"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
تعبيرية
أكد الباحث في
ملف الإلحاد، الدكتور محمد سليم مصاروه، أن هناك شبهات متكررة يحرص الملحدين على
تردديها في كل مناسبة، ومن أبرزها شبهة تناقضات ذكر مريم - أم المسيح "عيسى"
في القرآن الكريم.
وأضاف "الشبهة
تقول إن في سورة التحريم قد ورد في الآية الكريم 66 " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ
عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا
وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"،
وفي سورة مريم آيات : 19- 27 - 28 " فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ
قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا، يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ
أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيَّا"
وتابع: أن
الشبهة تقول إن الخطأ الذي وقع به كاتب القرآن هنا أن هاروون الذي هو اخو موسي عاش
1500 عام وهو الفارق بين وجود خرافة موسي تاريخياً و مريم أم المسيح!، وأن القرآن
يذكر أن مريم - أم المسيح - هي بنت عمران وأخت هارون أخو موسى، وإنجيل المسيحيين و
الوثائق التاريخيّة المدوّنة توضح أن أم المسيح - مريم - أبوها كان يدعى "هالي"
ولم يكن لها إخوة!
وأضاف: هذا
الالتباس حدث بسبب سوء الاقتباس من قبل مقتبس القصص اليهودية والانجيلية محمد فقد
ذكرت الكتب اليهودية قصّة المطابقة لكلامه ذلك والتي اقتبسها منها ذلك البدوي وهي
قصّة "عمرام" والد هارون حيث كان له بنت تدعى مريم / فَوَلدَتْ
لِعَمْرَامَ هَارُونَ وَمُوسَى وَمَرْيَمَ أُخْتَهُمَا" (العَدَدِ 26: 59؛
الخروج 15: 20)
/
ولكنها لم تكن
أم المسيح بل كانت نبية (سفر أخبار الأيام الأول 6: 3) و ذكرت أيضاً تلك الأسفار
أن مريم ابنة عمرام هذه كانت تزوجت برجل يدعى حور وأنجبت منه ناداب وأبيهو وذلك
سنة 1500 ق.م
.
وعن الرد على
الشبهة بشكل منطقي وعلمي، يقول "مصاروه" إن كلمات القرآن مُنّزلة من عند
الله ولذلك فهي دقيقة ومضبوطة. الآية ذكرت أنَّ قوم مريم عليها السلام، خاطبوها
بكلمة (أخت) وليس ( شقيقة) وفِي ذلك فرق كبير، فالشقيق هو الأخ من الأب والأم، أما
الاخ فيمكن أن تُطلق من باب نَسْبْ الأشخاص الى أُناس يشابهونهم في الصفات
والمزايا، وهو ما قصده قوم مريم عليها السلام بخطابهم لمريم .
وأردف قائلا:
وقد سُئِلَ أحد الصحابة عن سبب مخاطبة مريم باخت هارون فسأل الرسول صلى الله عليه
وسلم فأجابه صلى الله عليه وسلم بان الأقوام السابقة كانت تنسب أهل الصلاح الى
الأنبياء السابقين والرجال الصالحين ، واليكم نَصَّ الحديث مما رَوَاهُ مُسْلِمٌ
رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي صَحِيحِهِ [2135] عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ
قَالَ : لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي فَقَالُوا : إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ
: يَا أُخْتَ هَارُونَ ، وَمُوسَى قَبْلُ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا ؟ فَلَمَّا
قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهُ
عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ
وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ اهـ ..
وأكمل: وبما أن
بين مريم عليها السلام وبين هارون عليه السلام زمنًا طويلًا، فإن المقصود رَجُلٌ
صالح يحمل نفس الاسم هارون، وليس هَارُونَ أخ مُوسَى عليهما السلام.