أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
الآية الكريمة
تقول الشبهة: "لقد تناقض قرآنكم حين قال عن الملائكة "لَّا یَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَاۤ أَمَرَهُمۡ وَیَفۡعَلُونَ مَا یُؤۡمَرُونَ" (التحريم ٦) وبين رفض إبليس أن يسجد لآدم وهو من الملائكة حيث قال قرآنكم "وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ" (البقرة 34 ) وهذا تناقض صريح بين الآيتين".
وفي رده على
الشبهة قال الباحث في ملف الإلحاد، الدكتور عبد الله محمد، إن هذه الشبهة كلها
قائمة على مغالطة رجل القش حيث يفترض الملحد شيئًا غير موجود ثم يهاجم ذلك الشيئ غير
الموجود ،
فإبليس ليس من الملائكة أصلًا حتى تزعم أن هناك تناقض بين الآيات!!
وبين أن إبليس كان من الجن وليس من الملائكة، والأدلة على ذلك كثيرة، أولها من القرآن الكريم
حيث يقول عز وجل "وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟
إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ
.."،
فإبليس كان من الجن حسب القرآن الكريم.
وفي السنة النبوية أن الملائكة خُلِقَت من نور والجن خُلِقَ من النار فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ أنه قال" خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ، وخُلِقَ الجانُّ مِن مارِجٍ مِن نارٍ، وخُلِقَ آدَمُ ممَّا وُصِفَ لَكُمْ." (صحيح مسلم 299).
وفي القرآن الكريم يعترف إبليس أنه مخلوق من نار حيث نقل لنا الله عز وجل قوله
فقال " قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی
مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ
مِن طِینࣲ" (ص 76)، فدل ذلك على أنه
من الجن لأنه والجن مخلوقون من النار بينما الملائكة مخلوقة من النور فالشبهة قائمة على هذا
الخلط الخاطئ !
وقد يتساءل أحد: إذا كان الأمر موجهًا للملائكة وإبليس ليس منهم ، فلماذا عاقبه الله عز وجل على عدم سجوده لآدم إذا كان الأمر موجه للملائكة فقط؟ والإجابة : أن إبليس قد كان متواجداً مع الملائكة حين أمره الله عز وجل بالسجود لآدم (سجود تكريم) وقد أمره الله أمرًا خاصًا موجهًا له تحديداً والدليل على ذلك قوله عز وجل "قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ" (الأعراف 12)، فالله عز وجل أمره أمرًا مباشرًا بالسجود ولكنه تكبر وامتنع، وبذلك تنتهي هذه الشبهة المتهافتة وينتفي وجود تناقض بين آيات القرآن الكريم في هذا الصدد، بحسب ما قال "عبد الله محمد".