"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
مكتبة الإسكندرية
شهد بيت السناري التابع لقطاع التواصل
الثقافي بمكتبة الإسكندرية انعقاد ندوة "التنوير ومساراته" ضمن فعاليات
الصالون الثقافي العربي.
افتتح
اللقاء الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية بالترحيب بالسادة الضيوف والتعريف
ببيت السناري، وذلك بحضور كل من الدكتور قيس العزاوي الأمين العام المساعد لجامعة
الدول العربية، والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور أحمد التازي سفير
المغرب، والأستاذ محمد الخولي المترجم بالأمم المتحدة، والدكتور صلاح فضل رئيس
أكاديمية النقد الأدبي، والدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر،
بالإضافة إلى كوكبة كبيرة من رجالات الثقافة، والفكر، والسلك الدبلوماسي العربي.
ناقش
اللقاء مسارات التنوير من خلال تسليط الضوء على دورة التاريخ، وجاءت توصيات الندوة
بضرورة الفهم العميق للدين بعيدًا عن التعصب، وكذلك تحقيق التعايش، وقبول الآخر،
والتخلص من القيم البالية، وتبني ثورات العقل والفكر.
وأوضح
الدكتور مصطفى الفقي أن التنوير له أكثر من تعريف؛ فهناك من يرى أنه عملية فهم
الماضي بشكل عميق من خلال وضع الأحداث في مسارها الصحيح، واستنباط النتائج، وهناك
من يرى أنه عملية فهم الحاضر، وآخرون يرونه استشرافًا للمستقبل.
وسلط
الدكتور قيس العزاوي الضوء على الحداثة، والعلمانية العربية، مُشددًا على أن أي
بناء حضاري لا ترتفع أعمدته إلا بالاعتماد على ما حققه السلف الحضاري عربيًا كان
أو غربيًا، وأنه من السخرية أن يتعرض اليوم دعاة الحداثة والتنوير العرب لحملات
نقد وتجريح لا تقل قسوة عن مثيلتها في عصر التنوير الأوروبي.
وتحدث
الدكتور صلاح فضل عن التنوير واصفًا إياه بأنه بضاعتنا التي ردت إلينا، فالحضارة
العربية الإسلامية ساهمت في تطوير العقل البشري، وتنمية الوجدان، وترقية الحس
العلمي عبر عصور ازدهارها المختلفة.
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد التازي سفير المغرب، على
مسارات التنوير في المغرب من خلال أربعة محاور؛ وهي مفهوم التنوير، ومقارنة التنوير
في أوروبا بالعالم العربي، ونشأة المسار التنويري بالغرب في ظل تحديات محاربة
التخلف والحفاظ على الهوية، وخصوصيات مسار التنوير في المغرب من خلال بعض أقطابه
ومؤسساته.
كما أكَّد الدكتور عصام شرف خلال مداخلته على أن الدولة
هي أرض وشعب وسلطة، ولا يجوز استقطاب الدين، وأن التعايش هو محور أساسي للتنوير.
وتطرق الأستاذ محمد الخولي إلى دور الأزهر كمؤسسة وطنية
ودينية، والتحديات التي واجهت مصر خلال القرن 19، والتي تمثلت في اختراعات
اُستَجدت على العقل العربي.
وأشار الدكتور محمد عفيفي إلى بعض الدراسات الحديثة التي
تنظر إلى السلطة في الإسلام على أنها كانت أقرب إلى الشكل العلماني، وأنه لم يتولى
الحكم أحد من الفقهاء، ومن ثم كان هناك فصل بين أهل السياسة أو الحكم والعلماء.
الجدير
بالذكر أن الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية كان قد أعلن في وقت سابق عن
دمج الصالون الثقافي للمكتبة، مع الصالون الثقافي العربي الذي يرأسه بالقاهرة، على
أن يعقد الصالون الجديد بأعضائه من الجانبين كل ثلاثة أشهر، سواء بمقر المكتبة
الرئيسي، أو أحد مقراتها الفرعية التابعة لها بالإسكندرية أو القاهرة.