صديق بن صالح يكتب: تأمّلات في مغْزى الآيات القرآنية بمنظور اجتماعي

  • أحمد نصار
  • الجمعة 29 ديسمبر 2023, 1:12 مساءً
  • 2656
الدكتور صديق فارسي

الدكتور صديق فارسي

إن المتأمل في قوله تعالى في سورة القصص، " فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ إِنَّ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِـِٔينَ (8) وَقَالَتِ ٱمۡرَأَتُ فِرۡعَوۡنَ قُرَّتُ عَيۡنٖ لِّي وَلَكَۖ لَا تَقۡتُلُوهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ (9) " سيجد إعجاز عجيب من المنظور الاجتماعي.

نفّذت أمّ موسى عليه السلام- ما أوحى الله تعالى- به إليها، فأرضعت ابنها موسى ووضعته في التابوت وألقت به فى البحر حين خافت عليه القتل، فحمله البحر بإذن ربّه - إلى قصر فرعون، عدوه الذي يبحث عنه، ويتربص به، ثم ألقى محبته في قلب امرأته، (لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ)، فطلبت منه أن يتخذوه ولداً يربوه ويرعوه لعله ينفعهم إذا كَبِر ، (وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ)، أنه أمر الله- وتدبير العزيز الحكيم، ليكون عدوا له، بمحاربة ظلمه وطغيانه، وحزناً بذهاب ملكه وهلاكه.

(إِنَّ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِـِٔينَ)، كانوا خاطئين بالتعاون على الإثم والعدوان، على الذات الإلهية، وكانوا خاطئين بعدم إقامة العدل بالرعية، والنصيحة لهم، فمن استرعاه الله - على رعية، فليتق الله- ولينصح لهم، ويعدل بينهم، قال عليه الصلاة والسلام:(كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والأمِيرُ راعٍ، والرَّجُلُ راعٍ على أهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ على بَيْتِ زَوْجِها ووَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ)، وقال أيضا: (ما مِن عَبْدٍ اسْتَرْعاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْها بنَصِيحَةٍ، إلّا لَمْ يَجِدْ رائِحَةَ الجَنَّةِ)، فليحذر كل إنسان من ظلم من استرعاه الله- إياه، لأن انتقام الله- من الظالمين، ربما كان بأيديهم، أو بما يرجون نفعه، ويهتمون به، فقد يجمع الظالم الأموال، وينال من حظوظ الدنيا ما ينال، ثم يناله منها سوء المآل، والعياذ بالله!

 

 

تعليقات