كيف أعطى الله سؤل موسى.. ومازال يعاني من عجز في لسانه!

  • أحمد نصار
  • الإثنين 08 يناير 2024, 01:08 صباحا
  • 373
سورة طه

سورة طه

 نشرت صفحة نهاية الإلحاد، شبهة، تفول إن هناك تناقض، في قوله تعالى : ﴿قال قد أوتيت سؤلك ياموسى﴾، ولازال سيدنا موسى يطلب من الله العون على من يساعده في القول والتعبير لقوله تعالى : ﴿واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي﴾ .

وأشارت الصفحة، إلى ما قاله الشيخ محمد الأمين الشنقيطي : في قوله تعالى: ﴿واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي﴾، لا يخفى أنه من سؤل موسى الذي قال له ربه إنه آتاه إياه بقوله: ﴿قال قد أوتيت سؤلك ياموسى﴾ [طه: ٣٦]، وذلك صريح في حل العقدة من لسانه، وقد جاء في بعض الآيات ما يدل على بقاء شيء من الذي كان بلسانه كقوله تعالى عن فرعون: ﴿أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين﴾ [الزخرف: ٥٢] ، وقوله تعالى عن موسى: ﴿وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي﴾ الآية [ ٢٨ ]

وكان الرد المنطقي أن موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، لم يسأل زوال ما كان بلسانه بالكلية، وإنما سأل زوال القدر المانع من أن يفقهوا قوله، كما يدل عليه قوله: ﴿يفقهوا قولي﴾.

ولفتت الصفحة إلى ما قاله ابن كثير في تفسير قوله تعالى: ﴿واحلل عقدة من لساني﴾، ما نصه: وما سأل أن يزول ذلك بالكلية، بل بحيث يزول العي ويحصل لهم فهم ما يريد منه، وهو قدر الحاجة، ولو سأل الجميع لزال، ولكن الأنبياء لا يسألون إلا بحسب الحاجة، ولهذا بقيت بقية، قال تعالى إخبارا عن فرعون أنه قال: ﴿أم أنا خير من هذا الذي هو مهين﴾ ﴿ولا يكاد يبين﴾ [الزخرف: ٥٢]، أي يفصح بالكلام، وكذلك قال الحسن البصري: ﴿واحلل عقدة من لساني﴾، قال: حل عقدة واحدة، ولو سأل أكثر من ذلك أعطي.

وتابعت : أن ابن عباس قال : شكا موسى إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل، وعقدة لسانه، فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام، وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون ردءا له، ويتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به لسانه، فآتاه سؤله، فحل عقدة من لسانه.

ونوهت إلى ما قاله الآلوسي، بأنه عليه السلام لم يسأل حل عقدة لسانه بالكلية بل عقدة تمنع الإفهام ولذلك نكرها ووصفها بقوله ﴿من لساني﴾ ولم يضفها مع أنه أخصر ولا يصلح ذلك للوصفية إلا بتقدير مضاف وجعل (من) تبعيضية أي عقدة كائنة من عقد لساني، فإن العقدة للسان لا منه.

 ونقلت الصفحة قول ابن حيان في البحر : طلب موسى من حل العقدة قدر ما يفقه قوله، قيل: وبقي بعضها لقوله ﴿وأخي هارون هو أفصح مني لسانا﴾ [القصص: ٣٤]، وقوله ﴿ولا يكاد يبين﴾ [الزخرف: ٥٢] . وقيل: زالت لقوله ﴿قد أوتيت سؤلك يا موسى﴾ وهو قول الحسن، قيل: وهو ضعيف؛ لأنه لم يقل: واحلل العقدة، بل قال: ﴿عقدة﴾ فإذا حل عقدة فقد آتاه الله سؤله. وقيل في قوله ﴿ولا يكاد يبين﴾ [الزخرف: ٥٢] أن معناه لا يأتي ببيان وحجة، وإنما قال ذلك فرعون تمويها، وقد خاطبه وقومه، وكانوا يفهمون عنه فكيف يمكن نفي البيان أو مقاربته ؟

 

تعليقات