باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الجانب المعرفي للإلحاد المعاصر
يقدِّمُ جناح الأزهر
الشريف بـ معرِض القاهرة الدولي(للكتاب، في دورته الـ 55 لزوَّاره كتاب
"الجانب المعرفي للإلحاد المعاصر.. عرض ونقد"، بقلم د. حمد عبد المجيد
إسماعيل حمد، من إصدارات مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر.
يأتي لنا هذا الكتاب ليضع لنا جوابًا عن سؤال مهمٍّ قد يفترض: لماذا يلحدون؟ وكم
كانت الإجابة عنه محكمة ودقيقة ومتنوعة، وفق أسلوب علمي رصين، ولغة راقية،
واستيعاب تام للموضوع، فضلًا عن دقة الحكم وعمق التَّحليل، ونظرًا لأهمية هذا
الكتاب والحاجة إليه؛ فقد رأى الأزهر ممثلًا في الأمانة العامة لمجمع البحوث
الإسلامية نشره؛ لكونه يأتي خطوة على الطَّريق الصحيح لتصحيح مسارِ مَنِ انتكست
فِطرهم؛ فأنكروا وجود الله تعالى وتنكَّروا للخالِقِ تعالَى.
ويوضح الكتاب أن
الحالة الإلحادية قديمة أو جديدة واحدة ومتفقة في معانيها، لكنها تختلف في
صياغاتها ومبانيها بحسب تعدُّد الأزمنة، وطروء ظروف، ومكتشفات يحسب الملاحدة أنها
تسند "الإلحاد"، وترفض "الإيمان".
ويرى المؤلف أن
الإلحاد المعاصر -حسب تقدير المؤلِّف- هو حالةٌ من الاضطراب يتلبَّس به بعض
المأزومين نفسيًّا، حتى إنه يوجد لأحدهم كلام يقوم هو بنقضه في موضع آخر، فهو -في
نظر المؤلف- مستوى من الخلط بين "القلق المعرفي" و"التوتر
النفسي".
ويستخلص الكتاب
أن "العلم التجريبي" هو أحدُ الطرقِ المعتمدةِ في تحصيل
"المعرفة"، ولكن ليس مطلقًا في جميع المعارف الشاهدة والغائبة، وليس
طريقًا وحيدًا لاستنبات البِنى المعرفيَّة التي تتنوَّع وتتعدد بتنوع المجالات
والميادين العلمية الحياتية، وينحصر دورُه في القضايا الأساسية المتصلة بـ «الله»
و «الإنسان» - في كونه داعمًا لما أسَّسه "العقل»، وما دام «العقل» يُقرِّر
إثبات "الوجود الإلهي»، ف «العلم» تبع له في تقرير ذلك، وكاشف له،
والاكتشافات العلميَّة المعاصرة أقوى دعمًا في دلالتها على الإيمان بوجود إله
فاعل مدبِّر، بما يؤكد صحة الرؤية الدينية في هذا الباب، وبخاصة التفسير الإسلامي
الذي يتضمَّن مطلق التقديس مع كمال التَّنزيه.
ويوصي الكتاب
بالعمل على إيجاد صيغةٍ، وخلقِ إطارٍ إشرافيٍّ مشتركٍ يسمح بعرضِ النتائجِ
العلميَّة -التي توصَّلت إليها الأقسام العلمية المجردة- على أقسامِ العقيدةِ
والفلسفةِ لتقولَ الكلمةَ الأخيرةَ في العطاءِ الفلسفيِّ لتلك النتائج، بما يتوافق
مع مقتضيات النَّظرِ الديني بمسلماته البدهيَّة، وكذا المستدل عليها، وبما يتناسق
مع التمييزات بين المجالات المعرفيَّة المتنوعة، هذا إلى جانب الدعوة إلى إنشاء
مركز متخصص في دراسات الملف الإلحادي؛ بحيث يكون وكيلًا في تناول
"الإلحاد" وآثاره - العقدية والمعرفية والنفسية والاجتماعية - بالنقد
والمواجهة.
وينتظم الكتاب في مقدمة وبابين وخاتمة، أما الباب الأول: فقد جاء عنوانه: التعريف
بـ «الإلحاد المعاصر»، ويشتمل على ثلاثة فصول، الأول: مفهوم «الإلحاد المعاصر»،
وسماته، الثاني: المستند الفلسفي للإلحاد المعاصر، الثالث: المستند العلمي لـ
«الإلحاد المعاصر». وأما الباب الثاني، فجاء بعنوان: منهج المعرفة الإلحادية
المعاصرة، عرض ونقد، فيشتمل على فصلين، الأول: التعريف بـ (النزعة العِلموية)،
الثاني: نقد "النزعة العلموية". ثم الخاتمة التي ضمنها جملةً من النتائج
المهمة، والتوصيات الجادة.
ويشارك الأزهر
الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في
دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من
مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي
تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.