"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
تعبيرية
يقول المفكر الإسلامي الكبير، الدكتور فاضل السامرائي،
الباحث في الإعجاز اللغوي والبياني في القرآن الكريم، إن هناك من يخطر في ذهنه سؤال
، لماذا أغرق الله تعالى فرعون بعدما قال أنه آمن ونجّا قوم يونس والحالتان متشابهتان
نوعاً ما.
وتابع: نقول أن الله تعالى علم، وهو علام الغيوب أن فرعون
إنما قال آمنت اضطراراً لا اختياراً ولو عاد إلى الدنيا لضلّ وأضل ولم يكن كلماته صادقة
بأنه آمن (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إسرائيل الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ
بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ
إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسرائيل وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلآنَ وَقَدْ
عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) آية 90 و91.
ونوه إلى ما
قاله الإمام الفخر، بأن فرعون، قد آمن ثلاث
مرات أولها قوله (آمنت) وثانيها (لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل) وثالثها (وأنا
من المسلمين) فما السبب في عدم قبول إيمانه؟ والجواب أنه إنما آمن عند نزول العذاب
والإيمان في هذا الوقت غير مقبول لأنه يصير الحال حال إلجاء فلا تنفع التوبة ولا الإيمان
قال تعالى: (فلم يك ينفعهم إيمانهم لمّا رأوا بأسنا).
وأردف قائلا: أما قوم يونس فقد علم الله تعالى أنهم سوف يكونون
مؤمنين حقاً فعفا عنهم وكانوا على وشك الهلاك بعذاب الله لكنهم حسن إيمانهم وقد أثبت
التاريخ ذلك فأصبحوا قوماً صالحين طائعين مؤمنين، والله تعالى يريد من عباده إيمان
الاختيار لا إيمان الإكراه والاضطرار (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا
إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ
فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) آية 98.
وختم كلامه: فمن
كان ليعلم هذا إلا الله الحكيم العليم ولهذا علينا أن نؤمن بقضاء الله وقدره لأنه ليس
عبثاً ولكن لكل أمر حكمة قد نعلمها وقد يخفيها الله تعالى عنا وهذا ليمتحن صدق إيماننا
به فلو علمنا الحكمة من كل شيء فما قيمة إيماننا بالغيب إذن؟