"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
الأمطار
قال الدكتور شاهر جمال آغا، الباحث في
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إن الله تعالى ، قد خص الأرض بغلافها الأرضي الجغرافي
(Geosphere) الذي تميزت به عن
أترابها من الكواكب الشمسية، وسواها المعروفة حتى الآن، منوها إلى أن الغلاف مكون من
أجزاء أربعة: الجوي (Atmosphere) والصخري (Lithosphere) والمائي (Hydrosphere) والحيوي العضوي (Biosphere).
وتابع: أن هذه الأجزاء، تتفاعل بصورة
كبيرة وباستمرار مع بعضها البعض، وذلك عبر النقل المتبادل للطاقة والمادة(1)، مما يجعل
من الغلاف الأرضي الجغرافي كتلة طبيعية واحدة متكاملة. وتجدر الإشارة إلى أن للماء
الدور الحاسم في إتمام عمليات النقل والتبادل آنفة الذكر، وذلك لما للماء من سمات وخصائص
فيزيائية وكيميائية ينفرد بها، تتمثل في وجود الماء في الغلاف الأرضي الجغرافي وبآن واحد في ثلاثة
أطوار (أشكال) فيزيائية،سائلة وهي الأساس، وغازية، بخار الماء، وصلبة،جليدـ فضلا
عن للماء مقدرة كبيرة في حل المركبات الكيميائية
وتحويلها إلى شوارد حرة وعلى حل أو إذابة المركبات الصخرية، مع حركيته ولزوجيته المعيارية
التي تمكنه من تحريك ونقل ما قام بحله وإذابته من مواد وغازات إلى مسافات بعيدة.
وأردف قائلا: إن الماء يصل في طوره الغازي
إلى أعلى طبقات الجو وإلى أعمق مناطق القشرة الأرضية من خلال مسام الصخور وشقوقها وفجواتهاـ
كون كم الماء كبير جداً على سطح الأرض (قرابة 1.38 مليار كم3)(2) وهو ما لا نجده في
الكواكب الأخرى، لذلك عُرِف بالكوكب الأزرق. إن الكم المشار إليه معياري المقدار فأي
تغيير محسوس فيه سيغير قوانين الأرض الطبيعية ويبدل معايير توازنها المادي والطاقي
ويحولها تدريجياً إلى كواكب أخرى غير الأرض الحالية.
وأوضح"أغا" أن هذا الكم الكبير
من الماء السائل الأرضي وفي ظل الواقع الفيزيائي والكيميائي الحالي للأرض كتلة وسطحاً
يقدم مقداراً محدداً بدقة من المياه العذبة التهطالية المنشأ الكافية لتلبية كل حاجات
الكائنات الحية وحاجة الفعاليات المناخية والحيوية والتبدلات الصخرية ضمن الغلاف الأرضي
الجغرافي، ومن ناقلة القول إن تغيراً ملموساً لمقدار المياه العذبة سيؤثر سلباً على
كل عناصر الغلاف الأرضي المذكور.
وأكمل أنه في ضوء الحقيقة السابقة، قد سطع نجم الإعجاز الإلهي
والنبوي الشريف وذلك بإخبارنا وقبل (1400سنة) ونيف أن ما يصل إلى الأرض من هطول محسوب
بدقة ولا يتغير وسطياً من عام إلى آخر، وهو ما يعبر عنه في العلوم الجغرافية والعلوم
الطبيعية بالتوازن الرطوبي والتهطالي، ولنقرأ أولاً ما جاء في القرآن الكريم: (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ
بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) (الزخرف: 11)، وقوله تعالى (وَأَنزَلْنَا
مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإنَّا عَلَى ذَهَابٍ
بِهِ لَقَادِرُونَ) (المؤمنون: 18)
وأضاف: لنقرأ قول رسول الله ـ صلى الله
عليه وسلم ـ: (عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
أن رسول الله قال: (ما من عام أمطر من عام ولكن يصرفه حيث يشاء، ثم قرأ: ولقد صرفناه
بينهم)، منوها إلى أن عند قراءة الحديث الشريف نرى حقيقتين،
هما الكم المحدود من الهطول السنوي (ما من عام أمطر من عام)، وثانيا قوله ـ عليه السلام ـ: يصرفه حيث يشاء تعنى توزيع
الهطول على سطح الأرض توزيعاً حدده رب العزة بشكل يحقق التوازن النطاقي والإقليمي على
سطح الأرض، والتوازن الرطوبي المنطلق لتحقيق مختلف أشكال التوازن المادي والطاقي الأرضي،
وعند الله كل شيء بمقدار (وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ) (الرعد: 8).
واختتم: سنرى الآن مصداق المعيارية والمقدارية المشار إليها في الآيتين الكريمتين السابقتين وفي الحديث الشريف كذلك، وذلك لدى وقوفنا أمام ظاهرة الدورة الرطوبية على سطح الأرض.