باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
تعبيرية
أكيد الباحث
في ملف الإلحاد، الدكتور، عبدالله محمد، طبيب أسنان، في كتابه "الحياة المثلى
وأدلة صحة الإسلام"، أنه لا شك أن النبي الصادق لابد وأن يُؤيَّد بنصر الله له
في العداوات والصعوبات التي سيواجهها ليكون ذلك من علامات معية الله عز وجل له وعلامة
صدق نبوته.
وتابع: القارئ
في سيرة النبي ﷺ وحروبه مع الأعداء
(الذين عادوه واعتدوا عليه ومنعوه بالسيف من تبليغ رسالة ربه لتصل لكل الناس) لَيرى
مدى نصر الله عز وجل ومعيته للنبي ﷺ فلقد كانت كل حروبه غير متكافئة أبدًا سواء كانت من ناحية العدة والعتاد أو
من ناحية الخبرة في الحروب وتدريب الجنود ونذكر من ذلك بعض الحروب الغير متكافئة والتي
انتصر فيها المسلمون انتصارًا ساحقًا.
وأردف قائلا: غزوة بدر، والتي كانت في بداية إقامة دولة الإسلام والتي كان مقرها المدينة المنورة،
عدد جيش المسلمين فيها حوالي 300 مسلم غير مدربين على الحروب، وليس معهم سوى عدة بدائية
غير جيدة للحرب بالمقارنة مع جيش كفار قريش والذي تراوح عدد حوالي 1000 من الجنود المدربين
على الحروب والذين يملكون أفضل العدة المناسبة للحرب ، يعني عدد الكفار يزيد عن عدد
المسلمين فيها أكثر من ثلاثة أضعاف ، فالمعركة -حسابيًا- محسومة لصالح الكفار بسبب
زيادة أعدادهم وعدتهم وخبرتهم بالحرب فلا يشك أحد في انتصارهم ، وبالرغم من ذلك نجد
أن النبي ﷺ كان لديه يقين
وإيمان لا تشوبه شائبة بمعية الله عز وجل له وأنه سينصره فيها نصرًا ساحقًا وقد نقل
القرآن هذا اليقين فنزلت فيه هذه الآيات " أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ
(44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ
وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ " (القمر 44-45)
ونوه
"محمد" إلى هذه الآيات مكية نزلت في مكة قبل هجرة المسلمين إلى المدينة وقبل
أن تُقام دولة الإسلام وكان عدد المسلمين آنذاك قليل جدًا ، فكيف علم النبي ﷺ أن المسلمين سيكون له جيش قوي يهزم جَمْعَ الكفار
وتكون المعركة محسومة لصالح المسلمين ، فلا يوجد ما يحمله على هذا اليقين والإيمان
فلا يملك عددًا كافيًا من الناس ولا عدة للحرب ولا حتى دولة إسلامية، مشيرا إلى
أنه من الأمور العجيبة هنا (وهو معجزة ربانية) أن النبي ﷺ قد أخبر بمواضع مقتل زعماء قريش وحدد موضعًا لكل واحد منهم سيموت
فيه وشهد الصحابة أن هؤلاء الكفار قُتِلوا في نفس الأماكن التي تنبأ بها النبي ﷺ من خلال وحي الله له
وأكمل : فقد روى
مسلم عن أنس بن مالك أن عمر الخطاب كان يُحَدِّثُهم عن أَهْلِ بَدْرٍ؛ فَقالَ: إنَّ
رَسولَ اللهِ ﷺ كانَ يُرِينَا
مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بالأمْسِ، يقولُ: هذا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا، إنْ شَاءَ اللَّهُ.
قالَ: فَقالَ عُمَرُ: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بالحَقِّ، ما أَخْطَؤُوا الحُدُودَ الَّتي
حَدَّ رَسولُ اللهِ ﷺ، قالَ: فَجُعِلُوا
في بئْرٍ بَعْضُهُمْ علَى بَعْضٍ، فَانْطَلَقَ رَسولُ اللهِ ﷺ حتَّى انْتَهَى إليهِم، فَقالَ: يا فُلَانَ
بنَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ، هلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَكُمُ اللَّهُ وَرَسولُهُ
حَقًّا؟ فإنِّي قدْ وَجَدْتُ ما وَعَدَنِي اللَّهُ حَقًّا. قالَ عُمَرُ: يا رَسولَ
اللهِ، كيفَ تُكَلِّمُ أَجْسَادًا لا أَرْوَاحَ فِيهَا؟! قالَ: ما أَنْتُمْ بأَسْمعَ
لِما أَقُولُ منهمْ، غيرَ أنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيَّ شيئًا".
(صحيح مسلم 2873)
وتسأل : هل رأيتم
قول النبي ﷺ وهو يتحدث عن
سبب انتصاره بالرغم من قلة جيشه في العدد والعدة فقال " فإنِّي قدْ وَجَدْتُ ما
وَعَدَنِي اللَّهُ حَقًّا" أي أن هذا وعد الله عز وجل له بالنصر وهذا لا يكون
إلا عن إيمان راسخ ، وهذا يصدقه الواقع حيث أن المعركة منطقيًا وحسابيًا محسومة لكفار
قريش، منوها إلى أن القرآن الكريم يشرح لنا آلية هذا الانتصار عن طريق معجزات إلهية
حدثت في تلك المعركة منها أن الله عز وجل قد زاد من عدد المسلمين في أعين الكفار حتى
رأوهم أعدادًا أكبر من العدد الواقعي، لقول الله عز وجل "قدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ
فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ
يَرَوْنَهُم «مِّثْلَيْهِمْ» رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن
يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ" (آل عمران
13)
وأضاف: أن هذا
الأمر يفسره لنا القرآن الكريم حيث أنزل الله عز وجل ملائكته تقاتل مع المسلمين حتى
انتصروا على الكفار وقتلوا زعمائهم، مصداقا
لقوله تعالى "إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي
مُمِدُّكُم «بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ» (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ
إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ
اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (الأنفال 9-10)
وختم قائلا:
إن الله عز وجل، قد أخبر أن المسلمين لم يغلبوا الكفار بعددهم ولا عدتهم والله عز وجل
هو من نصرهم بتأييده بملائكته معهم في الحرب فقال عز وجل " فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ
وَلَٰكِنَّ «اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ» وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ «اللَّهَ
رَمَىٰ» ..." (الأنفال 17)
ففي هذه المعركة
تستشعر حقًا أن الذي رمى وقتل الكفار إنما هو الله عز وجل فلم تكن عدة المسلمين ولا
عددهم ليغلبوا جيش الكفار الذي يفوقهم في كل شيئ وكانت شر هزيمة للكفار حتى قُتل الكثير
من زعمائهم فيها .