باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
ردت بسمة يوسف،
وهي باحثة شرعية، على الشبهات حول حديث أمرت أن أقاتل الناس.
"وملخص
الشبهة حديث عن البخاري-رحمه الله- وهو قتل الناس كلها -وهذا غير صحيح- : عن ابن
عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أُمِرْتُ أنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حتَّى
يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ، ويُقِيمُوا
الصَّلاةَ، ويُؤْتُوا الزَّكاةَ، فإذا فَعَلُوا، عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُمْ،
وأَمْوالَهُمْ إلَّا بحَقِّها، وحِسابُهُمْ علَى اللَّهِ. صحيح البخاري".
وتحدثت في بداية ردها عن الحديث من حيث الشروط والصحة وقد وضحها الأمام الصنعاني حيث قال في كتاب
التنوير شرح الجامع الصغير (٤٤٣) وهو ما
تواتر معناه، وإن اختلفت ألفاظه رواه 15 صحابيا عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن
الصحابة الذين رووا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر وأنس بن
مالك وأبي هريرة و عمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله ومعاذ بن جبل والنعمان بن
البشير عن أبي هريرة حوالي 30 تابعيا رضوان الله عليهم جميعا؛ إذن الحديث صحيح
وثابت ومتواتر
وفي ردعاها على سؤال: هل الحديث يتحدث عن القتل؟ قالت
إن أعداء الإسلام
والطاعنين يقولون أن الحديث يأمر بقتل كل الناس،
والحقيقة أننا نجد
أن الحديث يقول أمرت ان أقاتل الناس وليس أقتل الناس، وفي لسان العرب (١١-٥٢٥)
يقول القتال هو من المقاتلة والمحاربة بين اثنين، والمحاربة هي فعل يستلزم
حصوله من طرفين وليس من طرف واحد، ولو توقف أحد عن القتال والآخر مستمر يكون اسمه
عدوان وليس قتال، والإمام ابن حجر العسقلاني في شرح هذا الحديث أحضر كلاماً عن الإمام
ابن دقيق العين يقول في فتح الباري شرح صحيح البخاري ابن حجر (١_٢٦)
"لا يلزم من إباحة المقاتلة إباحة القتل ؛ لأن المقاتلة هي مفاعلة
تستلزم وقوع القتال من الجانبين" ، إذن ادعاء المدلسين ان الحديث يأمر بقتل
الناس كلهم هو تدليس.
أما في ردها على سؤال: هل الحديث يأمر بقتل (كل الناس)؟ بينت أن كلمة الناس ليس معناها بالضرورة كل البشر؛
فمن الممكن أن تطلق على شخص واحد، والدليل من القرآن الكريم قال الله تعالى، "الذين
قال لهم الناسُ إن الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً" فهل معنى
الآية هو الذين قال لهم كل الناس قد جمعوا لهم كل الناس نفس الناس في الطرفين!
قطعاً لا، فالمراد هنا فئة معينة من الناس، فلو بحثنا في كل كتب التفاسير عن
المقصود بالناس نجده شخص واحد وليس حتى مجموعة من الناس.
وتابعت: على
سبيل المثال تفسير الجلالين "قال لهم الناس" أي نعيم ابن مسعود الاشجعي
وأن الناس أبي سفيان وأصحابه كلمة الناس الأولى مقصود بها شخص واحد، والثانية
مقصود بها أبا سفيان وأصحابه وليس كل الناس.
كما أنه الله
سبحانه وتعالى يقول "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" ، إذا
كانت كلمه الناس تعني كل البشر فمن يحسدهم أين الطرف الآخر؟ إذن المقصود بالناس
هنا ليس كل الناس بل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقال الله تعالى" ولله على الناس
حج البيت من استطاع إليه سبيلا" هل المقصود كل الناس مأمورين بحج البيت
الحرام بما فيهم اليهود والنصارى أم معناه المسلمين فقط!، كما
قال الله سبحانه
"فلما ألقوا سحروا أعين الناس" هل سحروا كل البشر أم الموجودين فقط، والناس
معناها ناس بعينهم والشخص الذي نجى من السجن وكان مع سيدنا يوسف عليه السلام
وسؤاله عن تفسير رؤية بعدها قال له "لعلي أرجع إلى الناس" ، هل يقصد كل
الناس أم ناس معينة، وهو السلطان وحاشيته.
وفي أدله السنة، قالت في صحيح البخاري 399 إن ابا هريرة رضي
الله عنه قال "لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضي الله
عنه وكفر من كفر من العرب فقال عمر رضي الله عنه كيف تقاتل الناس وقد قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن
قالها عصم منى ماله ونفسه إلا بحق وحسابه على الله"، ففي الحديث توضيح لكلمة
الناس، فعمر رضي الله عنه يحتج يقول كيف تقاتل الناس ويحتج بحديث أمرت أن أقاتل الناس، فهل أبو بكر رضي
الله عنه كان يريد أن يقاتل كل الناس أم
يحارب فئة معينة من العرب الذين ارتدوا فقط؟
ومن حديث السنن
الكبرى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر "لأدفعن
الراية إلى رجل يحبه الله ورسوله ويفتح الله عليه فقال عمر فما أحببت الإمارة قط
قبل يومئذ فدفعها إلى علي فقال: يا رسول الله علام أقاتل الناس؟ قال على أن يشهدوا
أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فإذا فعلوا فقد عصموا دمائهم وأموالهم مني
إلا بحق وحسابهم على الله"، فهل سيدنا علي رضي الله عندما سأل
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقصد كل الناس بالطبع لا، فهو يقصد يهود خيبر فقط.
كيف فهم علماء المسلمين الحديث؟
قال ابن تيمية
-رحمه الله- في مجموع الفتاوى (19-20) وقول النبي أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن
لا إله إلا الله محمد رسول الله ويقيموا ويؤتوا الزكاة مراده قتال المحاربين الذين
أذن الله في قتالهم لم يرد قتال المعاهدين الذين أمر الله بوفاء عهدهم"،
حتى أن ابن
تيمية رحمه الله له كتاب بعنوان "قاعدة مختصرة في قتال الكفار ومهادنتهم
وتحريم قتلهم لمجرد كفرهم."
وكل ذلك داخل فيما أجمله ابن عباس رضي الله عنهما في صحيح البخاري بقوله: "كَانَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى مَنْزِلَتَيْنِ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ، وَالْمُؤْمِنِينَ، كَانُوا مُشْرِكِي أَهْلِ حَرْبٍ يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ، وَمُشْرِكِي أَهْلِ عَهْدٍ لَا يُقَاتِلُهُمْ وَلَا يُقَاتِلُونَهُ" ( صحيح البخاري - ط السلطانية ٧/٤٨)، بحسب ما ذكرت الباحثة.