هل الإلحاد المعاصر مستوًى من الخلط بين "القلق المعرفي" و"التوتر النفسي"؟

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 14 يناير 2024, 9:21 مساءً
  • 230
الجانب المعرفي للإلحاد ‏المعاصر

الجانب المعرفي للإلحاد ‏المعاصر

 

يقدِّمُ جناح الأزهر الشريف بـ معرِض القاهرة الدولي(للكتاب، في دورته الـ 55 لزوَّاره كتاب "الجانب المعرفي للإلحاد ‏المعاصر.. عرض ونقد"، بقلم د. حمد عبد المجيد إسماعيل حمد، من إصدارات مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر.‏

 

‏ يأتي لنا هذا الكتاب ليضع لنا جوابًا عن سؤال مهمٍّ قد يفترض: لماذا يلحدون؟ وكم كانت الإجابة عنه محكمة ودقيقة ومتنوعة، ‏وفق أسلوب علمي رصين، ولغة راقية، واستيعاب تام للموضوع، فضلًا عن دقة الحكم وعمق التَّحليل، ونظرًا لأهمية هذا ‏الكتاب والحاجة إليه؛ فقد رأى الأزهر ممثلًا في الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية نشره؛ لكونه يأتي خطوة على الطَّريق ‏الصحيح لتصحيح مسارِ مَنِ انتكست فِطرهم؛ فأنكروا وجود الله تعالى وتنكَّروا للخالِقِ تعالَى.‏

 

ويوضح الكتاب أن الحالة الإلحادية قديمة أو جديدة واحدة ومتفقة في معانيها، لكنها تختلف في صياغاتها ومبانيها بحسب تعدُّد ‏الأزمنة، وطروء ظروف، ومكتشفات يحسب الملاحدة أنها تسند "الإلحاد"، وترفض "الإيمان".‏

 

ويرى المؤلف أن الإلحاد المعاصر -حسب تقدير المؤلِّف- هو حالةٌ من الاضطراب يتلبَّس به بعض المأزومين نفسيًّا، حتى إنه ‏يوجد لأحدهم كلام يقوم هو بنقضه في موضع آخر، فهو -في نظر المؤلف- مستوى من الخلط بين "القلق المعرفي" و"التوتر ‏النفسي".‏

 

ويستخلص الكتاب أن "العلم التجريبي" هو أحدُ الطرقِ المعتمدةِ في تحصيل "المعرفة"، ولكن ليس مطلقًا في جميع المعارف ‏الشاهدة والغائبة، وليس طريقًا وحيدًا لاستنبات البِنى المعرفيَّة التي تتنوَّع وتتعدد بتنوع المجالات والميادين العلمية الحياتية، ‏وينحصر دورُه في القضايا الأساسية المتصلة بـ «الله» و «الإنسان» - في كونه داعمًا لما أسَّسه "العقل»، وما دام «العقل» يُقرِّر ‏إثبات "الوجود الإلهي»، ف «العلم» تبع له في تقرير ذلك، وكاشف له، والاكتشافات العلميَّة المعاصرة أقوى دعمًا في دلالتها ‏على الإيمان بوجود إله فاعل مدبِّر، بما يؤكد صحة الرؤية الدينية في هذا الباب، وبخاصة التفسير الإسلامي الذي يتضمَّن مطلق ‏التقديس مع كمال التَّنزيه.‏

 

ويوصي الكتاب بالعمل على إيجاد صيغةٍ، وخلقِ إطارٍ إشرافيٍّ مشتركٍ يسمح بعرضِ النتائجِ العلميَّة -التي توصَّلت إليها الأقسام ‏العلمية المجردة- على أقسامِ العقيدةِ والفلسفةِ لتقولَ الكلمةَ الأخيرةَ في العطاءِ الفلسفيِّ لتلك النتائج، بما يتوافق مع مقتضيات النَّظرِ ‏الديني بمسلماته البدهيَّة، وكذا المستدل عليها، وبما يتناسق مع التمييزات بين المجالات المعرفيَّة المتنوعة، هذا إلى جانب الدعوة ‏إلى إنشاء مركز متخصص في دراسات الملف الإلحادي؛ بحيث يكون وكيلًا في تناول "الإلحاد" وآثاره - العقدية والمعرفية ‏والنفسية والاجتماعية - بالنقد والمواجهة.‏

 

‏ وينتظم الكتاب في مقدمة وبابين وخاتمة، أما الباب الأول: فقد جاء عنوانه: التعريف بـ «الإلحاد المعاصر»، ويشتمل على ثلاثة ‏فصول، الأول: مفهوم «الإلحاد المعاصر»، وسماته، الثاني: المستند الفلسفي للإلحاد المعاصر، الثالث: المستند العلمي لـ «الإلحاد ‏المعاصر». وأما الباب الثاني، فجاء بعنوان: منهج المعرفة الإلحادية المعاصرة، عرض ونقد، فيشتمل على فصلين، الأول: ‏التعريف بـ (النزعة العِلموية)، الثاني: نقد "النزعة العلموية". ثم الخاتمة التي ضمنها جملةً من النتائج المهمة، والتوصيات ‏الجادة.‏

 

ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة ‏من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي ‏الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.‏

 

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، ‏وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.‏ 

تعليقات