فاضل السامرائي: سورة الفاتحة هي كالأم لباقي السور لهذه الأسباب

  • أحمد نصار
  • الخميس 04 يناير 2024, 10:49 صباحا
  • 961
تعبيرية

تعبيرية

سُميت الفاتحة، وأم الكتاب، والشافية، والوافية، والكافية، والأساس، والحمد، والسبع المثاني والقرآن العظيم، كما ورد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد بن المعلّى: (لأعلّمنّك سورة هي أعظم السور في القرآن: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) وقد وصفها الله تعالى بالصلاة.

 

ويقول المفكر الإسلامي الكبير، الدكتور فاضل السامرائي، الباحث في الإعجاز البياني في القرآن الكريم، أن سورة الفاتحة فيها الإخبار عن قصص الأمم السابقين، والاطلاع على معارج السعداء، ومنازل الأشقياء، وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه، وغير ذلك من مقاصد وأهداف، فهي كالأم بالنسبة لباقي السور الكريمة؛ ولهذا تسمى بأم الكتاب.

 

وتابع : أن سورة الفاتحة، قد اشتملت على كل معاني القرآن، فهدف السورة الاشتمال على كل معاني وأهداف القرآن، لافتا إلى أن القرآن نص على : العقيدة والعبادة ومنهج الحياة، والقرآن دعا للاعتقاد بالله ثم عبادته، ثم حدد المنهج في الحياة وهذه نفسها محاور سورة الفاتحة، والتي تشمل العقيدة: (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين )، والعبادة: (إياك نعبد وإياك نستعين)، ومناهج الحياة: (أهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضآلين)، وكل ما يأتي في كل سور وآيات القرآن هو شرح لهذه المحاور الثلاثة.

 

وأوضح : أن سورة الفاتحة تذكرنا بأساسيات الدين وتتمثل في، شكر نعم الله (الحمد لله"، والإخلاص لله (إياك نعبد وإياك نستعين)، والصحبة الصالحة (صراط الذين أنعمت عليهم)، وتذكر أسماء الله الحسنى وصفاته (الرحمن الرحيم)، والاستقامة (أهدنا الصراط المستقيم)، و الآخرة (مالك يوم الدين) ويوم الدين هو يوم الحساب.

 

وأكد "السامرائي" أن وحدة الأمة (نعبد، نستعين) ورد الدعاء بصيغة الجمع، ولم يرد بصيغة الإفراد مما يدل على الوحدة، منوها إلى أن سورة الفاتحة تعلمنا كيف نتعامل مع الله، فأولها ثناء على الله تعالى (الحمد لله رب العالمين)، وآخرها دعاء لله بالهداية (اهدنا الصراط المستقيم)، ولو قسمنا حروف سورة الفاتحة لوجدنا أن نصف عدد حروفها ثناء (63 حرفًا من الحمد لله إلى إياك نستعين)، ونصف عدد حروفها دعاء (63 حرفًا من (أهدنا الصراط) إلى (ولا الضآلين)، وكأنها إثبات للحديث القدسي: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين قال الله عز وجل: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم قال الله عز وجل: أثنى علي عبدي، وإذا قال : مالك يوم الدين، قال عز وجل: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلى عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)، فسبحان الله العزيز الحكيم الذي قدّر كل شيء. وقد سئل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: لماذا يقف بعد كل آية من آيات سورة الفاتحة؟ فأجاب: لأستمتع برد ربي.

 

وأشار إلى أن الله تعالى أنزل 104 كتب، وجمع هذه الكتب كلها في 3 كتب (الزبور، التوراة، والإنجيل)، ثم جمع هذه الكتب الثلاثة في القرآن، وجمع القرآن في الفاتحة، وجمعت الفاتحة في الآية (إياك نعبد وإياك نستعين)، وقد افتتح القرآن بها، فهي مفتاح القرآن، وتحوي كل كنوز القرآن، وفيها مدخل لكل سورة من باقي سور القرآن، وبينها وبين باقي السور تسلسل، بحيث إنه يمكن وضعها قبل أي سورة من القرآن، ويبقى التسلسل بين السور والمعاني قائما.

تعليقات