أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
تعبيرية
هل الكون أزلي؟ أم يوجد خالق لهذا الكون؟ وإذا كان للكون خالق فما هي صفاته؟ هل يوجد تعارض بين الدين والعلم الحديث أم أن العلم الحديث جاء ليؤكد ما في الدين؟ هذه أسئلة طرحها الباحث في ملف الإلحاد، الدكتور الصيدلاني أحمد زهيراتي، أخصائي في الكيمياء الحيوية السريرية.
وقال إنه قبل
الإجابة عن هذه الأسئلة لابد أن نتطرق لواحد من أهم العلوم التطبيقية ألا وهو علم
الترموديناميك، العلم الذي يدرس الظواهر الفيزيائية و الكيميائية و التي تعد
مبادئه أساس لبقية العلوم إذ كل الظواهر في الكون هي إما فيزيائية أو كيميائية،
لافتا إلى أن القانون الأول في الترموديناميك، الطاقة و قانون حفظ الطاقة، مضيفا
إلى أن الكون كما هو معروف مؤلف من أجسام مادية متحركة و بقصد بالحركة هنا أشكالها
من حركة الكواكب و الطائرات إلى حركة جزيئات المادة والإلكترونات والجسيمات
الأولية الأخرى المتشكلة في نواة الذرة حركات انتقالية أو اهتزازية أو دورانية،
مؤكد أن الطاقة لا تخلق من العدم و لا تفنى بل تتحول من شكل إلى أخر، كما أن كتلة
المادة تعتبر جزء من أنواع الطاقة يمكن أن تتحول إلى أشكال الطاقة الأخرى (حرارية_
ضوئية _ ميكانيكية……إلخ)، كما يحدث في التفاعلات النووية حيث يتحول جزء من كتلة
المادة إلى طاقة.
وأوضح أن
القانون الأول في الترموديناميك وهو قانون حفظ الطاقة عاجز عن تفسير كثير من
الأمور الحيوية فهو لا يستطيع مثلا تأكيد إمكانية حصول عملية ما أو نفيها أو تحديد
اتجاهها الذي يجب أن تسير فيه، لافتا إلى أنه يمكن اعتبار أي شيء ومجموعة أشياء
جملة فمثلا جزيئات الهواء في الغرفة تعد جملة والكرسي جملة والطاولة جملة ويمكن
اعتبار الكرة الأرضية كلها جملة أو الكون بأكمله جملة.
وراح يضرب مثال
تمثل في انتقال الحرارة من جسم بارد إلى أخر ساخن كالبراد والفريزر الذي يتم فيه
نقل الحرارة من داخل البراد "الجزء البارد" إلى خارج البراد "الجزء
الساخن" فهذه العملية لا تتم تلقائيا بل يلزمها مؤثر خارجي "طاقة
كهربائية" والتي تتجسد في فصل غازين عن بعضهما البعض فهو لا يتم تلقائيا لا
بد من تطبيق طاقة كالضغط، وانتقال الماء من مستوى منخفض إلى أخر مرتفع يحتاج إلى
طاقة كالضخ بواسطة المضخة.
وأشار إلى أن
مبدأ الأنتروبي، أي العشوائية والذي يقول” بأن جميع الأنظمة في الكون إذا تركت
للظروف الطبيعية فإنها مع الزمن سوف تدخل في حالة من الفوضى وعدم الانتظام” الصور
فوق تبين بعض مظاهر الإنتروبي، فأن وجود الكون إما أن يكون أزليا بلا موجد أو أن
يكون مخلوقا من قبل خالق، ولا يمكن أن يكون أوجد فجأة بلا خالق، أي انتقل من العدم
إلى الوجود دون تأثير خارجي لأن هذا مخالف لمبدأ الترموديناميك الأول ( إن الطاقة
لا تفنى و لا تخلق من العدم).
وتابع: لنفرض
جدلا أن الكون أزلي ولا يؤثر عليه أي قوى خارجية فهو في هذه الحالة يعتبر جملة
معزولة وجميع العمليات والأفعال الكائنة على هذا الكون تكون تلقائية وبالتالي تؤدي
إلى ازدياد الأنتروبية حتى وصولها إلى حدها الأعظم وحصول حالة توازن وبالتالي
انعدام كافة الأفعال التلقائية وحصول سكون أنتروبي.
فلو كان الكون
أزليا وهو موجود منذ اللانهاية لكنا الآن في سكون أنتروبي وهذا مخالف للواقع فلا
بد لهذا الكون من خالق هو الله وهذا الخالق يختلف بصفاته عن صفات هذا الكون إذ لو
أنه يخضع لقوانين هذا الكون لكان هو بدوره وصل إلى السكون الأنتروبي ولانعدمت كل
الحوادث التلقائية.