أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
سورة ص
بدأت سورة
"ص" المكية بالقسم بالقرآن المعجز المشتمل على المواعظ البليغة التي تشهد
أنه حق وأن محمد حق، حيث تعرض جواباً على سؤال
هام: ماذا يحدث عندما يحصل خطأ ما مع إنسان مؤمن مع استسلامه لله تعالى؟ السورة تتحدث
عن ثلاثة أنبياء استسلموا لله تعالى بعدما أخذوا قرارات ظنّوها بعيدة عن الحق ثم عادوا
إلى الحق وكيف ردّ الله تعالى عليهم، ثم تحدثت عن نموذج عكسي وهو إبليس الذي عاند ورفض
أن يستسلم بعدما عرف الحق، هذا أشار إليه المفكر الإسلامي الكبير الدكتور فاضل
السامرائي.
وتابع: أن قصة
داوود: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ
إِنَّهُ أَوَّابٌ) آية 17، فكان عودته للحق: (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا
وَأَنَابَ) آية 24، وكذلك قصة سليمان: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ
الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) آية 30، فكانت عودته للحق: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ
وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ) آية 34، وأيضا قصة أيوب (وَاذْكُرْ
عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ)
آية 41، فكانت عودته للحق: (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ
إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) آية 44
وأكمل : أن في
هذه القصص الثلاث يعطي الله تعالى لكل نبي صفة (عبدنا، العبد) وكلمة أوّاب معناها سريع
العودة وذا الأيد معناها كثير الخير. ونلاحظ تكرار كلمة (أناب) رمز العودة إلى الحق،
منوها في الوقت نفسه إلى أن هذه القصص الثلاث نأخذ منها عبرة أن المستسلم لله يكون
سهل العودة إلى الله وإلى الحق.
وأشار
"السامرائي" إلى أن السورة راحت تختم بنموذج عكسي للعودة إلى الحق وهو نموذج إبليس اللعين
وعناده (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ* إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ
وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا
خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ
مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) آية 73 إلى 76.
وأردف قائلا: فلنقارن
بين هذه النماذج التي تعود إلى الحق لأنها استسلمت لله والنموذج الذي لم يستسلم لله
وعاند فكانت نتيجة عدم استسلامه غضب شديد من الله تعالى ولعنة منه وطرد من رحمة الله
وعذاب في الآخرة أشد (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ* وَإِنَّ عَلَيْكَ
لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) آية 77 إلى 78.
وختم : أن خلاصة القول إن الاستسلام لله تبارك وتعالى
عزّنا وسبب بقائنا واستمرارنا في الأرض ولهذا سمى الله تعالى هذا الدين هو الإسلام.