الرد على شبهة وجود أخطاء علمية في القرآن حول تخلق الجنين!

  • أحمد نصار
  • الثلاثاء 26 ديسمبر 2023, 2:38 مساءً
  • 847
تعبيرية

تعبيرية

 أكد الباحث في ملف الإلحاد، محمد سليم مصاروه، أن شبهة وجود أخطاء علمية في القرآن الكريم بشأن تخلق الجنين، من أشهر الشبهات التي يستند إليها الملحدين من حينا لأخر، لافتا إلى خلق العظام قبل اللحم بالقرآن: "فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا " المؤمنون :14

 

وأكمل : أما الأحاديث الشريفة الصحيحة التي تعرضه للموضوع، فعن عبد اللّه بن مسعود قال: حدثنا رسول اللّه :" إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد "، عن حذيفة بن أسيد قال :" "إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث اللّه إليها ملكًا، فصورها، وخلق سمعها وبصرها، وجلدها ولحمها وعظامها. ثم يقول: يا رب، أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء.

 

وتابع: ما يقوله العلم الحديث و الطب المثبت ، إن النطفة تعيش 72 ساعة بجسم المرأة كحد أقصى، منوها إلى أن جنس الجنين (ذكر أو أنثى) يتحدد في لحظة التلقيح عند تكوّن (الزيجوت) واكتمال الـ (‪DNA) , و يحدد ذلك وجود الكروموسوم ، على أن في في اليوم التاسع يبدأ (اللحم ) بالتشكّل ذلك عندما تلتحم البيضة الملقّحة بجدار الرحم وتبدأ بامتصاص الغذاء، وفي اليوم 21 : يظهر الجنين و يمكن تسجيل النبضات القلبية عندها و يبدأ الدوران الدموي، والسمع و البصر و العظام (العينين و الأذنين و العمود الفقري "أول العظام التي تبدأ بالظهور تدريجيّاً" تبدأ بالتشكّل في اليوم الـ 28، عظم الحنك يبدأ بالتكوّن ابتداء من اليوم الـ 50، وأضاف : أما في الأسبوع العاشر يبدأ تشكل غضاريف الجنين و عظامه الباقيّة.

 

وعن الرد العلمي والنطقي ، يقول "مصاروه" إن من يُصَّور المفتري الأمور وكأن هناك تناقضًا بين آيات القرآن الكريم وعلم الأجنة. والحقيقة أن الحقائق العلمية تتطابق مع آيات الذكر الحكيم بشكل مذهل، فالعظام تتمايز قبل خلايا العضلات، مثلما تذكر الآية الكريمة " فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا " المؤمنون:14، فحين نطالع علم الأجنة نرى أن الجنين في الأسبوع الثالث بعد الإخصاب ( او الأسبوع الخامس للحمل والذي يُحسب ابتداء من تاريخ آخر دورة شهرية ) ، يكون عبارة عن حويصلة مجوفه ذات ثلاث طبقات من الأغشيه ‪Germ layers مرتبه فوق بعضها البعض. تسمى طبقة الخلايا الأكثر قرباً لجدار الرحم ب(الإكتودرم) ‪ectoderm والطبقة الوسطى ب(الميزودرم) ‪mesoderm وتسمى الطبقة الأكثر قرباً لفراغ التجويف ب(الإندورم) ‪endoderm. تتمايز من الطبقة الوسطى ( الميزودرم ) خلايا مسؤوله عن بناء الجسم تسمى ب(الجسدية) ‪somites والتي بدورها تنقسم الى ثلاث أنواع من الخلايا الجذعية المتخصصة : ‪dermatome تتمايز إلى الجلد والدهن. ‪myotome تتمايز إلى خلايا عضليه ( عضلات الهيكل العظمي ، القلب ، الأوعية الدموية وغيرها ) . ‪Sclerotome تتمايز إلى خلايا العظام، الغضاريف والأوتار ( وهي الألياف التي تربط بين العضلات أو بين العضلات والعظام ). أول ما يتمايز هي خلايا ال ‪sclerotome وبذلك تتخلق خلايا العظام قبل خلايا العضلات ( اللحم )

 

 وتابع: بالنسبة للحديث الشريف حول نمو الجنين ، فالحديث لا يقول أن النطفة تدوم على حالها في رحم المرأة أربعين ليلةً ! بل الحديث يعني أن النطفة تتخلق وتمر بمرحلة العلقة والمضغة وتَخَّلُق العظام - كل هذا المراحل تتم خلال أربعين ليلة من الحمل ، منوها إلى أنه من أجل أن يتلاعب الحاقد على الإسلام بفهم الحديث ويُمَوه القارئ فانه لا يذكر الحديث من صحيح مسلم والذي يوضح ما ورد في حديث ابن مسعود ، إليكم الحديث من صحيح مسلم؛ " إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فيه الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ، أَوْ سَعِيدٌ.

 

ونوه إلى أن الحديث أعلاه واضح ، ويذكر أن المراحل التالية ، تتم في غضون أربعين يومًا وتوضح هذا الأمر، العبارة المتكررة في الحديث ( في ذلك ) والمراحل هي : جمع الخلق في بطن الام : أي التقاء الحيوان المنوي والبويضة لإنتاج البويضة المخصبة، ثم العلقة ، وتليها مرحلة المضغة ، وولو قرأنا بعدها الحديث الصحيح لابن مسعود والذي استشهد به المفتري ، لسهل علينا رؤية التطابق بين الحديثين" إنَّ أحدَكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا نطفةً ، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك ، ثم يكونُ مضغةً مثلَ ذلك ، ثم يبعثُ اللهُ إليه ملَكا ، ويُؤمرُ بأربعِ كلماتٍ ، ويُقالُ له : اكتبْ عملَه ، ورزقَه ، وأجلَه ، وشقيٌّ أو سعيدٌ".

 

وأضاف: أن الحديث الثاني الذي ذكره المدلس، يؤكد صحة الحديث السابق لان الحديث يذكر تخلق العظم والجلد واللحم خلال ٤٢ ليلةً "إذَا مَرَّ بالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً، بَعَثَ اللَّهُ إلَيْهَا مَلَكًا، فَصَوَّرَهَا وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا، ثُمَّ قالَ: يا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ ما شَاءَ" رواه مسلم . فواضح إذا أن الحديث الشريف قَصَد حدوث كل مراحل تخلق الجنين خلال أربعين يومًا وليس حدوث كل مرحلة على حدة في أربعين يومًا !

 

وأوضح أن بما يتعلق بجنس المولود، فالحديث الشريف لا يعني ولا يمكن أن يعني تحديد جنس المولود بحسب نوعية الكروموزومات ‪Y, X. فالحمض النووي لم يكن معروفاً آنذاك ! وان قصد تحديد جنس المولود بحسب الأعضاء التناسلية، أما ذكرية واما أنثوية . وهذا بحد ذاته إعجاز مذهل فالعلم الحديث يقول صراحةً انه يمكن رؤية الأعضاء الجنسية عند الجنين فقط بعد مرور 7-6 أسابيع من فترة الحمل ! بالضبط مثلما ذكر الحديث الشريف "إذَا مَرَّ بالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً.."

 

وأشار إلى ترجمة فقرة من مقال علمي ؛ تقول "  في بداية تخلق ونمو الغدد التناسلية عند الجنين ، يبقى الجنين غير متمايزًا ، أي ان كل الأجنة تكون تتشابه أعضائها الجنسية ، كلها تبدو أنثوية، وبعد 6-7 أسابيع من الحمل ، تتم عملية ترجمة الجينات في كرموزوم فتحدث عمليات تؤدي إلى ظهور الخصيتين، وبالنسبة لمراحل نمو الجنين وتخلق أعضاءه ، فالمستلحد يستمر بنثر المعلومات بطريقة تبدو وكأنها تتناقض مع آيات القرآن الكريم ، والحقيقة هي العكس فعلم الأجنة يؤكد ما ذكرته آيات الذكر الحكيم ، واليكم أمثلة :

 

تقول آيات القرآن إن حاسة السمع تنشأ قبل حاسة البصر وكذلك أول عضو يكتمل تخلقه في الجنين هو القلب. إقرأ معي ، عزيزي القارئ ،الآيات التالية وتبين بنفسك " وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ ( المؤمنون 78) وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً ( الأحقاف 26)، نفس الأمر تقوله الحقائق العلمية، ففي الأسبوع الثالث بعد الإخصاب ، تترتب بعضها فوق بعض داخل النطفة ، ثلاث أغشيه من الخلايا الجذعية . تسمى الطبقة الاكثر قرباً لبطانة الرحم بالإكتودرم ‪ectoderm.

 

 

تعليقات