بلاغة القرآن.. لماذا يعتبر صوت الحمير من أنكر الأصوات؟

  • أحمد نصار
  • الخميس 21 ديسمبر 2023, 03:18 صباحا
  • 355
تعبيرية

تعبيرية

قال الباحث في عالم الحيوان، فراس وليد، إن من يتمعن قوله تعالى "وَٱقۡصِدۡ فِی مَشۡیِكَ وَٱغۡضُضۡ مِن صَوۡتِكَۚ إِنَّ أَنكَرَ ٱلۡأَصۡوَ اتِ لَصَوۡتُ ٱلۡحَمِیرِ﴾ (لقمان ١٩"، يجد أن الآية تتكلم عن بعض وصايا لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه: ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾ أي: امش متواضعا مستكينا، لا مَشْيَ البطر والتكبر، ولا مشي التماوت.

 وأضاف: ﴿وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ﴾ أي أدبا مع الناس ومع اللّه، ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ﴾ أي أفظعها وأبشعها ﴿لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾، منوها إلى أن هذه الوصايا، التي وصى بها لقمان لابنه، تجمع أمهات الحكم، وتستلزم ما لم يذكر منها، وكل وصية يقرن بها ما يدعو إلى فعلها، إن كانت أمرا، وإلى تركها إن كانت نهيا.

 وبين أن صوت الحمير المميز، الذي يُعرف بالتهويل “Hee Haw” او النهيق، يتم إنتاجه خلال عملية الشهيق والزفير، الجزء “هي” من الصوت يحدث عندما تتنفس الحمار (الشهيق)، بينما يحدث الجزء “هو” عندما تتنفس الحمار (الزفير) وتُعتبر هذه الطريقة في إنتاج الصوت مُميزة للحمير مقارنةً ببعض الحيوانات الأخرى، حيث يتم إنتاج صوت التهويل خلال عمليتي الشهيق والزفير.

وأشار إلى أن الصوت المنتج خلال عملية الشهيق والزفير يمنح صوت الحمير تلك النغمة المرتفعة والصاخبة التي يُمكن سماعها على مسافات بعيدة، ويُستخدم هذا الصوت بشكل أساسي للتواصل بين الحمير، وكذلك لإظهار الإنذار في حالات الخطر، ويعتبر وسيلة فعالة للتواصل عبر مسافات طويلة في البيئات الواسعة مثل الصحاري.

 وفي إجابته على سؤال: لماذا يعتبر صوت الحمير من أنكر الأصوات؟ أكد أن هذا لعدة أسباب منها:

ـ  التردد والحدة: صوت الحمير عالي التردد وحاد، وقد يكون غير مريح للأذن البشرية.

ـ الشدة والقوة: الحمير تصدر أصواتاً بشدة وقوة عالية، وهذا يمكن أن يجعل الصوت مزعجاً.

ـ الدورة الطويلة: صوت الحمير يتميز بأنه يستمر لفترة طويلة مقارنة بأصوات الحيوانات الأخرى.

ـ التوتر الصوتي: قد يكون هناك توتر في الصوت يجعله يبدو أقل جاذبية بالمقارنة مع أصوات الحيوانات الأخرى الأكثر هدوءا ونعومة.

وأوضح أن بعض الحكم المستفادة من الآية، منها التواضع أن تشجيع على البساطة وتجنب رفع الصوت، والتواصل الفعال، من خلال الحث على التعبير بهدوء ووضوح، بجانب إلى الرقي في التعامل، النضج والتحضر في التواصل، والاحترام والتقدير، تقدير الآخرين عبر الهدوء، فضلا عن تجنب الإزعاج، من خلال تجنب التدخل والإزعاج للآخرين، مع التحكم في النفس، من خلال الصبر والتحكم في ردود الفعل، فضلا التفكير قبل التحدث، وتمعن واختيار الكلمات بعناية.

تعليقات