"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
سورة القلم
تعد سورة القلم، من السور القرآنية التي حرصت على إبراز أهمية العلم، وأهمية الأمانة في نقل وتويق العلم، وهذا ما أكده المفكر الإسلامي الكبير الدكتور فاضل السامرائي، والذي أشار إلى أن سورة القلم هي ثاني السور نزولا فقد نزلت بعد سورة العلق.
وتابع : فقد جاء دور الحث على توثيق هذا العلم (والقلم وما يسطرون) فالعلم يوثّق بالكتابة, ولهذا
ورد ذكر القلم المتعارف على وظيفته بالكتابة والتدوين, منوها إلى أنه وسيلة تثبيت العلم.
مؤكدا أننا متى وثّقنا العلم كان سلاحاً لنا في الدعوة وقد كان للمسلمين مكتبة عامرة
بالعلوم هي مكتبة بغداد فأين نحن الآن في عصر العلم من توثيق علومنا؟ وتأتي السورة
أيضاُ وصف أخلاق الداعية وما يجب أن يتحلى به الداعية من أخلاق ولذا قال تعالى: (وإنك
لعلى خلق عظيم) لأن الرسول صلوات الله عليه وسلم، هو سيّد الدعاة وأشرفهم خلقاً وعلماً
وديناً. وتذكر السورة بالمقابل من كانت أخلاقه سيئة مثل أصحاب الجنة فلا يصح لأي داعية
أن تكون أخلاقه سيئة وعليه أن يقتدي بأخلاق الرسول صلوات الله عليه وسلم.
ومن جانبه
يشير الباحث الإسلامي، عبد البديع أبو هاشم، إلى أن ما قاله المفسرون إن سورة
القلم سميت بهذا الاسم لذكر القلم في مفتتحها كقسم يقسم الله به: (ن وَالْقَلَمِ وَمَا
يَسْطُرُونَ) [القلم: 1]، منوها في الوقت نفسه إلى الأمر أبعد من ذلك، بكثير بل وأعمق
من ذلك، فإن الله أقسم بالقلم وبما يسطرون؛ فسميت: "سورة القلم"، ولم تسم
سورة السطور أو السطر أو المسطور، أو ما إلى ذلك، مما ينتجه القلم، فإن قلما لا يكتب
لا فائدة له، فما يكتبه هو ثمرته، فحق أن تسمى بثمرة القلم، إن كان هذا هو المقصود،
ولكن لله حكمة بالغة في تسميتها بالقلم، وذلك نعرفها -إن شاء الله تعالى- في الحديث
عن هدف السورة.
"سورة القلم" ذكر بعض المفسرين من خلال
بعض الروايات: أنها كانت ثانية السور نزولا في مكة، فأجمعوا على أنها سورة مكية نزلت
قبل الهجرة، ونزلت في أوائل العهد المكي، ولكن قيل نزلت، وكانت السورة الثانية بعد
العلق، وهذا قول غير صحيح، فالسورة من خلال آياتها وأحداثها تشعر أنها كانت في مكة،
نعم كانت في أوائل العهد المكي، ولكن بعد فترة، بعد أن قال الله لنبيه -عليه الصلاة
والسلام-: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) [الشعراء: 214]، فأنذر النبي -عليه
الصلاة والسلام- بني فلان وبني فلان، العشائر القريبة منه.