حادثة الكسوف بالمدينة النبوية والحسابات الفلكية!

  • أحمد نصار
  • الخميس 28 ديسمبر 2023, 8:18 مساءً
  • 211
شرح توضيحي

شرح توضيحي

نشرت صفحة "العلم يؤكد الدين" تقرير حول إثبات حادثة الكسوف في المدينة المنورة كونها ضمن الحسابات الفلكية الدقيقة، فيقول التقرير إنه عندما يقول أحد الملاحدة المراهقين، إنه لا يصدق كتب الصحاح ولا كتب التاريخ، وإنه لن يصدق شيئا حتى يراه بعينيه، ورغم أن هذه لوثة تدل على الجهل والعبث، فلو سألته إن كان يصدق بوجود الثقوب السوداء، وبأن سرعة الضوء هي 299 الف كم في الثانية، وأن الصفر المطلق هو 273.15 مئوية تحت الصفر، فإنه لن يتردد في تصديقها كلها رغم أنه ما رآها ولا قاسها بنفسه.

وأشار التقرير إلى موت إبراهيم وكسوف الشمس، فعن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: "كَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاس كَسَفَتْ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ". رواه البخاري (1043) ومسلم (915)

وتابع التقرير : لا شك أن وفاة إبراهيم كانت في نفس يوم الكسوف، ولكن لا يوجد في الصحيحين تحديد لتاريخ الوفاة أو وقوع الكسوف، وإنما أجمع المؤرخون أن الحادثين وقعتا في السنة العاشرة للهجرة، على اختلاف في التواريخ. قال ابن حجر: "وقد ذكر جمهور أهل السير أنه مات في السنة العاشرة من الهجرة، فقيل في ربيع الأول وقيل في رمضان وقيل في ذي الحجة، مشيرا إلى أن هذا الكسوف طبقا للحسابات الفلكية، وقع  في 27 يناير عام 632 م، وهذه الصورة المرفقة من موقع ناسا توضح التاريخ ومجال الكسوف.

وأوضح التقرير  أن هذه الصورة التوضيحية من موقع ناسا، يظهر فيها وقت بداية الكسوف على المدينة المنورة (الساعة السابعة والربع صباحا، ونهايته الساعة العاشرة صباحا تقريبا)، وكذلك نسبة الإظلام وقت الذروة وهو 76.49%، كما أشرنا فإن الروايات التاريخية لم تتفق على تاريخ محدد لوقوع ذلك الكسوف، ولكنها اتفقت على تحديد وقوعه في السنة العاشرة للهجرة، وهي توافق جزءا من السنة 631 وجزءا من السنة 632 الميلادية. وعلى أية حال حتى لو اتفق المؤرخون على تحديد ذلك التاريخ بالتقويم الهجري فإن حساب المقابل له بالتقويم الميلادي لن يكون دقيقا، ووسائل تحويل التواريخ تعطي نتائج مختلفة، والسبب هو كما يظهر أن التقويم الميلادي لم يبدأ بحساب السنوات الكبيسة بصورة صحيحة إلا بعد 15 أكتوبر 1582 ميلادية.

وأكمل : وكذلك فالتوقيت كما ورد في الروايات التاريخية يتوافق مع الحسابات، حيث ذكرت الروايات أن الكسوف حصل صباحا، فقد نقرأ النصوص الواردة في كتب الحديث فلا ندقق بها أو نحللها.. ولكن هذا الحديث الصحيح الوارد في أعلى الصفحة، وفيه ينفي الرسول صلى الله عليه وسلم أية علاقة بين موت ابنه إبراهيم وبين كسوف الشمس لما رأى الناس بدءوا يربطون بين الحادثتين، وهذا الحديث هو من الدلائل العظيمة على نبوته صلى الله عليه وسلم.

وأردف : فقد انقسم أعداء الإسلام من الملحدين في أدبياتهم عند تحليلهم لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم إلى فريقين: فريق يتهمه بأنه نبي كاذب يتعمد الكذب، فهو ليس نبيا يتلقى الوحي من الله وإنما دعواه تلك كاذبة، وفريق آخر يقول إنه ليس كاذبا يدعي الكذب، فهناك مواقف تدل على صدقه، مثل موقفه في الغار أثناء الهجرة، ومن هنا يدعون أنه صادق في اعتقاده بأنه نبي، فهو يتوهم النبوة ويظن أنه يتلقى وحيا.. حاشاه صلى الله عليه وسلم، ولكن عند تأملنا لهذا الحديث، نجد أن تحليلات كلا الفريقين تتهاوى.. فلو كان نبيا كاذبا لكانت هذه من الفرص الذهبية التي يتمناها كل من يدعي النبوة.. ابنه يموت فتكسف الشمس التي لا يتحكم بها إلا خالقها! لو كان كاذبا فسيقول لهم حتما إنهم صادقون.. فليذهبوا ويخبروا الناس بذلك.. فهو ليس بحاجة إلى إقناعهم ما دامت الفكرة أتت من عندهم.

 

تعليقات