أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
رد الدكتور محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، على سؤال يطرحه الكثير من الملاحدة بقصد الإعجاز عن الرد أو بقصد الإلزام بإجابة من إجابتين لا ثالث لهما كما يظن، فيقول: إذا كان الله قادراً على كل شئ كما قال فى القرآن الكريم: (إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ). ( البقرة/ ١٠٦ ). فهل يقدر على خلق حجرًا كبيرًا لا يستطيع أن يحمله؟!
وبين "صالح" أنه فلو قلنا: نعم يقدر، سيرد قائلًا: إذن هو ليس على
كل شئ قدير لأنه عجز عن حمل حجرًا صنعه، وإذا قلنا: لا يقدر، سيرد
قائلًا: إن عدم قدرته على خلق حجر لا يستطيع أن يحمله تجعل قدرته محدودة فالبتالي الله
ليس تام القدرة.
وفي إجابته، قال الباحث في ملف الإلحاد، إن هذا سؤال غير صحيح ابتداءً؛ لأنه
يحتوى على افتراض اجتماع النقيضين! والجمع بين النقيضين يستحيل عقلًا، كيف يقدر ولا
يقدر في نفس الوقت؟! فالبتالي سؤال لا منطق فيه.
وتابع: عادة حينما أقابل سؤال كهذا أُجيب سائله بنفس اللامنطق الذى سأل به السؤال، وأقول لسائله: نعم يستطيع
الله أن يخلق حجرًا كبيرًا لا يتسطيع أن يحمله، لكنه في نفس الوقت يستطيع أن يحمله!
فلو قال لي السائل: هذا مُحال لاستحالة الجمع بين النقيضين، فإما أنه يستطيع
حمله أو لا يستطيع، أقول له: وسؤالك أيضًا مُحال لاستحالة الجمع بين النقيضين. إما أن الله قادر على كل شئ، أو غير قادر على كل
شئ. فكيف تُلزمني بسؤال مخالف للمنطق، وترفض إجابتي المماثلة لسؤالك؟! وما دُمتَ استنكرتَ
الإجابة لكونها مستحيلة عقلًا ومخالفة للمنطق، فمن حقي أن استنكر سؤالك أيضًا لكونه
مستحيل عقلًا ومخالف للمنطق.
وشدد ـ في كتابه (مائة شبهة حول الإسلام) ـ على أن الله كُلي القدرة، تام القدرة،
وتام القدرة لا يعجز عن شئ، فكون الله يخلق حجرًا لا يستطيع حمله، هذا سيخرجه من تمام
القدرة ووقتها لن يكون إلهاً.
وواصل: "تخيل أن جاء لك رجلاً قال: هل تستطيع أن تحمل حقيبة وزنها عشرة
كيلو جرام؟ فأجبته: بأنك تستطيع. فقال لك ما دمتَ تستطيع ذلك، فهل تستطيع أن لا تستطيع
حملها؟! حتماً سؤاله متناقض
لأنه يطلب منك القدرة وعدم القدرة فى آنٍ واحد.
وأردف: ولو أن هذا الرجل سألني هذا السؤال؛ سأقول له: نعم أستطيع أن احمل الحقيبة،
او اتركها دون حملها، وتركي لها ليس لعدم قدرتي أو لعجزي عن حملها إنما لعدم رغبتى
عن حملها.،
ولله المثل الأعلى؛ فهو قادر على أن يخلق حجرًا كبيرًا أكبر من خلق الكون كله
الذي قام بخلقه من قبل، وقادر أيضًا على حملها، كما أنه قادر على أن يتركها دون أن
يحملها.
وأكد على أن كل شئ داخل قدرته وبين قبضته سبحانه لا يعجزه شئ لتمام قدرته.