هل كل العلماء يؤمنون بالتطور؟!

  • أحمد نصار
  • الإثنين 18 ديسمبر 2023, 11:11 صباحا
  • 272
تعبيرية

تعبيرية

من أهم الادعاءات و التي تم ترويجها بقوة هي أن مشروع أنكود اكتشف فقط أن الخردة تنسخها الخلية مع الجينات الوظيفية و لكنه لم يكتشف في الواقع أن لها وظائف لذا ربما كانت جزء من عملية نسخ عشوائية غير وظيفية transcription noise و هذه الحجة غير صحيحة لعدة أسباب. السبب الأول هو أن انكود لم يكتشف أن التسلسلات الغير مشفرة للبروتين تنسخ فقط و لكنه اكتشف أن عملية النسخ موزعة على الأنسجة و الأعضاء و مراحل النمو المختلفة بشكل منظم و متباين differential/selective/tissue-specific فهذه التسلسلات تنسخ فى هذا النسيج/العضو فقط و تلك في مرحلة بعينها من نمو الكائن و هكذا و هو نمط لا يتفق أبدا مع كون النسخ عشوائى، وفقا لما نشرته صفحة العلم يؤكد الدين.

وتابعت: أن بعض المراجعات الشاملة لنتائج الأبحاث العلمية قبل النشر الرسمي لنتائج أنكود أكدت أن النسخ المنظم بهذا الشكل لا يتفق أبدا مع فكرة غياب الوظيفة و أضافت أن بعض حجج المعترضين الأخرى مثل انخفاض مستوى نسخ بعض التسلسلات لدرجة توحى بأنها غير مهمة (كميتها قليلة) أو كون الرنا سريع التحلل في الخلية أن لم يتحول إلى بروتين مما يرجح أنه لن يملك وقتا لأداء الوظيفة كلها حجج غير صحيحة مبنية على قياس كل شئ على أفكار الخردة و وظيفية البروتينات فحسب و ضربت أمثلة كثيرة على وظائف للرنا الغير مشفر للبروتين تم اكتشافها بالفعل و لماذا قد تحتاج هذه الوظائف إلى عناصر تنتج بكميات قليلة أو تدوم لفترات قصيرة كما وضحت أن الكثير من الرنا الغير المشفر الذي لم تكتشف وظائفه بعد يخضع عمليات تنظيم و تعديل تتأثر بظروف الكائن و مرحلة نموه مما يشير بقوة إلى أنه وظيفي و أن لم نكتشف وظيفته بعد.

ونوهت إلى أن  السبب الثاني هو أن الكثير من الوظائف تم اكتشافها بالفعل و سنستعرض بعض هذه الوظائف في منشورات قادمة أن شاء الله لنرى كيف تحولت هذا الاعتراض السطحي إلى دليل على روعة التصميم و حتى ذلك الحين نترككم مع مثال بسيط لإحدى المراجعات السابقة لنشر نتائج انكود رسميا و التي ذكرت الكثير من الوظائف المكتشفة للرنا الغير مشفر و التي كان يتم تجاهلها أو النظر لها كاستثناء من أجل ادعاءات نظرية التطور (مرفق صورة توضيحية: إدارة تعديل هيكل الحمض النووى/الكروماتين – جلب البروتينات إلى مواقع عملها المطلوبة - تحفيز نسخ الجينات – الاسكات الجينى – عمليات تنظيمية أخرى)


وأردفت: ولازالت الاكتشافات تتوالى لأدوار الرنا الغير مشفر خاصة فى مجال التنظيم المكانى لعمليات الخلية اذ يقوم بصناعة جسيمات صغيرة nuclear bodies/paraspeckles/compartments لاحتواء و تنظيم عمليات و تفاعلات معينة أو منع أخرى من الحدوث عن طريق عزل و حبس مكوناتها و جلب جينات من أماكن و كروموسومات مختلفة بالقرب من بعضها البعض لتنسيق عملها معا و غيرها من الوظائف (مرفق صورة توضيحية)، مشيرة إلى أن كل وظيفة تحتاج إلى أجزاء و عناصر كثيرة متناسقة و متكاملة و مصممة للعمل و التفاعل معا و لا عزاء للخطوة خطوة التطورية فالمسألة أكبر من مجرد اكتشاف وظيفة لهذا الرنا أو ذاك بل اكتشاف منظومة معلوماتية متكاملة سنشرحها أكثر أن شاء الله في المنشورات القادمة.

وقالت الصفحة: إن قبل أن نختم نترككم مع مثال صارخ للاستدلال الدائري و المنطق الحلزوني: بعض المتحمسين للخردة قاموا عمل أبحاث علمية خرجت بنتائج أن معظم الجينوم خردة بالفعل و أقاموا الأفراح و الليالي الملاح. كيف وصلوا إلى هذه النتيجة برغم نتائج انكود؟ بسيطة لقد ركزوا على دراسة الرنا المشفر للبروتين فقط ثم خرجوا بنتيجة أن الباقى (الذى حذفوه من الدراسة أصلا) لا يعمل! لماذا قاموا بهذا التصرف العجيب؟ وفقا لمنطقهم لأن الوظيفة يجب أن يتم تحديدها على أساس التطور فما نظنه قادم من سلف مشترك وظيفي و ما دون ذلك لا حتى لو اكتشفنا أن له دور يؤديه

 وختمت : هل فهمتم الآن المعنى الحقيقي لجمل مثل "كل العلماء يؤمنون بالتطور" “كل الأبحاث العلمية تخرج بنتائج تطورية". انه الاستدلال الدائرى الذى تتميز به النظرية فعندما تبدأ بافتراض حدوث التطور و تنتقى من البيانات ما يدعم ذلك و تحذف 80% من البيانات لأنها لا تدعم افتراضاتك و لا تناسب تعريفك للوظيفة فما النتيجة المتوقعة؟ طبعا أن يخرج بحثك ليؤكد التطور و الخردة!!! و الكارثة أنهم يعتبرون ما قاموا به free of assumptions خالى من الافتراضات. طبعا لأن التطور حقيقة و ليس افتراض. انه الاستدلال الدائرى فى أبهى صوره و هو نموذج للعناوين البراقة و الادعاءات الرنانة و الأوراق العلمية التى تثبت نتائجها التطور و لكن تعانى مشاكل رهيبة فى بنيان الدراسة ذاتها و هو ما علق عليه أحد باحثى انكود فى بحث ناقد قائلا ما معناه كيف تريدون معرفة وظائف الحمض النووى و أنتم حذفتم معظمه قبل البدء؟!

 

تعليقات