبة الزناة { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي
فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ } (سورة النور 2) ، مع المبالغة
في التنكيل بهم { وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ } (سورة النور
2) والتشهير بهم { وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة
النور 2) ومنعهم من زواج أهل العفة { الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ
مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } (سورة النور 3) وقال تعالى في عقوبة خوض اللسان في الفواحش
وقذف المحصنات { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ
شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا
وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (سورة النور 4) وقال الله في عقوبة الذين يحبون أن
تشيع الفاحشة في الذين آمنوا { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ
فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ
يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } (سورة النور 19)