لماذا فلسطين؟.. كتاب لمحمد سيد صالح في معرض الكتاب

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 18 يناير 2024, 8:36 مساءً
  • 259

يشارك الباحث في معرض القاهرة الدولي للكتاب بإصدار "لماذا فلسطين".

وجاء في مقدمة الكتاب أن اليهود المعاصرون يشيعون وينشرون أنهم نسل بني إsرائيل الأوائل الذين قطنوا فلسطسسين، وهم في زعمهم أُورثوا الإسرائيليين الأوائل الذين كانوا في فلسطين، ويجتهد اليهود في نشر دعوى نقاء العنصر اليهودي من الاختلاط بالأمم الأخرى، فهم جنس حافظ -في زعمهم- على نقاء عنصره.

ولكن من الثابت تاريخيًا أن الجماعات اليهودية المنتشرة في العالم كانت تتسم بعدم التجانس وعدم الترابط، وبأن أعضاءها كانوا يوجدون في مجتمعات مختلفة تسودها أنماط إنتاجية وأبنية حشارية اختلفت باختلاف الزمان والمكان؛ فيهود اليمن، في القرن التاسع عشر، كانوا يعيشون في مجتمع صحراوي قبلي عربي، أما يهود هولندا فكانوا في الفترة ذاتها يعيشون في مجتمع حضري رأسمالي غربي، ولكلٍ سلوكه"

كما أنَّ إثبات وحدة اليهود العرقية أمر في غاية الصعوبة؛ إذ يوجد يهود بيض، ويهود سود، ويهود صُفر، ويهود من كل لون، ولذا لم يكن مناص من التخلي عن الاعتذاريات العرقية الفجة. 

نحن نطلق اليوم اسم اليهودي بشكل عام على كل شخص اعتنق يومًا الدين اليهودي، والواقع هو أن كثير من هؤلاء ليسوا ساميين من حيث الأصل العرقي، ذلك أن عددًا ضخمًا منهم منحدرون من سلالات الهيروديين أو الأيدوميين ذوى الدم التركي المنغولي.

شرعت الأعراق غير السامية والتركية والفنلندية في القدوم إلى أوروبا، قادمة من آسيا منذ القرن الأول الميلادي، عبر الممر الأراضي الواقع شمالي بحر قزوين، ويطلق على هذه الشعوب الوثنية اسم (الخرز)، وقد استقروا في أقصى الشرق من أوروبا، حيث شكلوا مملكة الخرز القوية، ثم بسطوا سلطانهم شيئًا فشيئًا بواسطة الغزوات المتكررة، حتى سيطروا في نهاية القرن الثاني على معظم المناطق الواقعة في أوروبا الشرقية غرب جبال الأورال وشمالي البحر الأسود.

وقد اعتنق الخـ.رز اليهودية آنئذ، مفضلين إياها على المسيحية أو الإسلام، وبنوا الكنائس والمدارس لتعليم الدين اليهودي في سائر أنحاء مملكتهم..، وكان الخرز إبان ذروة قوتهم يجبون الجزية من خمسة وعشرين شعبًا قهـــروهم.

وقد عاشت دولة الخـــرز ما يقارب الخمسمائة عام، حتى سقطت في نهاية القرن الثالث عشر في أيدي الروس الذين هاجــــموهم من الشمال.

وقد انتقلت الروح الثورية من الخرز اليهود إلى الإمبراطورية الروسية، واستمرت حتى ثورة تشرين الأول الحمراء سنة ١٩١٧.

إن غزوة الخرز في القرن الثالث عشر يبين لنا أن الكثير من الناس الذين نطلق عليهم اسم اليهود قد بقوا في الواقع داخل الإمبراطورية الروسية.

والحقيقة الأخرى هي أن الفنلنديين والمجموعات الأخرى التي تصنف تحت الجنس الروسي، لم تكن من أصل آري..، وقد اعتبرها الشعب الألماني أعـداء وعاملها على هذا الأساس". 


فحقيقة هؤلاء أنهم ليسوا من بني إســرائيـل، وإن كانوا منهم فهم قلة استثنائية أما الغالب فهم طرش بحر وحثالة الأمم من هنا ومن هناك، ثم إن هذا المسمى الذي اتخذوه لم يسموا به قبل عام ١٩٤٨، إنما كان يطلق عليهم اليهود، لكنهم اتخذوا هذا المسمى لأهدافٍ، منها: 

١. ليوهموا الناس أنهم من نسل نبي الله يعقوب "إسرائيـل" وأن الله قد وعدهم بهذه الأرض فيدخلوها كما شاءوا.


٢. لو كانوا أطلقوا على أنفسهم دولة اليهوd، حتمًا سيقابلها دولة الإسلام، فكما أنَّ اليهوdية دين له معتنقين فكذا الإسلام دين له معتنقين، وهم حتمًا لا يريدون أن تكون صراعـ!اتهم مع أمة كانت وقتها تجاوزت المليار واليوم تجاوزت المليارين، لكن إذا كان اسمها إسـرائيل فهذا يجعل أنظار الدول الإسلامية لا تتوجه إلى أعدائـها فيكون صـراعها محدود بالشعب الفلسطيني والدول المجاورة له وحسب.

تعليقات