هيثم طلعت: التنويريون والنسويات جعلوا المرأة مرحاضا مجانيًا لشهوة الرجل!
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
القرآن
أكد الدكتور محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، أن القرآن الكريم كتابٌ موجودٌ، كاتبه أو مصدره واحدٌ من أربعة لا خامس لهم، وهي -: إما أن يكون كاتبه ومصدره هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أخبرنا أنه من عند الله، وإما أن يكون كاتبه فردٌ من العرب أو مجموعة منهم، ثم اعطوه لمحمد صلى الله عليه وسلم ليخبرنا أنه كلام الله كذباً، و إما أن يكون كاتبه فردٌ أعجمىٌ أو مجموعة من العجم، ثم اعطوه لمحمد صلى الله عليه وسلم ليخبرنا أنه كلام الله كذباً، إما أن يكون من مصدرٍ مجهول.
وبين في كتابه
"100 شبهة حول الإسلام" أن هذه الإحتمالات الأربعة المحتملة أن يكون أحدهم
هو مصدر القرآن الكريم.
وفي نقاشه لهذه الاحتمالات
الأربعة للوصول إلى مصدر القرآن الكريم الحقيقى، قال إن الاحتمال الأول: محتمل أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال لنا كذباً
أنه من عند الله، وأدلة استحالة أن يكون القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم يظهر
بعضها في التالى:
•صدق النبى:
١-قد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه نبىٌ من عند الله نزل عليه القرآن وحياً من الله، والنبوة قائمة على الإخبار عن
الله عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم بلغ في صفتي الصدق والأمانة مبلغاً عظيماً
من الكمال، فلم يعهد عليه طوال عمره أنه كذب كذبة واحدة، أو انه خان أمانة واحده، حتى
كان يُلقب في قومه بالصادق الأمين.
ومن أعظم الشواهد الدالة على صدقه كثيرة جداً، منها:
حين قام في قومه يبلغهم أنه رسول الله، فنادى في حميع بطون قريش ثم قال لهم:
" أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفحِ هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أصدقتمونى؟
" قالوا: نعم، قال: " فإني نذير لكم بين يدي عذابٍ شديد " فقال أبو
لهبٍ: تباً لك سائر اليوم. ( البخاري، رقم ٤٧٧٠ ).
فشهد له قومه بأنهم
ماجربوا عليه كذبة فى حياته، وفى ذلك أبلغ الدلالة على كماله فى هذه الصفة، ولم تستطع
قريش أن تتهم النبى بالكذب حتى أن عمه أبا لهب حين اعترض عليه لم يتهمه بالكذب، وإنما
لجأ إلى السب والاستخفاف.
٢- مازالت قريش تشهد للنبي صلى الله عليه وسلم
بالصدق مع عدم تسليمهم لما جاء به، فقد قال عتبة بن ربيعة لقومه بعد زمن بعثة النبي:
" قد علمت أن محمداً إذا قال شيئاً لم يكذب " ( صحيح السيرة النبوية/ الألبانى
- ١٦٢
).
٣- حين سأل هرقل أبا سفيان: هل كانوا يتهمون
النبي صلى الله عليه وسلم بالكذب في حياته، أجابه أبا سفيان رغم شركه وبغضه للنبي:
بأن لا، وأقر بأن قريشاً لم تعهد عليه كذباً في كل حياته. ( أخرجه البخاري، رقم
٢٩٤٠، ومسلم ، رقم ١٧٧٣ ).
٤- مما يزيد من ثبوت هذه الحقيقة أن النبي
مكث أربعين سنة من عمره وهو في أعلى درجات الكمال الإنساني، والسلوك والصدق والأمانة،
فمن المستبعد في العقل أن يخرم هذا الكمال بعد أن بلغ سن الرشد، ومرحلة سعة الأفق،
ورجاحة العقل، ويرتكب فعلاً من أعظم الفظائع وأقبح الرذائل وهو الكذب على الله تعالى
ويدعى أنه رسول من عنده. إنسان يلتزم بالصدق والأمانة أربعين سنة، لا يكذب فيها على
أحدٍ من الناس، لا في بيع ولا شراء ولا غيرهما، ولا يخون في عهد ولا وعد وهو سليم فى
عقله وشريف في نسبه وعلى قومه، وشجاع في مواقفه، وصاحب بذلٍ وعطاء وزهد وورع ومواساة.
كيف يتصور مع كل هذه الكمالات أن يتخلى عما هو فيه ويرتكب كذبة من أعظم الكذبات في
الوجود، ولا يفعلها إلا أقبح وأحقر البشر، فيدعى أنه رسول من عند الله؟!.
فمن يتجرأ على الكذب
على الله وهي أعلى وأقبح الكذب حتماً كان سيكون قد كذب من قبل مراراً وفي أمور أهون
من كذبه على الله، وكان سيُعرف أمام الناس ويشتهر بينهم بالكذب، والشاهد أنه كان مشتهراً
بينهم بكمال الصدق.
٥- التقى الأخنس بن شريق بأبي جهل يوم بدر،
فقال له: "أترى محمداً يكذب؟ فقال ابو جهل رغم بغضه لما جاء به: كيف يكذب على
الله وقد كنا نسميه الأمين لأنه ما كذب قط؟! . ( الروض الأنف، السهيلي، ٥/ ١٦١ ).
٦- قام النضر بن الحارث يوماً في قريش خطيباً
فقال لهم: "لقد كان محمٌز فيكم غلاماً حدثاً ارضاكم فيكم وأصدقكم حديثاً وأعظمكم
أمانة. ( أخرجه البيهقي في دلائل النبوة، ٢٠١/٢ ). فهكذا كان حال أعدائه صلى الله عليه
وسلم تجاهه وشهدوا له بالصدق، فكيف يأتي من لم يبلغوا عداوة مشركي مكة للنبي في هذا
الزمن ويتهمونه بالكذب؟!.
٧- يقول - هنري دري فاستري - إن أشد ما تتطلع
إليه بالنظر في الديانة الإسلامية ما اختص منها بشخص النبي محمد ولذلك قصدت أن يكون
بحثي أولاً في تحقيق شخصيته وتقرير حقيقته الأدبية، ووجدتُ في هذا البحث دليلاً على
صدقه وأمانته المتفق عليهما بين جميع مؤرخي الديانات، وأكبر المتشيعين للدين المسيحي.
( قالوا عن الإسلام، عماد الدين خليل، الرياض، ص ١٠٨.
ودلالات صدق النبى
صلى الله عليه وسلم على لسان أعداءه وغيرهم كثيرة جداً يصعب حصرها. والذى يُفهم من
دلائل صدقه أنه يستحيل من لم يعهد عليه الكذب طوال حياته ان تكون أول كذبة له على الله!.
•اختلاف الأسلوب:
أسلوب القرآن الكريم
مختلفٌ عن إسلوب الحديث الشريف ولو كان القرآن كلام رسول الله وليس كلام الله لظهر
هذا لكل من قرأ القرآن الكريم، لأن كل إنسان له أسلوب في الكلام يميزه عن الآخر فلو
كان محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي كتب القرآن لسهل اكتشافه.
•الكمال التشريعي:
كما هو معروف أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، ثم نجده جاء بتشريع وادعى أنه
من عند الله بلغ الغاية في الكمال، والنهاية في الصلاح، والذروة في المحاسن والإتقان،
جاء بتشريع حوى من الكمال، والمحاسن، والصلاح، والاستقامة، والرحمة، والعدل، والانضباط
ألواناً وصنوفاً. كما أن التشريع الذي جاء به رسول الله اشتمل على جميع المجالات، كالتصور
عن الله والعلاقة بينه وبين الخلق، والعلاقة بين الإنسان والكون، والعلاقة بين الإنسان
وبنى جنسه، ومجال العبادات والتشريعات التعبدية، ومجال البيع والشراء، والأنكحة وتوابعها،
والجنايات والعقوبات والديات، والشهادات، والأخلاق والقيم، وغيرها من المجالات الحياتية
المختلفة، فضلاً عن كمال منظومة القرآن واتزانه ومرونته وواقعيته وغير ذلك يدل على
إستحالة أن يكون كل هذا الكمال التشريعي صدر من إنسان أمي لا يقرأ ولا يكتب.
الإنسان إذا أراد
أن يقوم بعمل رسالة دكتوراة في تخصص واحد في هذا الزمن التكنولوجي يحتاج إلى مساعدين
ومشرفين وأبحاث وانتقالات كثيرة كل هذا لأجل عمل بحث دكتوراة في مجالٍ واحد من مجالات
الحياة، فكل ما جاء به رسول الله في القرآن يدل على أنه يستحيل أن يكون من وضع إنسان
واحد، أو عدد من الناس.
إاذا كان القرآن بهذا القدر من العظمة والقوة
والإلمام بكل جوانب الحياة والنبي هو الذي كتبه بنفسه، فلماذا ينسبه لغيره أو ينسبه
إلى الله؟! من باب أولى أن ينسبه لنفسه ويفتخر بذلك، فالناس معهود عليهم أنهم يسرقون
جهود بعض الفكرية أحياناً وينسب كثيراً من الناس أعمال غيرهم لأنفسهم، فلماذا يكتب
النبى شيئاً عظيماً كهذا ثم ينسبه لغيره؟!
فإن قال قائلاً لربما
يحتاج مالاً فنحن نعلم أن النبي مات ودرعه مرهون عند يهودي وكان يربط على بطنه بالحجر
والحجرين من شدة الجوع، وكانت النار لا توقد في بيته بالشهر والشهرين لعدم توافر لحماً
يُطبخ على النار.
فضلاً على ان النبي
لو كان طالباً لدنيا لقبل العروض والمساومات التي جاءته فقد ذهب إليه عتبة بن أبي ربيعة
وعرض عليه اشياءً يقبلها أي إنسان طالب دنيا فقال له: "إن كنت تريد بما جئت به
من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفاً
سودناك علينا، حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد به ملكاً ملكناك علينا وغير ذلك
من العروض وفي النهاية عاد عتبة بوجه غير الذي ذهب به إليه وقد رفض رسول الله كل ما
عُرض عليه لأنه رسول من عند الله وليس رجلاً يطلب شيئاً من الدنيا.
•أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بأخبارٍ
من القرآن الكريم عن أمم سبقته بمئات وآلاف السنين كأخباره عن ماجاء به موسى وتيسى
وداود وغيرهم كما أنه اخبر بأخبار مستقبلية لم تقع أثناء إخباره بها كإخباره بأن الروم
ستنتصر على الفرس في بضع سنين كما كاء في سورة الروم، وكإخباره أن أول من ستلحق به
إلى الموت بعد موته من آل بيته فاطمة وقد كان فقد ماتت فاطمة بعد وفاة رسول الله بستة
أشهر وغير ذلك من الأخبار الكثيرة جداً والمتراكمة وهذا النوع من الإخبار يستحيل أن
يأتي به إنسان دون وحي إلهى من الله.
•حدثت أشياء لو استغلها رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليثبت للناس أنه نبي لصدقه الكثير دون عناء، مثل: كسوف الشمس لما مات إبراهيمُ
ابن النبي ﷺ، وكان في الرضاع، كان دون السنتين، قال
بعضهم لما كسفت الشمس ذلك اليوم قال بعض الناس: كسفت الشمسُ لموت إبراهيم. يعني: لعظم
المصيبة، وقال النبيُّ ﷺ: لا، لم تنكسف لأجل إبراهيم، إنَّ الشمس
والقمر آيتان من آيات الله، لا تنكسفان لموت أحدٍ من الناس ولا لحياته لا إبراهيم ولا
لغيره.
وكان من الممكن أن يؤكد النبي على كلامهم وأنها دليل
وإشارة على نبوته فعلاً، أو على الأقل كان سيسكت دون أن يؤيد أو يعارض لكنه قام فيهم
ليعلمهم أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، فلماذا لم يستغل هذا الحدث الكونى لصالح
دعواه؟!
•في القرآن الكريم عتبٌ ولومٌ لرسول الله
صلى الله عليه وسلم كما جاء في قوله سبحانه: ( ( عبس وتولى ( 1 ) أن جاءه الأعمى (
2 ) وما يدريك لعله يزكى ( 3 ) أو يذكر فتنفعه الذكرى ( 4 ) ) . ( عبس ١-٤ ). كان النبي
يجلس مع أحد المشركين يبلغه بالإسلام فدخل عليهم رجل أعمى يسأل النبي شيئاً فتغير وجه
النبي لأنه قطع حديثه مع من يدعوه فنزلت فيه هذه الآيات كعتابٍ ولوم وغيرها كثير من
الآيات، فهل يُعقل أن يؤلف رجلاً كتاباً ثم يلومُ فيه نفسه؟!
•قد حدثت بعض الحوادث مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان من المتوقع لو هو الذي كتب القرآن الكريم بعد دقائق أو ساعات لادعى أنه
نزلت عليه آيات تصدق أو تكذب الحدث الذي حدث له، كحادثة الإفك المشهورة والتي افترى
فيها بعض الناس على زوجته عائشة الصديقة بنت الصديق العفيفة الشريفة حين اتهموها بفعلة
قبيحة وهذه أخطر حادثة وأصعب حادثة وقعت على النبي وانقطع وقتها الوحي لمدة 40 يوماً
والناس يتكلمون في الشوارع عن هذا الأمر والنبي يدخل ويخرج لا يتكلم فلو كان هو الذي
يكتب القرآن فما الذي يجعله يتأخر كل هذا الوقت دون أن يدعي انه قد نزلت عليه آيات
تبرأ زوجته حتى لا يجعل نفسه في هذا الموقف المحرج؟!
الاحتمال الثانى:
محتمل أن يكون من عند فرد من العرب أو مجموعة منهم.
العرب هم أعلم الناس
باللغة العربية، وقريش هم أعلم العرب باللغة العربية، وقد نزل القرآن الكريم في العرب
وفي قريش الذين وصلوا باللغة العربية إلى منتهاها.
ثم بعد ذلك جاء القرآن
الكريم متحدياً العرب أنفسهم بما فيهم قريش بل تحدى معهم سائر البشر في كل مكانٍ وإن اجتمعوا بعضهم ظهير بعض ومعهم الجن أن يأتوا
بمثل ما جاء في القرآن، قال تعالى: ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى
أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) (الإسراء 88 ). فما استطاعوا أن يأتوا بمثل القرآن.
ثم رفع القرآن سقف
التحدي أكثر وآثار حفيظتهم على أن يأتوا بعشر سور مما جاء في القرآن وأن يدعوا معهم
من البشر أو الجن ما يشاءون، قال تعالى: ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا
بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ
إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ). ( هود/ ١٣ ). ومع
ذلك ما استطاعوا ان يأتوا بمثل عشر سور من مثله.
ثم رفع القرآن الكريم
سقف التحدي معهم أكثر وأكثر على أن يأتوا ولو بسورة واحدة مما جاء في القرآن الكريم،
قال تعالى: ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا
بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
). ( البقرة / ٢٣ ). وكما هو معروف ان اقصر سورة فى القرآن الكريم هى سورة الكوثر والتي
عدد اياتها ثلاث فقط، ومع ذلك عجز العرب بما فيهم قريش أن يأتوا بسورة واحدة تتكون
من ثلاث آيات مثل ما جاء به القرآن، بل جعل القرآن التحدي أبد الدهر ولم يحده بمدة
زمنية معينة، ومع ذلك عجزوا أمام هذا التحدي، رغم علمهم بكل أنواع الشعر والسجع والنثر
والخطب ومع ذلك فالقرآن الكريم خارج عن أساليب العرب كاملة رغم أنه باللغة العربية.
ولو كان الأمر في
متناولهم واستطاعتهم لاجتمعوا على أن يأتوا ولو بمثل سورة من سور القرآن الكريم، بدلاً
مما بذلوه من مالٍ وجهدٍ وحربٍ وسبٍ وغير ذلك لتكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهم كانوا اشد الناس عداءاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فضلاً على أن القرآن
الكريم جاء ليردع ما كان عليه العرب من مقامرات وزنا وشرب خمر وعبادة أوثان وغير ذلك
فلو كان العرب هم الذين كتبوه لما جعلوا فيه ما يقف أمام شهواتهم، وعليه فيستيحل أن
يكون القرآن الكريم كتبه رجلٌ من العرب أو جماعة منهم.
الاحتمال الثالث:
أن يكون فردٌ من العجم أو مجموعة منهم هم من كتبوا
القرآن الكريم.
وهنا يجب أن
نسأل: هل من الممكن أن يكون أحد من العجم أو مجموعة منهم هم من كتبوا القرآن الكريم؟!
إذا كان قد سبق معنا
باستحالة أن يكون العرب هم الذين كتبوه رغم أنهم أساطين اللغة وآباء اللغة وهم الذين
وصلوا بها إلى المنتهى، عجزوا أن يأتوا بمثل هذا القرآن او بمثل عشر سور منه، او بسورة
واحدة منه، فكيف للعجم الذين هم لا علاقة لهم باللغة العربية أن يأتوا بالقرآن الكريم؟!
إذا استحال ذلك على العرب وهم أهل اللغة فقطعاً يستحيل على غيرهم من العجم، لذا فهذا
الاحتمال مرفوضٌ ولا يحتاج لكثير من العناء ليرفض.
وشدد الباحث في
ملف الإلحاد، أنه مما سبق يتبين استحالة أن يكون القرآن الكريم من عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم، ولا من عند العرب، ولا من عند العجم، فيتبقى معنا احتمال واحد ألا
وهو ان يكون مصدره مجهول.
الاحتمال الرابع
: أن يكون القرآن الكريم من مصدرٍ مجهول.
وفي الحقيقة أن هذا
المصدر لربما يكون مجهول عند غير المسلم أما المسلم فالمصدر لديه معلوم. قال تعالى:
( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ). ( القدر / ١ ). وقال تعالى: ( وَهَٰذَا
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
). ( الأنعام/ ١٥٥ )، وقال سبحانه : ( لَّٰكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ
ۖ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا
). ( النساء / ١٦٦ ). فالبتالى الأمر عندنا معلومٌ ألا وهو من عند الله سبحانه.
ومادام القرآن موجود
بالفعل منذ ألف واربعمائة سنة، وحتماً لابد أن يكون هناك من أوجده، وبعدما وضعنا الاحتمالات
العقلية الـ 4 على وجوده وأن لا خامس لهم، وبعدما تم نقد الاحتمالات الثلاثة الأولى،
وأنه لم يتبقى لنا إلا الاحتمال المجهول وحده، وقد تبين أيضاً أن الجهل به هذا لغير
المسلم أما المسلم يعلم من انزله، وأن الله سبحانه وحده هو من أخبر عن نفسه أنه من
عنده، ولم يجرؤ أحد منذ نزول القرآن على ادعاء أن القرآن الكريم من عنده هو فالبتالي
لا سبيل إلا أن يكون القرآن الكريم هو من عند الله الحق حقاً.