" كلافيرين".. البرلماني الهولندي الذي تحول من أشد الكارهين للإسلام إلى أكبر المدافعين عنه

  • أحمد نصار
  • الثلاثاء 23 يناير 2024, 06:39 صباحا
  • 559
يورام فان كلافيرين

يورام فان كلافيرين

"سخر كل حياته إلى مجابهة ومحاربة الإسلام، وكان دائما ينظر إلى الإسلام على أنه الخطر الأكبر على البشرية، وأنه بمثابة منبع العنف الموجود في كل ربوع الدنيا".. إنه السياسي والبرلماني الهولندي السابق، يورام فان كلافيرين، والذي كان عضوا في البرلماني الهولندي عن حزب الحرية بين عامي 2010-2014، هذا الحزب الذي يتزعمه خيرت فيلدرز اليميني وشديد التطرف.

وحرص واصل فان كلافيرين على البدء في تأليف كتاب من شأنها تشويه الدين الإسلامي، والطعن فيه بصورة كبيرة، وإظهاره على أنه الخطر الذي يجب التصدى له بكل قوة، بل وصل أنه أسس حزبا يمينيا متطرفا وأطلق عليه "من أجل هولندا"، لكنه هجر السياسة بعد فشله في الفوز حتى بمقعد واحد في الانتخابات الوطنية العامة عام 2017.

ولكن المدهش أن خلال بحثه عن إيجاد أو التصيد عن أخطاء داخل الإسلام، فقاده هذا البحث إلى تغيرر نسبي عن الإسلام، وبدء يقف قليلا عن محاربة الإسلام، وأخير أدرك أنه أمام دين حقيقي لا يدعوا إلى العنف بل إلى السلام بين كل البشر.

وأفادت وسائل إعلام هولندية وقتها أن يورام فان كلافيرين اعتنق الإسلام، خلال شهر أكتوبر عام 2018، فيما قال هو لصحف محلية أن إسلامه كان "شيئا يبحث عنه منذ فترة طويلة"، وأن الخطوة كانت بمثابة عودة دينية بالنسبة له.

أكبر عقبة في هذا الطريق الجديد صاغها في قوله إنها تتمثل في إزالة تصوراته السلبية عن النبي محمد،منوها في الوقت نفسه إلى وجود الكثير من الأكاذيب المنتشرة حول هذا الرجل. بعد أن أدركت هذا أستطيع أن أقول إنني مسلم، ليصبح كتابه الذي كان أعده لمحاربة الإسلام إلى كتاب مؤيدا ومدافعا بقوة عن الإسلام وراصدا للمفاهيم المغلوطة والخاطئة عن الإسلام ، وأصبح العنوان "المرتد: من المسيحية إلى الإسلام في زمن الإرهاب العلماني".

وعندما سئل هل كان يشعر بالذنب حيال حربه السابقة المعادية للإسلام؟ قال إنه كان، "ببساطة مخطئا"، كاشفا أن ما صدر عنه في السابق كان في سياق مفاهيم مغلوطة عن أن كل ما هو خاطئ يجب أن يرتبط بالإسلام بطريقة أو أخرى.

هذا السياسي الهولندي السابق لفت في هذا السياق قائلا: "إذا كنت تؤمن بإله واحد وأن محمدا كان نبيا، إلى جانب يسوع وموسى، فأنت مسلم".

فان كلافيرين الذي وقفت زوجته معه في خطوته، فيما عارضته والدته، لم يكن الوحيد من حزب الحرية والعدالة المتطرف الذي اعتنق الإسلام، فقد سبقه مسؤول سابق في الحزب يدعى، أرنود فان دورن، واعتنق الإسلام في عام 2012.

فان دورن، كتب مهنئا فان كلافيرين في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في ذلك الوقت مشيرا إلى أنه لم يعتقد بتاتا أن "حزب الحرية سيصبح أرضا خصبة لمعتنقي الإسلام".

تشير بيانات مكتب الإحصاء المركزي الهولندي إلى أن حوالي  5% من الشعب الهولندي البالغ عددهم 17 مليون شخص، أي حوالي 850 ألفا مسلمون، ويتوقع الخبراء أن يتضاعف هذا العدد بحلول عام 2050.

 

تعليقات