غزوة الأحزاب.. دليل على صدق النبوة وإعجاز القرآن

  • أحمد نصار
  • السبت 06 يناير 2024, 10:08 صباحا
  • 581
تعبيرية

تعبيرية

يقول الحق تبارك وتعالى في سورة الروم " ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )، و كذلك قال تعالي في سورة يونس " ( ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ) ، وقال تعالي في سورة الأنفال (  وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )

والحقيقة أن هناك آيات كثيرة في القران تؤكد أن الله وعد بأنه سينصر أنبياءه وسينصر المسلمين؛ وقد صدق الله وعده مع محمد  ﷺ ومع المؤمنين مرات كثيرة، فمن يتأمل معارك النبي ﷺ سيجد و كأن هناك قوة خارقة تؤيد النبي وتنصره في معاركه.

في هذه السطور يتم تسلط الضوء على معركة واحدة وهي غزوة الأحزاب، بحسب ما نشرت صفحة "العلم يؤكد الدين" والتي أشارت إلى أن الملحد لا يعتبر القرآن وحياً إلهيًا وإنما يعتبره كتابًا تاريخيًا كان يؤرخ الأحداث التي حدثت في زمن النبي.

وذكرت أن القرآن الكريم يؤرخ لنا غزوات النبي ودعوته إلى قومه وهو ينهاهم عن عبادة الأوثان ويؤرخ كثيرا من الأحداث الأخرى، مستدلة بتاريخية النص القرآني نفسه.

 وأردفت: من ضمن هذه المواقف العسيرة والتي نصر الله فيها رسوله هي غزوة الأحزاب، حيث تحالفت قبائل العرب مع بعضها لمحاربة النبي ليقتلوه هو وأصحابه في المدينة.

وأكملت: جيوش الأحزاب حاصرت المدينة وكانوا سيبيدون جميع أهل المدينة عن بكرة أبيها، في الوقت الذي فيه يهود بنو قريظة الذين كانوا يعيشون مع النبي ﷺ استغلوا هذا الموقف العسير، وقاموا  بخيانة عُظمي وسمحوا لجيوش الأحزاب أن يدخلوا المدينة من الجنوب ليقوموا بإبادة المسلمين، وهو ما انتاب المسلمون برعب شديد كونهم تأكدوا انه سيتم إبادتهم، وكثير من المسلمين اهتز إيمانهم لأنهم ظنوا أن الله ترك نبيه .

 

وأشارت الصفحة إلى أن القرآن يؤرخ هذا الحدث، في قوله تعالى ( إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا ) ، منوهة إلى أن القران يؤرخ لنا كيف كان الحصار و يؤرخ لنا  مدى الرُعب الذي شعر به المسلمين لدرجة أن أعينهم لم تكُن ترمش ؛ وأن قلوبهم وصلت لحناجرهم من شدة الخوف لأنهم كانوا يعرفون انه ستحدُث مذبحة بحقهم وبحق أبناءهم وزوجاتهم .

 

 وأوضحت: أن ليس هذا فقط ؛ بل أن المنافقون استغلوا هذا الموقف أيضا ليشككوا المسلمين بدينهم، وهو ما وثقه القرآن الكريم في قوله تعالى (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا)، حيث كان النبي ﷺ يعد المسلمين أنهم سيفتحون فارس والروم ؛ ولكن بعدما تم حصار المسلمين ولم يكن هناك مخرج استغل المنافقين هذا الحدث وظلوا  يطوفون في المدينة ويقولون محمد وعدَنا بالوهم، يعني المسلمين بالفعل كانوا في محنة شديدة جدا والضربات تلاحقهم من كل جانب فالمسلمين كانوا بحاجة الى معجزة من السماء .

 

وتابعت: ولكن بعد كل هذه الأزمات العسيرة التي مر بها المسلمين فجأة تقوم رياح قوية على جيوش الأحزاب زعزعت جيشهم وقلعت خيامهم وقلبت قدورهم وجعلت خيولهم تجري في الصحراء، وهذه المعجزة يؤرخها القران، مصداقا لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا .) إذا في الوقت الذي كان النبي مُحاصر فيه في المدينة وكان سيتم قتله هو وأصحابه و بني قريظة قاموا بخيانة ليسهلوا عملية الإبادة والمنافقين يشككون المسلمين في نبيهم ؛ فجأة تقوم رياح على جيوش الأحزاب جعلتهم يهربون وانتصر المسلمين .

 

وختمت الصفحة بطرح عدد من الأسئلة: لماذا الرياح قامت في هذا الوقت الحرج بالتحديد لتنصر النبي؟ هل هذه مصادفة مثلا؟ فلو كان تم قتل النبي لأصبحت نبوته كاذبة؛ ألا يدل هذا على إن النبي محمد ﷺ مؤيد من قوة خارقة؟ ألا يدل هذا على أن قائل القران الذي وعد بالنصر هو رب هذا الكون؟

تعليقات