صراعات الإنسان بين المادة والتقوي.. تأملات في سورة البلد

  • أحمد نصار
  • الأربعاء 10 يناير 2024, 5:27 مساءً
  • 370
سورة البلد

سورة البلد

نشرت صفحة العلم يؤكد الدين، تأملات في سورة البلد، وأشارت إلى قول الله تعالي" لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ* وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ * أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يقول أهلكت مَالًا لُبَدًا *أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ  *وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ * فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ *وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ .

وأضافت أن السورة الكريمة، تبدأ  بقَسَم من رب العزة بمكة (البلد) وبالأبوة أو الأمومة والطفولة (ووالد وما ولد) بعدها تقرر لنا حقيقة، وهيأنَّ الله جعل في حياة كل إنسان حظوظًا من المعاناة والمكابدة (لقد خلقنا الإنسان في كبد) وكل شخص يخوض صراعًا مع ذاته بين المحافظة على القيم، وبين الرسوف في أغلال المادة. وقد نرى عَينات من أناس أعمتهم قدرتهم المادية وسلطتهم عن غاية وجودهم (أيحسب أن لن يقدر عليه أحد).

وتابعت: تخبرنا هذه السورة الكريمة أن تَغَلُّبَ الإنسان على صراعاته وتخبطاته (فلا اقتحم العقبة) سيكون ممكنًا حين يتحرر الإنسان من قيود المادة ويقوّى عوامل التواصل والشفقة والرحمة مع ذوي الحاجة من الأقرباء والغرباء. بكلمات أخرى تخبرنا سورة البلد أننا سنصل إلى اتزان النفس والفكر والعاطفة حين يقودنا إيماننا إلى حب البشرية وإفادة الآخرين.. أين نجد ديناً كهذا!

ومن جانبها تقول الباحثة في علوم القرآن، إيمان الخولي، إن قسم الله كان على حقيقة ثابتة في حياة الإنسان أنه خلق في كبد ومشقة وجهد إنها الحقيقة التى يغفل عنها كثير من الناس وهو يلهث وراء السعادة ويظنها في الكمال وأن يكون كل شيء على مايرام ولا يدرى أنه يلهث وراء سراب لا يحدث هذا إلا في الجنة والتغافل عن ذلك أو إنكاره  يؤدى إلى السخط ومن ثم الأمراض النفسية  فكل شىء تريد الوصول إليه تدفع ثمنه  من الكبد والمشقة

وأردفت:  كل يكدح فهذا يكدح بفكره وهذا يكدح بعضلاته وهذا يكدح بروحه وهناك بعض البشر يكدحون من أجل نُصرة دينه وعلى  الجانب الآخر هناك من هم يكدحون من أجل معصية، والمفلح من انتهى كبده ومشقته في الدنيا لينعم بالراحة الأبدية في الجنة، لافتة إلى أن الخاسر الذي واصل مشقة الدنيا بالآخرة لتنتهي به الحياة في النار وهو الكبد الأعظم الذى لا نهاية له يظن البعض أن أصحاب المعاصي منعمين في الدنيا وأهل الآخرة في شقاء كيف ذلك ؟والخطاب موجه للإنسان عامة المؤمن والعاصي كل في مشقة إذ يقول تعالى  :" {إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ  وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ}   "  [ آل عمران]   فالكل يبحث عن الراحة سواء البدنية أو النفسية هذه قاعدة في كتاب الحياة .

تعليقات