مناقشة "موعد للفراق" لحسام أبو العلا بملتقى السرد العربي

  • معتز محسن
  • الأحد 27 أكتوبر 2019, 4:13 مساءً
  • 845
مناقشة مجموعة "موعد للفراق" للكاتب حسام أبو العلا

مناقشة مجموعة "موعد للفراق" للكاتب حسام أبو العلا

عقد ملتقى السرد العربي برئاسة الدكتور حسام عقل بالتعاون مع صالون غادة صلاح الدين، ندوة لمناقشة المجموعة القصصية للصحفي والقاص حسام أبو العلا بعنوان "موعد للفراق" ناقشها الناقد الدكتور عزوز إسماعيل، الدكتور حسام عقل والقاصة والروائية شاهيناز الفقي، مع حضور لفيف من الكتاب والمفكرين والأدباء.

بدأت الندوة بكلمات الدكتور عزوز إسماعيل مشيدًا بمجموعة حسام أبو العلا التي أكدت على مرحه وثقافته وروعة تناوله للموضوعات الإنسانية الواردة بقصص المجموعة ، مع تأكيده على تطوره الفني التدريجي كمؤشر صحي لنضجه القصصي عقب مجموعتيه "قلب مهزوم" ، "الكيس الأسود" فكلما تقدمت الكتابة كلما أصبحت رصينة.

وأكد "إسماعيل" على نجاح دار النشر في تصميم الغلاف المعبر عن فحوى المجموعة،  فبنسبة 50% من نجاح العمل يتوقف على تعبيرية الغلاف من خلال ثلاثة مدارس فنية: "مدرسة النص الموازي حيث توازي الرسوم مع الكلام"، "مدرسة غلاف ترجمة العمل وغالبًا ما تكون خادعة في التعبير عن مضمون النص" ، "مدرسة الغلاف المباغت للعمل وهي موجودة بألمانيا ومصر" ، وينتمي غلاف المجموعة للمدرسة الأولى عبر تناغم الألوان بانسيابية شديدة تشرح للقارئ ما يقصده الكاتب في قصصه.

وأشاد "إسماعيل" بالإهداء الذي كتبه الكاتب لـ"حموه" تدل على وفاء ورقي المبدع ، مع تأكيده على إنسانيته بمحاولاته الدؤوبة باستعادة القيم الراقية والجميلة لحياتنا مجددًا من خلال قصته الأولى "عصا معوجة" مصورًا بواقعية وفنية عالية قضية جحود الأبناء مع روعة حواره في قصة "الغريب" وما ورد على لسان الأم قائلةً : "من تعود غيابك لن يشعر بوجودك".

أعربت الكاتبة شاهيناز الفقي عن جمال أسلوب "أبو العلا" في قصة "عصا معوجة" عن جحود الأبناء والذي تأكد في قصة "هي وأبناؤها" والفرق بين البشر والحيوانات في مسألة الوفاء، إلى جانب صرخته الصادقة في قصة "ديك البرابر" وقضية التفرقة في التعامل بين البنين والبنات من خلال موروثات بالية.

وأكدت "الفقي" باستخدام "أبو العلا" لتقنيات متعددة ما بين المونولوج الداخلي والفلاش باك "الاسترجاع" مع الحوار المتبادل في بعض القصص ما بين العامية والفصحى.

أعربت الكاتبة منى عمر عن اختيار الكاتب الموفق لشكل الغلاف الموائم للمادة القصصية حيث عبرت الصورة عن الحب والإرتباط مع وصفه الرائع للموت مقارنًا بين برودة ديسمبر وبرودة الموت بلغة سلسة وبسيطة تتماشى مع الجو العام للمجموعة.

أشار الدكتور حسام عقل لسعة صدر حسام أبو العلا في تلقيه للملاحظات النقدية، بصدر رحب في عمليه السابقين لنكتشف تجاوبه لتلك الملاحظات في المجموعة المناقشة "موعد للفراق" المتسمة بمشاهد الوجدانيات العالية الملامسة لإنسانيات كبيرة في شخوص قصصه.

وأكد "عقل" بضرورة تنويع "أبو العلا" لجمله اللحنية حتى لا يصاب العمل الإبداعي بالرتابة والتقليدية المؤدية لملل القارئ ، هذا يتطلب منه بوليفونية التعبير في الصور والكلمات لبنيان القصة ، نجد  "عصا معوجة" تتمتع برمزية التدليل من خلال ختامها بإهداء العجوز عصاها لمن ضحى لأجلها بتعبيرية عالية.

وختم "عقل" بنجاح الكاتب في التعامل مع البناء القصصي، مشتمًا رائحة الكاتب محمد مستجاب في البيان القصصي المعبر عن فنيات عالية ، تضفر ما يحدث في الواقع برؤى فنية تظل شامخة في صفحات الأدب العربي.

تعليقات