ترقيم الجينوم.. دليل آخر على بطلان نظرية التطور

  • أحمد نصار
  • الأحد 24 ديسمبر 2023, 11:08 صباحا
  • 545
تعبيرية

تعبيرية

ذكرت صفحة "العلم يؤكد الدين" في تقرير نشرته على فيس بوك، أن المراجعات وجدت أن الكائنات الأكثر تعقيدا من البكتيريا قد تتوزع فيها الجينات عبر أماكن متباعدة  لكن تعمل التكرارات كرابط مميز بينها ليتم تنسيق عمل الجينات المرتبطة بنفس التكرار معا حتى لو في أماكن متباعدة مما يسهل تنسيق عمل الجينات المرتبطة بنفس الوظيفة.

وتابعت: يشبه الأمر تشغيل عدة وظائف مترابطة عمليا لكن متباعدة مكانيا بضغطة زر واحد cell type-specific switch that can operate at a large number of loci و هو بروتين التفعيل DNA-Binding protein الذي سيرتبط عند إنتاجه بنفس التكرارات على اختلاف أماكنها لتفعيل الجينات المجاورة أو جلب بعض العناصر المطلوبة إلى كل هذه المواقع المتباعدة بالتوازى أو عن طريق نسخ التكرارات نفسها إلى رنا يتعرف على كل المواقع الشبيهة به فينسق نفس العمليات سابقة الذكر Repeat-binding protein-mediated events/RNA-mediated events و هو ما وصفته المراجعة بعمليات تنسيق عابرة للمكان Mechanisms of SSR[simple sequence repeat]-mediated global regulatory events و قد وصفت هذه المراجعة التكرارات-التي طالما صدعنا التطوريون بأنها إعادة نسخ عشوائية لا يمكن أن يقوم بها مصمم-بأنها شفرة ترقيم و تنسيق

 

وأوضحت أن هناك العديد من المراجعات والأبحاث الأخرى التي اكتشفت وظائف لمختلف أنواع التكرارات، في ترقيم الجينوم و عزل المناطق النشطة عن غير النشطة حسب نوع الخلية و تنظيم المناطق النشطة نفسها و الحفاظ على هيكل الكروماتين/بنية جزئ الحمض النووى (مرفق صورة لنموذج التنظيم بالتكرارات).

 

ونوهت إلى أنه قد كثرت الاكتشافات لوظائف التكرارات فهي مسئولة عن التحكم في تنوع الكثير من العمليات البيولوجية و النمائية مثل طول الأطراف و أبعاد الجمجمة لدى بعض الكائنات و غيرها من التنوعات في العمليات البيولوجية المختلفة (مثلا عدد مرات التكرار قد يحدد عدد مرات إعادة عملية نمائية معينة أو طول عظمة معينة و هي طريقة شبيهة بمفهوم العداد counter الذي يستخدم في البرمجة) و بالتالي أصبحت تعتبر من عوامل أحداث التنوعات في الكائنات الحية (كتغيير الأطوال و الأحجام) لسهولة تعديل عددها. و في أحيان أخرى بدلا من العمل كعداد تستخدم لإطالة حجم الجينات و البروتينات الناتجة عنها مما يؤثر على وظيفتها و بشكل عام فقد أوضحت الدراسات أن تعديل التكرارات يؤدى إلى تأثيرات واضحة على الخلية  و يخلق تنوعات مختلفة في صفات الكائن/البروتين phenotypic variation ملائمة لظروف بيئية مختلفة.

 

وأكدت أن هذه التكرارات تعمل كمواقع ارتباط ترتبط بها عناصر التحكم في نسخ الحمض النووي إلى رنا transcription factors فتنظم معدلات نسخ الجينات القريبة منها و هي تتميز في هذا بأن كل تكرار يمثل قابلية ارتباط ضعيفة و لكن جمعها معا يزيد من قابلية الارتباط و بالتالي يسهل بزيادة أو إنقاص عدد التكرارات ضبط معدل الارتباط/النسخ المطلوب بدقة و ذهبت بعض الأبحاث غالى أن وجود هذه التكرارات في محفزات النسخ و سهولة تعديل عددها يكسب الكائنات مرونة في تعديل معدلات نسخ الحمض النووي إلى رنا و بالتبعية معدلات إنتاج البروتينات استجابة للظروف البيئية المختلفة. ليس هذا فحسب بل وجدت الأبحاث أن آلات النسخ في الخلية عندما تضرب هذه المناطق بالطفرات فإنها تضربها بطفرات زيادة أو حذف التكرارات أكثر بكثير من أخطاء النسخ العادية التي يتغير فيها حرف من الحمض النووي أثناء النسخ مما يوحى أكثر بأن الخلية تعرف ما تفعله جيدا بهذه التكرارات و كيف تتعامل معها و تستخدمها لتنويع عملياتها و كأنها مفاتيح تحكم و ضبط و تعديل .

 

وأشارت الصفحة إلى أن من يلاحظ كيف يتم استخدام مصطلحات مثل القابلية للتطور evolvability فى بعض الأحيان بدل المصطلح الطبيعى flexibility المرونة و القابلية للتعديل و التي هي من أساسيات النظم المصممة جيدا و ليس النظم المتطورة التي يؤكدون دائما سوء تصميمها. لاحظ أيضا كيف يتم الانتقال بسلاسة من "أنها خردة بلا وظيفة إذن لابد أنه التطور و لا يوجد تصميم" إلى "أنها آليات تحكم دقيقة أذن لابد أنه التطور و لا يوجد تصميم".

 

وأكملت: الحقيقة أن التطوريون طالما استدلوا بأن هذه التكرارات قد تكون مصدرا للأمراض أو التشوهات و سألوا سؤالهم الشهير "لماذا يضع مصمم تسلسلات تسبب الأمراض و الأذى في تصميماته؟" ولكن ما لم يقله التطوريون للناس أن هذه مشكلة للتصميم و التطور معا إذ أن الانتخاب الطبيعي من المفترض أن يتخلص من هذه التسلسلات الضارة و بعيدا عن هذا النقاش القديم فاليوم نجد أبحاثا ومراجعات تشير إلى أن الأمراض الناجمة عن هذه التسلسلات لا تحدث بسبب وجودها و لكن بسبب خلل في وظيفتها الأصلية، أي أنها تسلسلات وظيفية كسائر التسلسلات و المرض خلل فيها كالخلل في  أي عضو أو جين/بروتين أو تسلسل وظيفي آخر.

تعليقات