رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

سمية عبد المنعم لـ"جداريات": "رغبة" تبحث عن حل لهموم المرأة المصرية والشرقية

  • معتز محسن
  • الأحد 27 أكتوبر 2019, 4:34 مساءً
  • 1022
الكاتبة سمية عبد المنعم مع محرر جداريات

الكاتبة سمية عبد المنعم مع محرر جداريات

هي صحفية وكاتبة تحلم دائمًا بالجديد عبر العمل الدؤوب والبحث المستمر عن كل ما يؤرق المجتمع من مشكلات وسلبيات تحتاج للعلاج والمواجهة من خلال الريبورتاج الصحفي والمعالجة القصصية والتي أخذتها ماركة مسجلة في حياتها الصحفية والإبداعية مع كتابتها لشعر العامية الذي أنجزت فيه بشفافية عالية، مما جعل الجميع يضعونها في مصاف المواهب الصاعدة والواعدة في عالم الأدب، خلال السنوات القادمة.

إنها الكاتبة والقاصة والشاعرة "سمية عبد المنعم" الصحفية بجريدة الوفد التي كان لها مع "جداريات" هذا الحوار.

وإلى نص الحوار:

- ماذا لو أردنا أن نعرف نبذة عن الكاتبة والصحفية سمية عبد المنعم؟

خريجة كلية الآداب قسم لغة عربية جامعة عين شمس، دفعة 2002، اتجهت للصحافة في العام 2003 بادئةً بالعمل كمراجعة لغوية ثم انتقلت للقسم الثقافي بجريدة الوفد ومازلت أعمل به إلى الآن، توليت رئاسة قسم الفكر والإبداع بالوفد سابقًا وعضو باتحاد كتاب مصر وعضو بنقابة الصحفيين.

- متى بدأت معك الكتابة الإبداعية؟

بدأت في القراءة وأنا في سن خمس سنوات وبدأت الكتابة في سن ثماني سنوات من خلال تأثري بشقيقي الأكبر محمود الذي شجعني على القراءة والكتابة، لأجد نفسي أكتب أربع قصص قصيرة على ألسنة الحيوانات وبعدها توقفت عن الكتابة ثم عدت في مرحلة الإعدادية بحرفية أكثر وكتبت الرواية والقصة والشعر العمودي وشعر العامية.

لم أفكر في النشر إلا في مرحلة متأخرة وذلك في العام 2016 عبر ملف الحوادث في الوفد والتي حولتها إلى قصص أدبية استمرت في النشر حوالي عام وشجعني الكثير على إصدارها في كتاب كمجموعة قصصية بعنوان "جنون الحب" عن "دار كتبخانة" وهي مجموعة حوادث جعلت من السليقة الأدبية البطل الرئيسي في طرحها للجمهور مخففةً من صعوبة واقعيتها ومرارتها كي يتلقاها القارئ بصدر رحب، آخذةً في معالجتها بشكل اجتماعي من خلال البحث عن الدوافع التي أدت لارتكاب الجرائم المختلفة، بعدها قمت بنشر مجموعتي الثانية في العام 2018 "رغبة" التي صدرت عن "دار المكتبة العربية للنشر" متناولةً مواضيع اجتماعية وإنسانية تتحدث عن النفس البشرية المتقلبة حسب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

 - بصفتك شاعرة تكتبين العامية.. من الذي حببك في شعر العامية تاركةً بدايتك كشاعرة عمودية؟

أول من قرأت له في شعر العامية أمير الزجل والعامية المصرية بيرم التونسي وأنا في الصف الثاني الثانوي وكنت أحفظ كلماته عن ظهر قلب ويليه صلاح جاهين ، فؤاد حداد وكبير الفاجومية أحمد فؤاد نجم وغيرهم.

كتابة العامية لم تكن مُبلورة بداخلي كالشعر العمودي ولكن مع الأيام وجدت نفسي بين قوافيها وأوزانها تخرج من أحشائي ، بطبيعية وفطرية عالية ، صدر لي ديوان "شبابيك" ولي ديوان آخر تحت الطبع بعنوان "حنين" سيشارك في معرض الكتاب القادم بدورته 51 في العام 2020.

- مَن مِن الرواد الذين حببوكِ في كتابة القصصية القصيرة؟

يوسف إدريس رائد القصة القصيرة في الأدب العربي، نجيب محفوظ، يوسف السباعي، محمد عبد الحليم عبدالله وعميد الأدب العربي طه حسين الذي قرأت له أول رواية في حياتي بعنوان "شجرة البؤس" وهي أول رواية أجيال أو أول رواية تنتمي لأدب النهر في تاريخ الأدب العربي سنة 1944.

في البداية لم أستوعبه جيدًا في فترة الثانوية أما في المرحلة الجامعية عبر الدراسة الأكاديمية استوعبته عن كثب ودراية تامة.

بالنسبة للأدب العالمي أحببت الكاتبة البريطانية الكبيرة رائدة الروايات البوليسية أجاثا كريستي ، هـ.ج ويلز، بلزاك، تشارلز ديكنز، بيريل باك، إيلي شافاق، فيرجينيا وولف وأليس مونرو.

- ومَن مِن الكاتبات العربيات اللاتي أثرن في معينك الإبداعي؟

الكاتبات الكبيرات سلوى بكر، لطيفة الزيات، نوال السعداوي التي أراها صاحبة فكر خاص فرض نفسه في مجال القصة والرواية ويكفيها فخرًا طرح اسمها منذ أعوام لقائمة الترشيحات بجائزة نوبل للآداب العالمية.

- هل مضمون مجموعتك القصصية "رغبة" عنوان للهم النسائي؟

معظم قصص المجموعة تبحث عن المسكوت عنه، سعيًا لإنهاء وإخفاء السلبيات المعششة بالمجتمع، فهناك قصة "سعاد" التي تمثل هم الرجل المصري في بحثه عن من يشبعه غريزيًا ونفسيًا حتى سن متقدمة من حياته، أما في الأغلب الأعم فالمجموعة تبحث عن هموم المرأة المصرية والشرقية في ظل مجتمع ذكوري يسيطر على كل شيء.

هناك قصة أخرى بعنوان "الذئب" تتحدث عن زنا المحارم والتي أشار إليها الناقد الكبير مصطفى بيومي في مقدمة المجموعة موضحًا نقاط التماس بينها وبين قصة "بيت من لحم" ليوسف إدريس  مع اتفاق الكثير معه بوجود تشابه بيننا في الأسلوب وهذا شرف كبير لي أن أُشبه بقامة سامقة كعميد القصة القصيرة في وطننا العربي.

- قصة "النظرة الأخيرة" تعبر عن القضية السورية.. كيف ترين القضية الآن وهل في قصتك تنبؤًا مسبقًا بتفاقم المشكلة السورية؟

هي قضية شائكة ككثير من قضايا المنطقة بدءًا من تونس وانتهاءً بلبنان الآن وهي أزمة ومؤامرة كبرى مخطط لها منذ القدم على العالم العربي، هناك جزءُ منها مؤامرة عالمية وصهيونية ولكنها بدأت بتفشي الفساد في المنطقة بأكملها والتي أدت إلى ما يسمى بثورات الربيع العربي التي بدأت نقية وانتهت بعبثية التحريك كعرائس الماريونيت بالأيادي الصهيونية بتحييدها عن الأهداف المرجوة لتتحول من نشوة إلى نكبة للشعوب العربية وهو ما حدث في سوريا، العراق، اليمن وليبيا والخوف كل الخوف من إمتداد الأزمة للبقاع العربية الأخرى والتي تلوح في الأفق ما بين الجزائر ولبنان والسودان.

القضية السورية لها وضع خاص لمعاناتها التشرذم والتشرد وضياع الهوية والهجرة لمختلف البلاد وهذا ما أقوله وقلبي يعتصر حرقةً على ما جنته الثورة رغم أنني من المشاركين بثورة 25 يناير، فلو نظرنا للثورات بموضوعية وسألنا الشعب السوري عن الأفضل له في الاختيار ما بين الثورة أو الإبقاء على النظام، فالإجابة الفورية ستكون الإبقاء على النظام برغم فساده وسلبياته، من خلفية ما يعانيه يوميًا بدرامية شديدة محبزًا الإبقاء على الوطن بترابه الغالي والنفيس.

- مَن مِن الكاتبات السوريات اللاتي لفتن نظرك في أسلوبهن الأدبي؟

هناك الكاتبة الكبيرة إيمان الدرع تتميز بأسلوب رشيق ومبدع في التعبير عن سوريا في كل الأوقات، معتصرةً قلمها من أجل أن يبقى الوطن رغم كل المحن ما بين الرواية والقصة القصيرة ومن أعمالها: "قمر على ضفاف النيل" و"عيون المها"، وهناك أيضًا الكاتبة ريتا بربار بمجموعتها القصصية المميزة "جرح الفينيق" جسدت فيها معاناة الشعب السوري، من خلال الوقائع المأساوية من صفحات الواقع منذ اندلاع الثورة في مارس 2011، حصلت من خلالها على جوائز محلية وعربية كثيرة.

- ما مشروعاتك القادمة؟

لدي مشروع رواية تاريخية ترصد ما حدث أثناء الحملة الفرنسية في فترة معينة، والمشروع الثاني عن الكتابات العربية التي تناولت الربيع العربي وهي محاولة للتطرق إلى المجال النقدي.

- ما أمنياتك كأديبة وإنسانة في الحياة وللوطن؟

أمنياتي كإنسانة عامة وليست خاصة، لأني شعرت بتحقيقي لخطوات ملموسة في الأدب وأسعى للتجويد والتألق عبر طموح مشروع يُبقي على ما أنجزته خلال الفترة الماضية، أما على المستوى العام أتمنى لكل ثورة تقام في البلاد أن تحذو الحذو الصحيح دون الإستسلام لنظرية الاعتلاء والقفز، وأن تأخذ الوطن للأمام وليس للوراء كما يحدث الآن في سوريا والعراق واليمن وغيرها من البلاد من تدمير للحضارة واختفاء لحياة كاملة وتهجير للبشر وتحويلهم للاجئين.

أتمنى للحياة الثقافية في مصر أن توضع في الوضع الصحيح، عبر الاهتمام بوزارة الثقافة والاهتمام بالمنابر الثقافية وإحياء مشروع القراءة للجميع الذي جعل الكتاب في متناول الجميع كمشروع قومي أنار البيت المصري بالمعرفة والثقافة والتنوير ، فعلى الرغم من المستوى الاقتصادي استطاع المشروع أن يفرض الكتاب على الجميع من أجل حماية المجتمع، فمن هذا المشروع عرفنا الكثير من كتب التراث.

دار الكتب الآن يتبنى المشروع عن استحياء عبر إقامة المعارض وبالتالي لا بد من إنعاش المهرجان كما كان في الماضي مع وجود مشاريع كبرى تجعل من القراءة زادًا ورغبةً وهدفًا منشودًا يحمي المجتمع من الأخطار المحدقة به منذ الأزل.

 

تعليقات