"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
العكبر
أكد الدكتور حسان شمسي باشا، استشاري أمراض القلب في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة، زميل الكلية الملكية للأطباء الداخليين في لندن، أن ما يخرج من بطون النحل سيظل معجزة تقف أمامها العقول والقلوب، لافتا إلى ما قاله الله تعالى:{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) } (سورة النحل)، يؤكد أنه ليس دواء واحدا يخرج من بطون النحل، إنما أدوية خمسة جعل الله فيها شفاء للناس . أي كائن حي يضم في جنباته مصانع خمسة تنتج بإذنه تعالى مركبات مختلفة كل الاختلاف ؟ عسل وعكبر وغذاء ملكي وشمع وسم خاص فيه شفاء.
وتابع : أن العكبر، هو أحد منتجات النحل ، تجمعه النحل من
صمغ الأشجار، وتقوم بمزجه بلعابها، وبشيء من الشمع ، فتخرج مادة فيها دواء وشفاء،
ويجمع النحل هذا العكبر من لحاء القشور والبراعم الزهرية لعدة نباتات منها أشجار البلوط
والحور والصنوبر وغيرها . وفي الخلية تقوم النحل بإضافة مفرزات لعابية مختلفة إلى هذا
الصمغ ، كما تضيف إليه شرائح من الشمع الذي تصنعه النحل أيضا ، فيخرج مزيج خاص من صنع
النحل .
وأردف قائلا: هذه المادة الراتنجية الصمغية يستخدمها النحل
في تثبيت خلية النحل ولصق الإطارات، وسد الشقوق والفوهات التي يدخل منها الضوء، وتضييق
مدخل الخلية في فصل الشتاء . كما يستعملها لتحنيط بعض القوارض والحشرات كبيرة الحجم
التي يقتلها داخل خليته ، ويصعب عليه إخراجها لكبر حجمها، فيقدم على تغليفها بالكامل
بالعكبر، منعا لتحللها وصدور روائح كريهة داخل الخلية.
وأضاف: أن الإنسان، قد فوائد العكبر منذ آلاف السنين ، فاستعمله المصريون
ثم الإغريق والرومان في العلاج، منوها إلى الخبراء يقولون إن العكبر موجود منذ أكثر
من 45 مليون عام ، وأنه استخدم من قبل الإنسان لآلاف السنين . واستعمل أبوقراط العكبر
كمرهم في علاج الجروح والقروح . وبعد أربعة قرون كتب الطبيب الروماني الشهير ” ليني
” عن فوائد العكبر في شفاء القروح وتخفيف التورمات وتطرية المناطق القاسية . واستعمل
العكبر في القرون الوسطى كمادة مضادة لالتهابات جوف الفم ومضاد لقلح الأسنان . كما
استعمل في علاج الزكام وآلام المفاصل ، ومن إحدى العادات المتبعة في ذلك الحين أن توضع
كمية قليلة منه على سرة الوليد !!.
وأكمل: أنه في السنوات
الأخيرة اتجه العلماء والأطباء لإجراء البحوث العلمية حول هذه المادة فوجدوا أن لها
تأثير نافعا على جسم الإنسان وليس له أي أثار جانبية معروفة، لافتا إلى العكبر دفع
الباحثين بسبب اكتشاف خواصه الفعالة المضادة للجراثيم ، والمضادة للأكسدة ، والمضادة
للقروح ، إضافة إلى فعاليته كمضاد للأورام السرطانية ، إلى إخضاعه لمزيد من البحث،
وقد نشرت في السنتين الأخيرتين عشرات الدراسات العلمية في مجلات علمية محكمة .
وأشار إلى ما قاله العالم البريطاني ( م . ج . تورل): كيف
يمكن لهذا العدد الكبير من الأفراد (يبلغ وسطيا عدد طائفة النحل 50000 نحلة ) أن يعيش
في هذا الزحام، ويعمل باستمرار دون أن يصاب بمرض أو عدوى ، وذلك ضمن بيئة حرارتها تصل
إلى 35 درجة ورطوبة تصل إلى % 90 وهي أفضل بيئة لتطور كل أنواع الجراثيم والفطور والتعفنات،
ومع ذلك يبقى جو الخلية خاليا من هذه الميكروبات . بل و كيف يستطيع النحل الحفاظ على
العسل لسنوات دون أن يفسد ؟ والجواب هو العكبر .
وأوضح أنه بجانب فوائد العكبر للنحل، فهو يلعب دورا أساسيا
لصحة الإنسان فالعكبر بلا شك مضاد بكتيري وفطري ومضاد حيوي . ونحن نعلم أن الملكة تضع
يوميا حوالي (3000) بيضة في نخاريب مطلية بطبقة رقيقة من العكبر لكي تحمي النخاريب
من الجراثيم والميكروبات والعوامل الأخرى، مشيرا إلى ما كشفه عدد من الباحثين من إيطاليا بأن خلاصة العكبر لا تقوم بفضل مضاد للجراثيم فحسب
، بل إنها تزيد بشكل كبير من فعالية المضادات الحيوية الشهيرة مثل أمبيسيللين وجنتاميسين
، وغيرهما . وقد نشرت هذه الدراسة في مجلة ResMicrobiol في شهر يناير 2006.
ونوه إلى أنه بالإضافة
كونه مضاد حيوي شهير هو ciprofloxacin قد أعطي تأثيرا أكبر
وأكثر فعالية . وقد نشرت هذا البحث مجلة Mol Cell Biochem في شهر يناير
2006 وأكدت ذلك دراسة اخرى نشرت في مجلة Mem Inst Oswaldo Cruz في شهر أغسطس
2005 ، حيث وجد القائمون على تلك التجربة أن هناك تعاضدا في الفعل المضاد للجراثيم
بين خلاصة العكبر وكل من خمس مضادات حيوية من أصل 9 مضادات حيوية تمت دراستها في مختبرات
التجربة ، وهذه المضادات الحيوية الشهيرة هي Synergism Vancomycin ، Tetracycline ، Gentamycin
وتابع: أن هناك دراسة
أجريت على الفئران، توصلت إلى أن استخدام أحد
مركبات العكبر وهو استر حمض الكافييك قد أدى إلى وقاية خلايا القلب من التموت بعد سد
الشريان التاجي الأيسر الأمامي وهو أحد الشرايين الأساسية المغذية لعضلة القلب لمدة
نصف ساعة ثم فتحه من جديد . وكانت هذه الدراسة قد نشرت في عام 2005 في مجلة Ann Clinic Lab Sci
وأوضح أن للعكبر
تأثيرا واقيا يقي من تخرب الـحمض النووي الناجم عن أشعة جاما . وعزا الباحثون ذلك إلى
قدرة العكبر على التخلص من الجذور الحرة المؤذية للجسم، فضلا عن فوئد في محاربة
السرطان بصورة كبيرة .