باحث في ملف الإلحاد: الملحد صاحب أخلاق دون معيار أخلاق

  • أحمد نصار
  • الأحد 17 ديسمبر 2023, 11:36 صباحا
  • 444
تعبيرية

تعبيرية

يرى الباحث في ملف الإلحاد، الدكتور محمد هزيم، أن كثيرا ما تجد أهل اللادينية والملحدين ينتقدون بشدة أموراً في النص الإسلامي ويصفونها بأنها نصوص لا أخلاقية، وهم لم يقدموا معيارا واحدا مطلق للحكم على أمر ما بأنه أخلاقي أو لا أخلاقي، لافتا إلى أن اغلب من ناظرناهم في موضوع الأخلاق يرددون نفس المعايير التي لا تصلح لتحديد الأخلاق من الأخلاق، وتتلخص معاييرهم في العقل، والتجربة، والمجتمع.

 

وأكد أن هذه المعايير فاسدة لا تصلح وإن صلحت فهي نسبية لا يحق لهم تعميمها، منوها إلى أن بالنسبة للعقل، فإن أمر ما من الممكن عقلاً أن يكون أخلاقي ومن الممكن أن لا يكون أخلاقي، مشيرا إلى أنه هنا وجب معرفة كيفية الترجيح، فإن قال مثلاً ، إماطة الأذى عن الطريق فعل أخلاقي، نسأله ما معيارك في الحكم ، إن قال ما يترتب عليه من منفعة للناس، نقول له : نحن نرى بأن عدم إماطة الأذى هو أمر أخلاقي لأنه يترتب على ذلك فائدة لي، وهي إني أحب أن أرى إنسان يتأذى .

 

وتابع: فمن هنا يتضح لي ولك بأن معيار الملحد (معيار المنفعة) لا يصلح لتعيين الأخلاق، لأن المنفعة تختلف بيننا، أما التجربة: فهي نفس المنفعة، فيقولون نجرب أمر فإن عاد علينا بالنفع فهو أخلاقي، والرد كما سبق، أما المجتمع : فيقولون ما اتفق عليه المجتمع على أنه أخلاقي فهو أخلاقي وما اتفق عليه المجتمع بأنه غير أخلاقي فهو غير أخلاقي.

 

وأردف قائلا: إنهم يقولون لا ضرر في اختلاف المجتمعات في تعيين الأخلاق من عدمه، فقد يرى مجتمع بأن أمر ما أخلاقي ويراه مجتمع بأنه لا أخلاقي، فنحن نسأل ما معيار كل مجتمع في تحديد الأخلاق أصلا!، وعلى هذا، إن سلمنا لكم بأن كل مجتمع له معياره الأخلاقي، فعلى أي أساس تنتقدون الأخلاق في الإسلام؟

 

وختم أبو هزيم أن خلاصة مذهب الإلحاد في الأخلاق هو أن الأخلاق نسبية تختلف من شخص لآخر أو من مجتمع لآخر، وبما أن هذا مذهبهم فبالتالي لا يمكنهم انتقاد أي أمر في الإسلام أو في أي دين، ونحن نقول بأن معيار الأخلاق المطلق هو الدين المنزل من الخالق، مؤكدا أن الملحد صاحب أخلاق دون معيار أخلاق، وأخلاقه مكتسبة من المجتمع الديني الذي عاش فيه.

 

 

تعليقات