باحث في ملف الإلحاد: تشريعات إصلاح المجتمع في الإسلام أقوى دليل على صحته

  • أحمد نصار
  • الخميس 25 يناير 2024, 06:59 صباحا
  • 374
تعبيرية

تعبيرية

 في كتابه المتميز "القادم الحياة المثلى وأدلة صحة الإسلام"، أكد الباحث في ملف الإلحاد، الدكتور عبدالله محمد، طبيب أسنان، أن من أقوى الأدلة على صحة الإسلام هي التشريعات التي ينصلح بها المجتمع وتحل بها كل مشكلاته.

  وتابع: أن في منهج وجوهر الإسلام تجد أن المؤمنين جميعهم إخوة لا يفرقهم إلا النسب فقد قال الله " إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَة فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَ أَخَوَیۡكُمۡۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ" (الحجرات 10)، لافتا إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يظلم أخاه المسلم ولا يخذله فقد قال رسول الله : "المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمه.

وأردف قائلا: إن رسول الله قال أيضاً : "مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى" وكذلك قال رسول الله : "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كالْبُنْيانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا"، وهذا يعني أن المؤمن يحمل هم أخيه المؤمن لأنهم جميعاً كالجسد الواحد والجسد لا يهدأ وفيه عضو يشكو هماً أو ألماً فلا يجوز أن يكون أخوك المسلم في ضائقة وأنت جالس في دارك تضحك وتداعب أولادك وزوجتك بل تقف جانبه وتحمل مع همه وتساعده، فقد قال رسول الله : "مَن كانَ في حاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

وأكمل: وإذا جاءك أخوك المسلم يطلب منك دَيْناً من المال لضائقة ألمَّت به ثم لم يستطع سداد المال حين جاء وقت سداده فنصحك النبي بأن تصبر عليه ولك بكل يوم تصبر عليه فيه مثليه صدقة، قال عز وجل "وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ" .(البقرة 280)، وكذلك قال رسول الله : "من أنظر معسرًا فله بكلِّ يومٍ مثلَيه صدقةٌ" .(السلسلة الصحيحة 1/170).وأشار إلى ما قاله أيضاً: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ"  

وأكد "محمد" أن للفقراء حق في أموال الأغنياء إن طُبِقَت في زماننا لاختفى الفقر وكفى الفقراء حاجاتهم وهو ما يعرف بالزكاة في الإسلام وهي ركن من أركان الإسلام لا تكون مسلماً بدون تأديتها، لقوله تعالى" وَأَقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَیۡر تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیر" (البقرة 110)، وكذلك قال رسول الله : "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ"، ومن لم تجب الزكاة في ماله فحثه الإسلام على الصدقة وأخبره أن ماله لا ينقص بهذه الصدقة بل يبارك الله له في ماله به ، وأيضا قال رسول الله : "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ"، وليس عندنا في الإسلام أن المرأة بمجرد موت زوجها تصبح فقيرة ولا تستطيع أن تنفق على أولادها لأنها لا تعمل فقد حث الإسلام على كفالة الأرملة والسعي عليها هي وأولادها الأيتام الذين لم يبقَ لهم من ينفق عليهم فجعل الإسلام الجنة والنعيم ومصاحبة النبي في الجنة جزاء للساعي على الأرملة والذي يكفل اليتامى والمساكين

وأشار إلى ما قاله رسول الله : "السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ كَالَّذِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ"، وكذلك قال أيضاً : "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى" ، وقال عز وجل "وَإِذَا حَضَرَ ٱلۡقِسۡمَةَ أُو۟لُوا۟ ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینُ فَٱرۡزُقُوهُم مِّنۡهُ وَقُولُوا۟ لَهُمۡ قَوۡلا مَّعۡرُوف"

  وأضاف: أنه في حالة إذا مرض جارك أو أخوك المسلم فيجب عليك أن تزوره وتواسيه في مرضه حتى يصبر ولا يحزن وجعل الإسلام الجنة لمن يزور المريض، فقد قال رسول الله : "مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: جَنَاهَا" وإذا مات لأخيك المسلم شخص عزيز عليه وحزن عليه فيجب أن تكون بجانبه وأن تعزيه وتواسيه في مصيبته وقد حثك الإسلام على ذلك بما ستناله من الأجر العظيم، وكذلك قال رسول الله : "ما من مؤمنٍ يعزِّي أخاهُ بِمُصيبةٍ إلَّا كساهُ اللَّهُ سبحانَهُ من حُلَلِ الكرامةِ يومَ القيامَةِ" مشيرا إلى أن المؤمن يجب أن يحب لأخيه من الخير والمصلحة والتعامل الحسن ما يحب لنفسه وبذلك يسكن المجتمع كله ويخلو من الحقد والتباغض، فقد قال رسول الله : "لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ"  وقال رسول الله : "إذا دَعَا المُسْلِمُ لأخِيهِ بِظَهرِ الغَيبِ، قال المَلَكُ: آمين، ولَكَ بمثلِه" .

وختم قائلا: ويجب على المسلمين أن يكونوا متحابين ومجتمعين على الخير ولا يكرهون بعضهم ولا يتقاتلون ولا يظلمون بعضهم البعض  وحين يمر المسلم بجانب أخيه المسلم يجب عليه أن يسلم على أخيه ويحييه تحية طيبة وأن تبتسم في وجهه وتلقاه بوجه طلق وعلى أخيه أن يرد هذه التحية مثلها أو أحسن منها وأن تحب أخيك في الله لا من أجل مصلحة فقد وعدهم الله عز وجل أن يظلهم في ظله يوم القيامة فإن لم يفعلوا فلن يدخلهم الله جنته حيث قال رسول الله : "لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ" . (صحيح مسلم 54)، فأين نجد دينًا كهذا؟

تعليقات