تأملات علمية مدهشة لسورة الإخلاص !

  • أحمد نصار
  • السبت 20 يناير 2024, 07:47 صباحا
  • 134
سورة الإخلاص

سورة الإخلاص

في القاموس المحيط جاء في معاني الصمد ( الصمدة صخرة راسية في الأرض ويقال ناقة مصماد باقية على القر والجدب دائمة الرسل) وهذا معنى الصمود أي أن الصمد هو من صمد يصمد فهو صامد وصمد ، وهنا نريد ان نعرف هذا المعنى فان كان هناك صخرة راسية في الأرض ثم جاءت إليها سيارة مسرعة وصدمتها ولم تتحرك الصخرة فإننا سنقول صمدت الصخرة ، ولو ضرب جدار بكتلة كبيرة متحركة لفحصه ولم يتأثر فسنقول صمد الجدار ، أي أن الفعل الخارجي المسلط عليه لم يؤثر فيه ، وكذلك إذا وضعنا على هذه الصخرة مدفعا ثم ضربنا المدفع ولم تتحرك هذه الصخرة الراسية بنتيجة رد الفعل فسنقول صمدت الصخرة .

وكذلك لو ربطنا جهازا نفاثا على جدار وشغلناه ولم يتأثر الجدار أو يتحرك فسنقول صمد الجدار، والحقيقة أن هذا قانون فيزيائي حيث أن لكل فعل رد فعل يساويه بالمقدار ويعاكسه بالاتجاه ، ونفس الأمر القانون الآخر الذي ينص على أن (مجموع العزوم المسلطة على نقطة واحدة يجب أن يكون حاصلها صفرا في حالة السكون أو الصمود) ، أي أن العزوم المسلطة على الجدار جابهتها عزوم ثبات الجدار ، وكما في باقي الصفات في أسماء الله الحسنى فان الله هو الكريم والرحيم والرؤوف فهو  "اللَّهُ الصَّمَدُ" فالله سبحانه ليس لفعله رد فعل مهما عظم هذا الفعل أو صغر، حسب موقع الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.

وتابع الموقع : الكثيرون سبقولون إن أفعال الله العظيمة في عظمته لا بد لها رد فعل عليه مساو لمقدار عظمة الفعل، أو المقابل فان الأفعال من المخلوقين مهما عظمت ليس لها أي تأثير عليه سبحانه لان )اللَّهُ الصَّمَدُ( ، لذا فان الله سبحانه يفعل ما يشاء لا معقب لحكمه ، أي لا يوجد ما يعقب أو يتبع فعله سبحانه وتعالى

وأكمل: فـاللَّهُ الصَّمَدُ لا تأثير لأي فعل على قوته سبحانه ، ولا لفعله(مهما عظم) ردة فعل تعاكسه بالاتجاه أبدا ، فالصخرة جاء ثباتها أو صمدت لان لها جزءا مثبتا في الأرض ، أي أن ثباتها بثبات الأرض التي تحتها ، ولو كانت بدون ثبات الأرض لارتدت بالأفعال والقوى التي تؤثر عليها .

وأردف قائلا : أن ثبات الجدار يأتي كم ثبات أسسه أي انه لو كان بدون أساس لما صمد للمؤثر الخارجي، أي أن كل الخلائق تحتاج إلى غيرها لثباتها ، وهو قانون ثابت في الفيزياء، وهو كذلك أمر نسبي ، فالقوة التي تحتاجها لتحريك صخرة من مكانها هي ليست القوة التي تحتاجها لتحريك الكرة الأرضية ، ومع هذا فليس هناك ما هو صامد بذاته الا الله سبحانه، لا بل ثبت ما لا يقبل الشك ان هذا الكون قد ينهار كله في لحظات، فلو تجنبنا نظرية الكرو مولات في تكوين النيوترونات والبروتونات في الذرة لعدم قطعيتها ، فان الكون من الذرة الى المجرة محتاج الى ثابت يستند اليه وهو قوة الله سبحانه وتعالى ، فالخلق كله يصمد الى الله ، او بقوة الله.

وأوضح الموقع أن أبسط مثال توضيحي لذلك فان تكوين الذرة وتكوين العناصر والصخور الصلدة ثم الكواكب والشموس والمجرات وكل العوالم قلق الى درجة ان العلماء لا يعرفون لأي منها صورة ثابتة ولا يعرفون ما الذي جعلها تصل الى هذه الحالة المتوازنة ولا صمود لها الا بقوة الله الصمد ، فالله هو )اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ( (الرعد 2) وهو الذي يمسك السماوات والارض ان تقع )أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ( (65 الحج) )إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا( (41 فاطر) وهو سبحانه يمنع الكون والخلائق من الانهيار والذهاب والانتهاء.

وختم قائلا: وهنا اخرجتنا)اللَّهُ الصَّمَدُ( مما يخطر على بال من ان الله قد يتأثر بالأفعال او ان يقول احد : انا استطيع التأثير بفعل جبار على الخالق ، او يعترض معترض ويقول : ان الله عندما خلق الكون ارتد عليه هذا الفعل العظيم وتعب ولزم له الراحة كما قالت اليهود ذلك.

 

تعليقات